شاحنات أميركية محمّلة بمعدات عسكرية تغادر مناطق سيطرة "قسد" في منبج شمال سوريا
نقلت وكالة نوفوستي الروسية عن مصدر كردي قوله إن القوات الأميركية انسحبت من بلدة الشيوخ شرقي منبج، ومن قرية العاشق بضواحي مدينة تل أبيض باتجاه القاعدة الأميركية في مدينة عين عيسى في الرقة.
وأضاف المصدر أن القوات الفرنسية انسحبت من منبج وعين عيسى، مشيراً إلى أن الانسحاب تزامن مع تحليق مكثف للطائرات التركية.
وكالة الأناضول التركية نقلت عن مصادر أن 100 شاحنة محمّلة بمعدات عسكرية أميركية غادرت مناطق سيطرة قوات "قسد" شرق سوريا الليلة الماضية، متوجهة إلى معبر سيمالكا الحدودي عائدة إلى العراق.
وقالت الوكالة إن الشاحنات الأميركية خرجت محملة للمرة الأولى بعد أن كانت تدخل سوريا محملة بالمعدات العسكرية وتخرج فارغة، مشيرة إلى أن خروج الشاحنات الأميركية تزامن مع انقطاع التيار الكهربائي في المنطقة، وفق ما قالت المصادر.
في غضون ذلك، أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أن أمام القوات التركية منبج وشرق الفرات، معلناً تكثيف الجهود في هذا الاتجاه.
هذا الكلام جاء على وقع إرسال أنقرة تعزيزات جديدة قرب الحدود مع سوريا.
وكالة الأناضول التركية أفادت بأن التعزيزات وصلت إلى ولاية غازي عنتاب الجنوبية، وسط تدابير أمنية مشددة، وتوجهت منها إلى ولاية هطاي لواء اسكندرون لتعزيز الوحدات المنتشرة على الحدود مع سوريا.
في المقابل، قالت قوات سوريا الديمقراطية في بيان لها اليوم إن "سحب القوات والمسؤولين الأميركيين من منطقتها سيكون له تداعيات خطيرة على الاستقرار العالمي".
وأضاف البيان أن "ذلك سيؤدي إلى خلق فراغ سياسي وعسكري في المنطقة وترك شعوبها بين مخالب القوى والجهات المعادية"، وفق بيان "قسد".
وكان المرصد السوري المعارض قال نقلاً عن "قسد" اعتبارها الانسحاب الأميركي المفاجئ من شرقي سوريا بـ"طعنة في الظهر".
ووصفت "قسد" الانسحاب الأميركي المفاجئ من شرقي سوريا "بالخيانة لدماء آلاف المقاتلين".
ترامب: بعد مغادرتنا سوريا سيكون على الآخرين مواجهة داعش بأنفسهم
يأتي ذلك، بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب بدء انسحاب القوات الأميركية من سوريا.
وفي رسالة متلفزة نشرها عبر موقعه في تويتر أكد ترامب أن القوات الأميركية انتصرت على تنظيم داعش وأنجزت المهمة.
وقال ترامب "أنا تحدثت عن الانسحاب من سوريا قبل 6 أشهر لأعود وأعلن أننا سنبقى فقط لوقت أطول".
وأضاف "بعد مغادرتنا سوريا سيكون على الآخرين مواجهة داعش بأنفسهم".
وتساءل ترامب عبر صفحته على "تويتر""هل تريد أميركا مواصلة لعب الشرطي في منطقة الشرق الأوسط؟ وتدفع لأجل ذلك الأرواح ومليارات الدولارات؟".
Does the USA want to be the Policeman of the Middle East, getting NOTHING but spending precious lives and trillions of dollars protecting others who, in almost all cases, do not appreciate what we are doing? Do we want to be there forever? Time for others to finally fight.....
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) December 20, 2018
وقال ترامب إن "روسيا وإيران وسوريا وغيرهم ليسوا مسرورين بمغادرتنا سوريا عكس ما يدعون"، مشيراً إلى أنهم "هم الأعداء المحليون لداعش ونحن هناك نقوم بدورهم".
الرئيس الأميركي أكد ان بلاده "تؤدي في الشرق الأوسط دوراً عن غيرها ممن لا يقدر ما تقوم به، وقد آن الأوان ليقاتل الآخرون".
....Russia, Iran, Syria & many others are not happy about the U.S. leaving, despite what the Fake News says, because now they will have to fight ISIS and others, who they hate, without us. I am building by far the most powerful military in the world. ISIS hits us they are doomed!
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) December 20, 2018
After historic victories against ISIS, it’s time to bring our great young people home! pic.twitter.com/xoNjFzQFTp
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) December 19, 2018
مسؤول أميركي تحدّث عن إجلاء كل موظفي وزارة الخارجية الأميركية من سوريا خلال 24 ساعة.
