باعوم "للميادين نت": جنوب اليمن يرزح تحت إحتلال سعودي - إماراتي متخلّف
تشهد عدة محافظات في جنوب اليمن احتجاجات شعبية واسعة، وخاصة في مدن المهرة وشبوة وأبين وتعز ضد احتلال التحالف السعودي وخاصة الإماراتي لجنوب البلاد، وذلك على خلفية ارتفاع أسعار الموادّ الغذائية والسلع الأساسية، بسبب انهيار العملة المحلية، حيث طالب المحتجّون حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي بتحمّل المسؤولية وعدم الانصياع للتحالف السعودي لإيجاد حلول، مردّدين عبارات ضدّها وضدّ قوات الإمارات والسعودية، على الرغم من تحذير وزارة الداخلية في بيان لها من "أنها لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه أي أعمال فوضى وتخريب تطال مؤسسات الدولة ومرافقها وتعطّل مصالحها".
عن التطورات الجارية في جنوب المن تحدث رئيس المكتب السياسي في الحراك الجنوبي فادي باعوم لـ"الميادين نت"، فقال إنّ "جنوب اليمن يرزح تحت احتلال سعودي إماراتي متخلّف"، ويتعرّض لجوع ولإرهاب فكريّ وسياسي، مؤكداً أنّ "التحالف السعودي يفرض حصاراً على كل اليمنيين".
واتّهم باعوم الإمارات "بالعمل على استغلال جنوب اليمن لبسط نفوذها على بحر العرب".
واعتبر أنّ "حكومة هادي، هي من استدعت هذا التدخل"، مشيراً إلى أنّ "الحراك الجنوبي يتعافى الآن ويعيد ترتيب أوراقه من جديد، وهو يريد قتال المحتلين لليمن فقط"، مطالباً بــ"دولة جنوبية مستقلة في اليمن".
وبشأن الاحتلال السعودي الإماراتي وهل يتقاطع هذا الوضع مع الشمال الذي يقول إنه يواجه الاحتلال، أكد باعوم أن "أول من بداً بالتظاهرات هو المجلس الانتقالي في الجنوب، وقبل أن يقوم الشمال بأي تظاهرات سواء في تعز أو في أي منطقة ثانية من اليمن، مشيراً إلى أنه خرجت تظاهرة في عدن أيضاً ضد هذا الاحتلال".
وقال باعوم "نحن كنا السباقين من قال إنه احتلال، وهذا الكلام منذ 4 سنوات.. أما بالنسبة لكل المكونات في الشمال فهذا جيد"، موضحاً أن "الجميع متفق سواء في الشمال أو في الجنوب أن ما هو على أرضنا الجنوبية هو بكل وضوح احتلال سعودي إمارتي متخلف، وغير عادي بكل ما للكلمة من معنى".
وأضاف "ليس لدينا أيّ مشكلة مع من يحترم قرارنا وسيادتنا، ورفضنا أن نكون مرتزقة عند السعودية والإمارات أو القتال بالوكالة"، مؤكداً أنّه "لا تواجد لإيران في اليمن شمالاً وجنوباً، ونحن نريد إقامة علاقات مع الجميع".
وعما إذا كانت تشير المتغيرات التي تسعى إليها السعودية والإمارات في اليمن إلى أن هذا الاحتلال كان مشروعاً منذ البداية بذريعة دعم الشرعية ضد الإنقلابيين، أوضح باعوم أنه "من المعروف أن أي دعم من أي دولة نحو دولة أخرى والذي يكون غالباً في الجانب العسكري أو السياسي، وخاصة عندما تسيطر تلك الدول على القرار السيادي داخل تلك الدول يعتبر احتلالاً".
وتابع، أنه "عندما تشكل لجنة ثلاثية من السعوديين والإمارتيين وبعض الشرعية اليمنية وتتدخل حتى في توظيف وتعيين المحافظين ومدراء العموم وما إلى هنالك من الأمور.. وعندما تسيطر على المطارات والموانىء وترفع علم السعودية والإمارت على مقرات وإدارات سيادية كوزارة الداخلية والخارجية، فذلك يعتبر احتلالاً بالتأكيد".
باعوم: السعوديون والإمارتيون لديهم في كل محافظة مندوب سام
رئيس المكتب السياسي في الحراك الجنوبي قال إن "السعوديين والإماراتيين دخلوا إلى جنوب اليمن بمسافة 1500 كيلومتر تمتد من النهر إلى باب المندب وهم يسيطرون على كافة المطارات والموانىء، ولديهم في كل محافظة جنوبية مندوب سامي سعودي وإماراتي، كما أنهم يديرون كل تلك المحافظات"، مشدداً "أنا مسؤول عن كلامي هذا".
