العقوبات الجديدة على إيران.. مواقف دولية مندِّدة وطهران تؤكد أنها ستخرق العقوبات

الرئيس الأميركي يقول إن العقوبات على إيران التي دخلت حيز التنفيذ اليوم هي من الأكثر العقوبات صرامة في تاريخ الولايات المتحدة، ومعلومات الميادين تفيد أن العراق تقدم بطلب للحصول على استثناء من العقوبات الاميركية على طهران.
  • ترامب: العقوبات هي من أشد العقوبات التي اتخذتها أميركا على إيران (أ ف ب)

وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب العقوبات الاقتصادية الأميركية المفروضة على إيران والتي دخلت حيّز التنفيذ اليوم الإثنين بأنها الأكثر صرامة في تاريخ الولايات المتحدة.

وأشار ترامب إلى أنّ "طهران بدت على وشك السيطرة على الشرق الأوسط قبل بداية عهده لكنّ الأمور تغيّرت أخيراً"، على حدّ قوله.

في المقابل، وردّاً على العقوبات شهدت العاصمة الإيرانية طهران أمس الأحد مسيرات حاشدة أمام مقر السفارة الأميركية السابق لمناسبة "يوم مقارعة الاستكبار العالمي".

رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني قال إن ترامب أصغر من أن يخضع إيران".

كلام لاريجاني جاء خلال جلسة لمجلس الشورى الإيراني أكد فيها عدد من النواب أن العقوبات الأميركية ستدفع طهران إلى المزيد من الاعتماد على قدراتها الذاتية.

وقال لاريجاني إن "السيد ترامب اليوم كما صدام حسين قرر محاربة الأمة الإيرانية وهو يريد أن يقمعها ويعذبها".

وأضاف "لقد أطلق حرباً ضد الشعب الإيراني وخصوصاً النساء والأطفال"، مشيراً إلى أنه "اليوم ستظهر الأمة الإيرانية أن ترامب أصغر من أن يجبر إيران على الركوع".

قائد الحرس الثوري اللواء محمد علي جعفري اعتبر أن "العقوبات الاقتصادية الأميركية على إيران لن تنجح"، مشيراً إلى أن "البنتاغون طلب من القوات الأميركية في المنطقة ضرورة الامتناع عن نشر معلومات عن قدرات إيران".

كما اعتبر أن "أميركا تركز على الحرب الاقتصادية والنفسية ضد إيران بعد انهزامها في المنطقة".

العقوبات الجديدة دخلت حيز التنفيذ اليوم الإثنين وتغطي عمليات الشحن وبناء السفن والتمويل والطاقة.

وسيتم وضع أسماء أكثر من 700 فرد وكيان وسفن وطائرات على قائمة العقوبات، بما في ذلك البنوك الكبرى ومصدري النفط وشركات الشحن. 

وفي ردود الفعل على العقوبات الأميركية الجديدة على طهران، عبّر الاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وبريطانيا من جهتهم في بيان عن أسفهم الشديد لإعادة فرض أميركا عقوبات على إيران، مؤكدين التزامهم بتطبيق الاتفاق النووي ضمن احترام الاتفاقات الدولية.

كما توقعوا من إيران مواصلة تنفيذ كل إلتزاماتها النووية بالكامل.

بالتوازي، ذكرت معلومات للميادين أن العراق تقدّم بطلب للحصول على استثناء من العقوبات الأميركية على إيران، وأن الجانب الأميركي وعد بإعطاء العراق قريباً استثناء يتعلق بالغاز الإيراني.

وزارة الخارجية السورية أكدت بدورها في بيان أن هذه الخطوة هي "استمرار للسياسة الأميركية الهادفة إلى تقويض أمن المنطقة واستقرارها".

وشدد المصدر على "احتجاج سوريا الصارم على انتهاج واشنطن سياسة فرض الإجراءات القسرية الأحادية الجانب ضد الدول التي ترفض الانصياع لإملاءاتها وبنحو ينتهك ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي".

حركة حماس دانت بشدة إعادة فرض عقوبات، معتبرةً أنها تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة.

وزارة الخارجية الصينية أعربت من جهتها عن أسفها لإعادة فرض العقوبات الأميركية على إيران، مشددة أنه "يجب احترام التجارة المشروعة مع إيران".

نائب الرئيس التركي فؤاد أقطاي قال "أبلغنا الأميركيين بأن عقوباتهم ضد إيران هي غير عادلة".

وأضاف "لن نقبل أن يُفرض علينا تطبيق العقوبات على إيران من قبل طرف ثالث".

يذكر أن الرئيس الأميركي أعلن انسحاب بلاده من الاتفاق النووي مع إيران في 8 أيار/ مايو الماضي، وأعاد فرض العقوبات عليها في 8 آب/ أغسطس الماضي، معتبراً أن الاتفاق لا يمنع إيران من امتلاك قنبلة نووية.

والعقوبات التي دخلت حيز التنفيذ اليوم هي الدفعة الثانية من العقوبات بعد إعلان ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران.

لكن الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق عملت في الآونة الأخيرة على إيجاد طرق بديلة للحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران والالتفاف على العقوبات الأميركية وحماية الشركات الأوروبية من تبعاتها.

ليبرمان: قرار ترامب هو تغيير الواقع الذي انتظره الشرق الأوسط

وفي أعقاب العقوبات الأميركية على إيران ذكر موقع "القناة السابعة" الإسرائيلية أن وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان رأى أن قرار ترامب هو "تغيير الواقع الذي انتظره الشرق الأوسط"، وفق تعبيره.

وقال ليبرمان "بضربة واحدة، مسّت أميركا مسّاً قاتلاً بتمركز إيران في سوريا ولبنان وغزة والعراق واليمن".

وشكر ليبرمان  ترامب قائلاً "الرئيس ترامب.. لقد فعلت هذا مرة أخرى  شكراً".

المصدر: وكالات