المتحدثة باسم البيت الابيض سارة ساندرز قالت في بيان إن الولايات المتحدة ألحقت الهزيمة بـ "داعش" في سوريا ، لكنها لاتؤشر على نهاية دور التحالف الدولي أو حملته ضدهم.
وقال البيان "بدأنا بإعادة القوات الإميركية لبلادنا في سياق التحوّل إلى الوجه الآخر من الحملة (ضد داعش)".
مسؤول أميركي أوضح أنه سيتم سحب كل القوات الأميركية من سوريا عند اكتمال المراحل الأخيرة من آخر عملية ضد داعش، وأنه من المتوقع أن يكون الإطار الزمني لسحب القوات الأميركية من سوريا بين 60 و100يوماً.
وفي وقتٍ سابق قال مسؤولون أميركيون إنهم يبحثون "انسحاباً كاملاً للقوات الأميركية من سوريا".
نائب رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي آدم شيف أعلن عزمه على طلب عقد جلسة استماع عاجلة وتقييم من أجهزة الاستخبارات حول آثار الانسحاب السريع للقوات الأميركية.
أما رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي بوب كوركر فوصف قرار ترامب "بالصدمة الكبيرة".
السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام وعدد من أعضاء مجلس الشيوخ وقّعوا على عريضة موجهة لترامب أعربوا فيها عن قلقهم من قراره.
وجاء في المذكرة التي نشرها غراهام على "تويتر" أن القرار سابق لأوانه وهو خطأ مكلف لا يهدد أمن الولايات المتحدة فحسب بل يعزز موقف خصميها إيران وروسيا في المنطقة في مقابل تقليص نفوذ شركائها وحلفائها". المذكرة حثّت أيضاً ترامب على إعادة النظر في قراره لضمان المصالح الاستراتيجية الأميركية.
أما رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي بوب كوركر فوصف قرار ترامب "بالصدمة الكبيرة".
وقال كوركر "إنه قرار مريع لأمتنا إنه شيء رهيب لحلفائنا الذين كنا نعمل معهم من الصعب أن نتخيل أن أي رئيس يستيقظ ويتخذ مثل هذا النوع من القرار بتنسيق وتحضير محدود ما أفهمه هو أننا بدأنا بالخروج الآن".
واضاف "لم أر قط مثل هذا القرار منذ أن كنت هنا منذ 12 عاماً حيث لم يتم الاتصال بأي طرف وفجأة يتم إعلان هذا النوع من القرارات الهائلة".
وتابع "أنا حزين لا أعرف إن كان هناك طريقة للعودة عن هذا القرار.. أفهم عندما تحدثت مع الأشخاص المقربين منه أنه مصمم على قراره من الواضح أنه قرار سياسي".
زعيمة الديمقراطيين في مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي قالت "يجب أن نسأل لماذا لم يتخذ الرئيس هذا القرار في سياق تعزيز مفاوضات السلام (في سوريا)، لا تزال الأزمة الإنسانية المتدهورة هناك تشكّل وصمة عار في ضمير العالم".
بالتوازي، نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مصادر مطلعة أن قرار ترامب مرتبط بتهديد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إياه بالعملية العسكرية شمال سوريا خلال الاتصال الهاتفي بينهما.
المصادر قالت إن إردوغان حثّ ترامب على وقف دعمه للكرد، وسأله عن عدم دعم واشنطن لأنقرة بدلاً منهم.
وأضاف إردوغان أنه لم يعد من جدوى للوجود الأميركي بعد أن تمّ القضاء على داعش، متعهداً بأن تقوم القوات التركية المحتشدة عند الحدود بالتعامل مع أي مشكلة، وفق ما نقلت الصحيفة الأميركية.
وكان ترامب قد أعلن في أيلول/ سبتمبر الماضي، أن الولايات المتحدة ستتخذ قراراً قريباً بشأن وجود قواتها في سوريا، بعد القضاء على تنظيم داعش.
وفي آذار/ مارس الماضي أكدت نشرة "ديفينس وان" الأميركية أن إعلان الرئيس دونالد ترامب نيّته الانسحاب من سوريا "قريباً جداً" أصاب الأوساط السياسية والعسكرية المختلفة بالذهول والصدمة، وفق توصيف القادة العسكريين.
نائبة المتحدث الرسمي في الخارجية الأميركية، إريكا تشوسانو كانت قد قالت للميادين إن "هدف المهمة الأميركية في سوريا هي فقط هزيمة داعش بشكل كامل"، وختمت بالتأكيد على الالتزام ودعم الحل السياسي في سوريا.