مروحة واسعة من التضامن مع وهاب في لبنان وخارجه بعد أحداث الجاهلية
حملة تضامن واسعة مع وهاب
تستمر تداعيات أحداث بلدة الجاهلية اللبنانية بالتفاعل، لا سيما أن المسار الذي سلكته الأمور يُعد مستغرباً وغير مسبوق بعد ارسال دورية مؤللة لشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي إلى البلدة لتنفيذ أمر قضائي.
إلا أن اللافت كان عودة الوئام إلى قوى الثامن من أذار في منطقة الجبل اللبناني، عدا عن التضامن مع الوزير السابق وهاب لا سيما بعد التباعد بين أطرافها على خلفية الانتخابات البرلمانية الأخيرة في أيار/ مايو الفائت.
فالطريقة التي اعتمدتها القوى الأمنية لإبلاغ مسألة قضائية للوزير السابق وهاب ودخول الآليات العسكرية والعناصر الأمنية المتخصصة في مكافحة الإرهاب بلدة الجاهلية ومن ثم وفاة مرافق وهاب محمد أبو ذياب متأثراً بجراح أصيب بها بعد دخول القوى الأمنية البلدة، تركت انزعاجاً ليس فقط لدى حلفاء وهاب في لبنان وإنما لدى شخصيات دينية مؤثرة في طائفة الموحدين الدروز في لبنان وسوريا.
وفي السياق قال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد على أحداث الجاهلية إنه "إذا أردنا أن نطبق القانون، علينا أن نطبقه على الجميع، وأقول ذلك وأنا أعتبر أن ما حصل بالأمس (السبت) من إرسال قوة مؤللة تحت حجة تبليغ دعوى للحضور إلى المحكمة، هذا أمر فيه تجاوز للقانون وأمر كان يخفي نية اعتقال لإذلال الشخص المطلوب وسوقه خلال أيام العطل ليبقى محتجزاً حتى يبيت ليوم الإثنين والثلثاء. هذا الأمر في الحقيقة يجب على ساحتنا والمسؤولين أن يتجاوزوه ويترفعوا عن مثل هذه الأساليب، وخصوصاً أنهم ما زالوا يقدمون أوراق اعتمادهم. حتى الآن لا يستطيعون أن يشكلوا حكومة".
لكن اللافت يكمن في المواقف التي أعلنها رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني الوزير طلال ارسلان عبر الميادين، وطالب الدولة بأجهزتها الأمنية والقضائية بالشفافية لمعرفة كيف قتل أبو ذياب، رافضاً استباحة الجبل. وكشف للمرة الأولى أنه "منفتح على وهاب"، ما قد يمهد للقاء بين الرجلين بعد طول قطيعة.
موقف ارسلان كسر الجليد مع وهاب لينضم إلى رئيس جبهة النضال الوطني النائب السابق فيصل الداوود وكذلك النائب السابق فادي الأعور، وأضافة إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي وغيره من الأحزاب الحليفة للمقاومة ولدمشق.
الحناوي للميادين: نضع دائماً القضية الوطنية فوق كل الاعتبارات لكن من حقنا أن ندافع عن كرامتنا
وفي سياق متصل أكد شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز في سوريا الشيخ حمود الحناوي للميادين أن "البيت الدرزي بيت وطني ونحن نضع دائماً القضية الوطنية فوق كل الاعتبارات، و قضيتنا وطنية لكن من حقنا أن ندافع عن كرامتنا وألا نسمح لأي جهة بأن تعتدي علينا"، وشدد على التعاون الوثيق من أجل الحياة الآمنة بين جميع المواطنين. وتابع "كنا نتمنى ألا تحصل أحداث الجاهلية وكان يجب تقدير العواقب قبل اتخاذ القرارات، ونحن دائماً نواجه الأزمات بالعقل والحكمة ووأد الفتنة"، في إشارة إلى أحداث بلدة الجاهلية في جبل لبنان.
معدي للميادين: إذا تحولت الأيادي الخارجية لتغذية الخلافات في داخل لبنان كما تآمرت على سوريا العروبة فهذا خط أحمر
بدوره قال رئيس لجنة التواصل الدرزية لعرب 48 الشيخ علي معدي للميادين "نحن دعاة محبة وسلام وندعو الجميع إلى الالتزام بهذه الضوابط والعادات العربية الأصيلة"، وتابع "إذا تحولت الأيادي الخارجية لتغذية الخلافات في داخل لبنان كما تآمرت على سوريا العروبة فهذا خط أحمر".
من جهته أصدر أمير جبل العرب في سوريا جهاد الأطرش، بياناً أعلن فيه التضامن مع وهاب، متوجهاً بالتعزية إلى "أهالي بلدة الجاهلية وعائلة أبو دياب في لبنان وسوريا وفلسطين باستشهاد ابنها محمد أبو دياب".
وتابع "المسّ بالوزير وهاب هو مس بكل الوطنيين في لبنان وسوريا، والمؤامرة التي تحاك لزعزعة أمن الجبل هي استهداف جديد بعد فشل مشروع استهداف السويداء". وأسف الأطرش لما سمّاه "تآمر (النائب السابق) وليد جنبلاط على أبناء جلدته وتغطيته مؤامرة سياسية كادت تحدث فتنة، كما يعمل من سنوات على إحداث الفتن في السويداء وبين السويداء ودرعا". وأكد الأطرش أنه "لدينا ملء الثقة بسماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وفخامة الرئيس ميشال عون على حماية أهلنا وأقاربنا في لبنان وعدم السماح للعابثين بدم أهلهم لأجل مصالح الزعامات من تحقيق مآربهم".
هذه المواقف وغيرها ستشكل الأسس الصلبة لإعادة وحدة قوى 8 آذار لا سيما في جبل لبنان بعد أن فرقتها الانتخابات التشريعية، علماً أن موجة التضامن مع وهاب تخطت الحدود اللبنانية في إشارة إلى وحدة المواقف الداعمة للمقاومة ودمشق.