وسائل إعلام أميركية تتهم واشنطن والغرب بغضِّ الطرف عن انتهاكات الرياض لحقوق الانسان
قالت صحيفة واشنطن بوست إن الرواية الأخيرة للسعودية عن عملية قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي صادمة في جرأتها.
ولفتت الصحيفة إلى أن السعودية تتحدى بروايتها الجديدة كل من طالب بتحقيق شفاف بمن فيهم أعضاء بارزون في الكونغرس، مضيفةً أن قبول رواية السعودية يعني تجاهل حقائق راسخة منها تعرض خاشقجي للاعتداء والاختناق فور دخوله القنصلية.
الصحيفة أشارت إلى أن رواية الرياض بعدم معرفة العسيري والقحطاني بالجريمة تتعارض مع تسجيل نيويورك تايمز الصوتي، مؤكدةً أن تسجيلات نيويورك تايمز تكشف اتصالاً لماهر مترب يقول فيه "أبلغ رئيسك بأن المهمة أُنجزت".
كما رأت أن الرياض بررت وجود الطبيب الشرعي في القنصلية بإزالة أي دليل على الاختطاف وليس لتقطيع جسد خاشقجي، معتبرةً أن هناك حاجة إلى إجراء تحقيق دولي في قضية قتل خاشقجي لأن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تساهم في التغطية على السعودية.
كذلك، طالبت الصحيفة بوقف جميع المبيعات العسكرية للسعودية ووقف التعاون معها حتى اكتمال تحقيق دولي موثوق به، مشيرةً إلى أن الرواية السعودية حول قتل خاشقجي هي مثال آخر على سلوك محمد بن سلمان "المتغطرس والمتهور".
وأعلنت الرئاسة التركية اليوم الحمعة أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الأميركي دونالد ترامب اتفقا في اتصال هاتفي على ضرورة الكشف عن كل جوانب قضية مقتل خاشقجي.
يذكر أن الادعاء العام السعودي طالب يوم أمس الخميس بتنفيذ حكم الإعدام بحق 6 أشخاص شاركوا في قرار وتنفيذ قتل الصحافي جمال خاشقجي، مشيراً إلى أن المتهمين شكّلوا فريقاً لإعادة خاشقجي بأمر من نائب رئيس الاستخبارات السابق.
وأكّد الادعاء العام أنه تمّ تقطيع جثة خاشقجي ونقلها إلى خارج القنصلية في إسطنبول.
كما لفت إلى أن قائد مهمة استعادة خاشقجي قرر قتله في حال فشل في إقناعه، مضيفاً أنه تمّ التوصل إلى أسلوب الجريمة وهو "عراك وحقن أدى إلى الوفاة"، بحسب الإدعاء السعودي.
نيويورك تايمز: تجاوز ابن سلمان للحدود جعل السعودية هي التي تمثل الخطر الإقليمي الرئيسي وليس إيران
أما صحيفة نيويورك تايمز أشارت إلى أن السعودية تأتي برواية جديدة حول مقتل خاشقجي وإدارة ترامب تبدو مستعدة لتبنيها.
وأوضحت نيويورك تايمز أنه صعب التصديق أن طائرة محملة بأمنيين وطبيب شرعي أتت إلى إسطنبول فقط لاقناع خاشقجي بلطف بالعودة، مضيفةً أن الحقيقة يمكن ألا تُكشف أبدا في ظل احتمال إعدام 5 مشتبه بهم والقضاء على الشهود الرئيسيين.
واعتبرت أن الحاجة إلى تغيير في العلاقات بين المملكة الغارقة بالنفط والولايات المتحدة باتت واضحة.
ورأت نيويورك تايمز أن الاغتيال والمحاولات المثيرة للشفقة للتغطية على جريمة قتل خاشقجي عرّت الامبراطور السعودي، مشيرةً إلى أن واشنطن والغرب المتعطشان للنفط وللأموال السعودية أغلقا الأعين أمام انتهاكات الرياض لحقوق الانسان.
فضلاً عن ذلك، أكّدت الصحيفة أن تجاوز بن سلمان للحدود جعل السعودية هي التي تمثل الخطر الإقليمي الرئيسي وليس إيران، وأن إدارة ترامب ترى في بن سلمان حليفاً لإسرائيل ضد إيران ومشترياً للأسلحة الأميركية.
كما قالت إن ما حصل يعطي إدارة ترامب نفوذاً واسعاً على نظام سعودي ضعيف، مشددةً على أن الوضع الحالي يمنح إدارة ترامب نفوذاً للضغط على الرياض في ملفي اليمن وقطر وصنع سلام مع (إسرائيل).