البرلمان اللبناني يمدد أيام مناقشة البيان الوزاري
البرلمان اللبناني يواصل يومي الجمعة والسبت المقبلين مناقشة البيان الوزاري لحكومة "إلى العمل" بعد طلب المزيد من النواب الكلام.
وكانت جلسات مناقشة البيان الوزاري لحكومة الرئيس سعد الحريري إنطلقت في البرلمان اللبناني الثلاثاء الفائت ، بدعوة من رئيس المجلس نبيه بري.
وعلى الرغم من ضمان الحكومة ثقة أكثر من 100 نائب من أصل 128 نائباً يؤلفون البرلمان فإن مداخلات النواب المنضوين في كتل برلمانية ممثلة في الحكومة لم تخلِ من انتقادات للحكومة لا سيما فيما يتعلق بالنواحي الاقتصادية والمعيشية والحياتية.
وكما كان متوقعاً فإن نواب حزب الكتائب الثلاثة حجبوا الثقة عن حكومة الحريري سيما وأن الحزب غاب عن التشكيلة الحكومية وبالتالي انتقل إلى المعارضة، وكذلك حجب الثقة النواب جميل السيد وبولا يعقوبيان والأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد.
وكان الحريري قد تلا البيان الوزاري لحكومته التي أطلق عليها تسمية "إلى العمل"، واستحضر في البيان المؤلف من 16 بنداً مختلف جوانب الحياة السياسية والاجتماعية، وركزت على الاستقرار المالي والنقدي وفتح مجالات الاستثمار وتحديث القطاع العام واحداث اصلاحات هيكلية وقطاعية، وفي طليعتها قطاع النفط والكهرباء والنقل والاعلام والثقافة والاتصالات.
وبعد الحديث عن أن حكومة الحريري "هي حكومة الفرصة الأخيرة للإنقاذ"، قال رئيسها إن "الجميع في مركب واحد والثقوب التي تهدد المركب معروفة ولا جدوى من تقاذف المسؤوليات، بل المطلوب اجراءات واصلاحات جريئة قد تكون صعبة ومؤلمة لتجنّب تدهور الأوضاع الاقتصادية والمالية إلى حال أشد صعوبة، وهذا ما ستبادر إليه الحكومة بكل شفافية وبتوجيهات الرئيس ميشال عون وبالتعاون والتنسيق مع المجلس النيابي".
وبعد أن توّقع الرئيس بري إنهاء مداخلات النواب الأربعاء إلا أن العدد الضخم لطالبي الكلام الذي فاق نصف عدد أعضاء البرلمان يشي بأن جلسات الثقة ستستكمل الجمعة بسبب إحياء لبنان الذكرى الـ14 لإغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، علماً أن رئيس البرلمان أجرى مشاورات مع رؤساء الكتل النيابية لتقليص عدد طالبي الكلام "لتكون الثقة سريعة"، كما انجاز البيان الوزاري (أنجز خلال 3 أيام ويعد ذلك سابقة في البلاد)، وكان الهدف تعويض فترة التأليف التي إمتدت لنحو 9 أشهر وكذلك السماح بإنطلاق العمل الحكومي بسرعة، وحتى يهدر المزيد من الوقت.
وكالعادة لم تخلُ جلسات مناقشة البيان الوزاري من سجالات بين النواب وكان أبرزها بين رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل وعضو كتلة الوفاء للمقاومة بعد أن وصف الجميل الحكومة الحالية بأنها "حكومة حزب الله"، ورد عليه الموسوي مذكراً بالظروف التي أحاطت بانتخاب الرئيس السابق بشير الجميل وقال "من المشرف أن يصل العماد ميشال عون إلى الرئاسة بدعم من بندقية المقاومة في حين وصل غيره على ظهر الدبابة الإسرائيلية".
وسجّل بعض النواب اعتراضهم على الخطط التي وضعتها الحكومة لعدد من الملفات الشائكة ولا سيما أزمة الكهرباء والنفايات والنقل والاستشفاء.