"إعلان موسكو" للقاء الفلسطيني الثالث يؤكد: حق إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية
الطاهر للميادين: لقاء موسكو فتح الطريق من أجل مواصلة الحوار الفلسطيني
أكدت مسودة البيان المشترك للقاء الفلسطيني الثالث في موسكو "إعلان موسكو" على وحدة الفلسطينيين إزاء قضاياهم الجوهرية.
كما أكدت المسودة على حق إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على الأراضي المحتلة عام 1967، وعلى ضرورة ضمان حق العودة على أساس قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبادئ القانون الدولي.
مسودة البيان أكدت أيضاً على استمرار الجهود لإنهاء الانقسام بالحوار ورفض محاولات استخدام التباينات لضرب الحقوق الفلسطينية.
مسؤول الدائرة السياسية في الجبهة الشعبية ماهر الطاهر قال للميادين "نحن نعتبر مجرد انعقاد لقاء موسكو خطوة إلى الأمام"، مشيراً إلى أن "لقاء موسكو فتح الطريق من أجل مواصلة الحوار الفلسطيني".
وأشار إلى أن هناك انقسامات عميقة لكن الفصائل الفلسطينية كافة ترفض "صفقة القرن".
ولفت إلى أن واشنطن تسعى لنسف المرجعيات الدولية بشأن القضية الفلسطينية لتصفيتها.
بدوره أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق أن الحركة ترفض استخدام كلمة القدس الشرقية في البيان الختامي للقاءات موسكو.
وفي اتصال مع الميادين قال أبو مروزق إن الحوار في موسكو لا يتعارض مع اللقاءات في القاهرة.
رئيس وفد حركة الجهاد الإسلامي إلى موسكو محمد الهندي قال للميادين إنه يجب تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية وتطويرها وتطبيق اتفاق القاهرة حتى تصبح حماس والجهاد الإسلامي داخل المنظمة.
الهندي أكد أن حركة الجهاد لن توقع على بيان يتضمن دولة فلسطينية في حدود الرابع من حزيران/ يونيو.
وكان مراسل الميادين في موسكو أشار إلى أن حركتي حماس والجهاد الإسلامي رفضتا التوقيع على بيان الفصائل، لافتاً إلى أن حماس رفضت التوقيع تضامناً مع حركة الجهاد، التي رفضت على نحو قاطع البندين الأساسيين في مسودة البيان والمتعلقين باعتبار منظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الفِلَسطيني، من دون ربط ذلك بإعادة بنائها وتطويرها وفق اتفاق القاهرة.
مراسلنا أفاد بأن الجدل مازال قائماً بما يخص الشرعية الدولية والمبادرة العربية مما قد يحول دون إصدار مسودة البيان الختامي، موضحاً أن الأمر سيحسم نهائياً بعد لقاء ممثلي الفصائل الفلسطينية مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
وكان مصدر خاص قد صرّح للميادين أن اللقاءات التي تعقدها الفصائل الفلسطينية في موسكو تناولت الوضع السياسي ومخاطر صفقة القرن.
المصدر قال إن غالبية المواقف متفقة على ضرورة الشراكة واجراء الانتخابات العامة، لافتاً إلى أن البيان المشترك للفصائل سيتضمن مطلب تطبيق الاتفاقيات الموقعة من عام 2005 إلى2017.
وكان المشاركون في الحوار الفلسطيني في موسكو أكدوا على السعي المشترك لحل التناقضات من خلال الحوار.
كما أكد المشاركون على تقارب وجهات النظر، ورفض الانقسام والخطاب عن استحالة التغلب عليه، والتمسك باتفاق القاهرة في 12 تشرين الأول/ سبتمبر 2017 وقالوا "نحن وقلقون من تكثيف المحاولات الخارجية لمنع إعادة الوحدة الفلسطينية".
هذا ووصلت 10فصائل فلسطينية أمس الأحد إلى موسكو للمشاركة في مؤتمر ينظمه معهد الاستشراق الروسي التابع لوزارة الخارجية الروسية لبحث مستجدات القضية الفلسطينية وملف المصالحة الوطنية.
وكانت مصادر كشفت للميادين عن أنّ موسكو ستستضيف في 13 و14 من شهر شباط/ فبراير الجاري حواراً فلسطينياً بمشاركة جميع الفصائل.
المصادر للفتت إلى أنّ القيادة الروسية منزعجة من وصول الوضع الداخلي الفلسطيني إلى هذا الحد من التعقيد والخطورة.
مسؤول الدائرة السياسية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وممثلها في حوار موسكو ماهر الطاهر قال للميادين إن اللقاء يبحث سبل وقف التصعيد بين حركتي فتح وحماس والتوصل إلى برنامج وطني مشترك لمواجهة صفقة القرن.
أبو عيطة: إدارة ترامب تمارس العقاب الجماعي والابتزاز لتمرير صفقة القرن
وفي السياق، قال نائب أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح فايز أبو عيطة إن الإدارة الأميركية تمارس سياسة العقاب الجماعي علي الشعب الفلسطيني.
وشدد على أن إدارة ترامب لم تكتف بوقف المساعدات المالية الأميركية للشعب الفلسطيني بل تعمل على منع وصول الدعم والأموال من الدول الأخرى.
أبو عيطة أوضح أن "سياسة العقاب الجماعي بحق شعبنا مخالفة لكل المواثيق والأعراف الدولية وتعزز التطرف والعنف, ولا تساعد أبداً في الوصول إلى السلام الذي يؤدي إلى تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم".
واعتبر أبو عيطة أن "ما تقوم به الإدارة الأميركية ابتزاز سياسي غير أخلاقي على القيادة الفلسطينية لثنيها عن مواجهة صفقة القرن، ومؤامرة التصفية التي تتعرض لها القضية الفلسطينية".
لافروف: "صفقة القرن" الأميركية ستدمر كل شيء تمّ القيام به حتى الآن
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف رأى من جهته أن وضع التسوية الفلسطينية الإسرائيلية مقلق، والخطر الأكبر يكمن بموقف واشنطن.
لافروف أشار إلى أن "صفقة القرن" الأميركية ستدمر كل شيء تمّ القيام به حتى الآن.
ولفت إلى أن موسكو تأسف لاستمرار الانقسام الفلسطيني الذي يكسر الأسس القائمة للتسوية مع "إسرائيل".
وقال لافروف إن "صفقة القرن" الأميركية تدور حول نهج مختلف لا يشمل إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
وأوضح أن أطرافاً خارجية تحاول تعميق الانقسام الفلسطيني وإفشال محاولات توحيد الصف، مشدداً أن موسكو تعتبر الوحدة الفلسطينية أولوية مطلقة لإحراز تقدم في التسوية مع "إسرائيل".