"هيل" يحرض من بيروت على المقاومة، وبزي للميادين نت: وضع شروطاً لتأليف الحكومة
تعمد مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية ديفيد هيل مهاجمة حزب الله عبر بيان مكتوب من دارة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في وسط بيروت، ولم يخفِ تصعيده ضد المقاومة في الوقت الذي تدخل وبشكل مباشر في عملية تأليف الحكومة عندما قال صراحة إن "اختيار الحكومة أمر يعود للبنانيين وحدهم، لكن نوع الحكومة المختارة يهمنا جميعاً نحن المهتمين بلبنان مستقر ومزدهر وكذلك هو الحال حيال عدم القدرة على الاختيار".
مصادر وزارية أعربت للميادين نت عن استهجانها من التدخل الأميركي الواضح في عملية تأليف الحكومة اللبنانية، وأن كلام الدبلوماسي الأميركي يهدف لمنع القوى المتحالفة مع المقاومة من المشاركة الفاعلة في الحكومة المنتظرة، وتشير إلى أن واشنطن تعيد التذكير برفضها تولي حزب الله وزارة الصحة أو وزارات أساسية، وهو ما كان أعرب عنه مواربة الحريري عندما أعلن أن هناك تهديدات غربية بقطع المساعدات عن وزارة الصحة في حال أسندت لحزب الله.
وتتوقف تلك المصادر عند تجاهل هيل وبشكل واضح التهديدات والاعتداءات الإسرائيلية علماً أن آخر تلك الاعتداءات استبق زيارة المسؤول الأميركي بساعات قليلة.
بزي للميادين نت: هيل حاول إعادة تجميع القوى المعارضة للمقاومة
كان متوقعاً أن يعمد هيل إلى إكمال مسلسل المواقف الأميركية التصعيدية ضد إيران وحزب الله والتي بدأها وزير الخارجية مايك بومبيو من القاهرة الأسبوع الفائت، وسبقتها ضغوط لتشكيل "الناتو العربي"، ومن ثم إعلان وزارة الخارجية الأميركية عن تنظيم مؤتمر دولي في العاصمة البولندية وارسو يومي 13 و14 شباط/فبراير المقبل تحت عنوان "تعزيز مستقبل الأمن والسلام في الشرق الأوسط" والذي يهدف لمواجهة ما تسميه واشنطن "النفوذ الإيراني وتصرفات إيران لزعزعة الاستقرار".
وبحسب المحلل السياسي وسيم بزي فإن "زيارة هيل هي استكمال لجولة بومبيو ولمستشار الأمن القومي جون بولتون، والدبلوماسي الأميركي الذي يتمتع بصداقات وازنة مع أطراف لبنانية، على دراية وافية بالواقع اللبناني ولذلك اختار بدء جولته بلقاء مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط لا سيما بعد المواقف الأخيرة للزعيم الإشتراكي وإعادة تصويبه على دمشق وحلفائها، عدا أن جنبلاط يُعد قائد التحشيد الأميركي ضد دمشق".
ويكشف بزي معلومات عن لقاء هيل وجنبلاط ومفادها أن "المسؤول الأميركي تحدث بوضوح أمام جنبلاط عن ضرورة تطبيق العقوبات الأميركية وأن الوقوف في المنطقة الرمادية لم يعد مقبولاً، وبشكل أوضح طلب من الزعيم الاشتراكي وبشكل واضح تحديد موقعه إما مع واشنطن وإما مع حزب الله".
أما عن كلام هيل بعد لقائه الحريري وتطرقه إلى الحكومة وشكلها فيعلق بزي "إن ما قاله بوضوح من بيت الوسط (مقر إقامة الحريري) عن الحكومة المنتظرة يعبر عن عدم الرضى بشأن تأليفها بالشكل المعلن عنه في إشارة إلى الحضور الفاعل والمرتقب فيها، ومن هنا تتضح أسباب عرقلة التأليف ولأشهر طويلة من قبل جهات تتمتع بصداقة لافتة مع واشنطن، وأن هؤلاء يعرفون الموقف الأميركي المعارض لتولي حزب الله وزارات وازنة".
أما بشأن دعوة لبنان إلى قمة وارسو فيشير بزي إلى أن لبنان سيكون محرجاً بتلك الدعوة ولا يمكن له تلبيتها ليس فقط لأنها مخصصة للتصعيد ضد إيران وحزب الله، وإنما لحضور تل أبيب تلك القمة".
ويكشف بزي أن هيل وبالتواطؤ مع تل أبيب أتم التحضير للزيارة اللبنانية من خلال افتعال الاعتداء في المناطق المتحفظ عليها قرب الخط الأزرق على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، وأيضاً من خلال إعلان جيش الاحتلال عن إنهاء ما سماها عملية "درع الشمال" لتدمير الأنفاق المزعومة.
ويختم "الهدف الآخر لزيارة هيل يكمن في محاولة واشنطن فرض رؤيتها لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة، وأن الأمر يتزامن مع عقد مؤتمر عن الغاز في القاهرة بمشاركة تل أبيب، ولمواجهة الحضور الروسي المرتقب في قطاع الغاز السوري واللبناني".
السفارة الإيرانية في لبنان ترفض تصريحات هيل المستفزة
وفي سياق متصل أصدرت السفارة الإيرانية في لبنان بياناً رفضت فيه مواقف هيل، وأكدت أنها "لا تندرج إلا في إطار التدخل السافر في شؤون الغير وإملاء القرارات (...)"، وأثنت على التعاون المشروع مع الحكومة اللبنانية "وكافة الأحزاب والتيارات السياسية والإجتماعية"، وأنها "تواصل دورها البناء في المساعدة على تكريس الاستقرار والأمن في لبنان وازدهار ورقي هذا البلد الشقيق، وتستمر في العمل في إطار العلاقات الثنائية والإقليمية لترجمة هذا الواقع. كما أن الجمهورية الإسلامية لن تدّخر جهداً لأي تعاون مع الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني الباسل والمقاومة المفتخرة".
من جهته أعلن السفير الإيراني في لبنان محمد جواد فيروزينا بعد لقائه الحريري عن "دعم كل الجهود لتشكيل حكومة برئاسة الحريري".