وتناول باعوم في حواره مع "الميادين نت" مسألة الخلاف بين السعودية والإمارات في اليمن، معتبراً أنّهما "متفقتان في الخطوط العامة، وخلافهما يكمن في بعض التفاصيل"، فقال "مثلاً فإن ساحل حضرموت مع الإمارات ووادي حضرموت مع السعودية، فيما أنهما يتقاسمان عدن فيما بينهما، معتبراً أن "هذا نوع من التقاسم غير أخلاقي تماماً".
أما عن الخلافات بين الحراك الجنوبي مع المجلس الانتقالي، وعما إذا كان لايزال التعويل على حكومة الرئيس هادي لاستقلال اليمن عن السعودية والإمارات، فأكد "نحن ليس لدينا خلاف مع الإخوة في المجلس الانتقالي، خلافنا الأساسي معه هو في القرار والسيادة على أرضنا وهو خلاف سياسي".
وأوضح أن "هناك بعض من في القيادة داخل المجلس الانتقالي ليس لديهم أي قرار بأي حال من الأحوال".
وإذ شدد على أن "الرهان هو على الصف الثاني، أي الصف الذي ليس لديه اختلاطات مع الإماراتيين والسعوديين، وممن ليس لديهم مصالح شخصية معهم، وهم بكل وضوح من الصف الوطني والثوري الذين لديهم هذه الروح الوطنية وحب السيادة وحب الأرض"، أشار باعوم إلى أنه" ليس كل كل القياديين في المجلس الانتقالي سيئون، ولكن هناك الكثير من الأشخاص ممن لديهم نفس الفكرة، وهم سيأتون إلينا لا محال".
باعوم: نرحب بدعوة المبعوث الأممي إذا كانت متوازنة ولا نرفض أي حل
وبالنسبة لحكومة الرئيس هادي رأى باعوم أنها تعاني ما تعانيه من قبل السعودي والإماراتي، معتبراً أن التحالف يكبلها ويعطلها ويمنعها من التواجد حتى داخل عدن.
ورأى باعوم أنه إذا أرادت حكومة هادي أن تكون سيدة نفسها وقرارها عليها أولاً أن تخرج من الرياض قبل كل شيء، "فليس من الطبيعي أن تعمل حكومة خارج بلادها".
وقال "نحن بالفعل نتعاطف مع هذه الحكومة بصفة شخصية لأن التعامل مع السعودي والإماراتي صعب فهم لا يحفظون كرامة أصدقاءهم، ويتعاملون معهم بعنجهية".
وأضاف أن "من يريد أن يتعامل مع هؤلاء (السعوديين والإماراتيين) عليهم أن يتخلوا عن كرامتهم أولاً".
سأعطي مثلاً على ذلك "بعد الحرب مباشرة عندما دخلت قوات الإمارات والسعودية إلى عدن أتى وزير الداخلية السابق آنذاك حسين عرب ومعه أحمد سيف المحرمي اليافعي وكان قائداً للمنطقة العسكرية، ومعهما وزير الشباب اليمني لدخول مبنى قصر المعاشيق، وكان هناك حراسة إمارتية مشددة. وبعد مشادة كلامية ما بين صف الضباط قام الإماراتيون باعتقال الثلاثة".
وأردف "أنا حضرمي أتكلم من القبلية الوطنية، من حضرموت القريبة من الحدود مباشرة معهم ولست خائفاً منهم".
وبشأن موقف الحراك الجنوبي من دعوة المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث لجمع كل الأطراف بعد لقائه رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات عيدروس الزبيدي في أبو ظبي، أكد باعوم"أي دعوة توجه لنا ونراها دعوة متوازنة وجيدة وتأخذ مطالبنا بعين الاعتبار لا نرفضها ونحن لا نرفض أي حل".
رئيس المكتب السياسي في الحراك الجنوبي أوضح قائلاً "لقد أخبرنا المبعوث الأممي أنه ما قبل شهرين شيء وما بعدهما شيء آخر، وذلك بعد تغير المعادلات السياسية تماماً، وبعدما قام المجلس الثوري باحتجاجات واسعة ابتداءً من حضرموت وشبوة وعدن وأبين"، مشيراً إلى أنه وبكل بساطة "تمّ تغيير المعادلة تماماً وأصبح الصوت السائد حالياً في الجنوب أن لا تحالف بعد اليوم، لذلك يجب على المبعوث الدولي أن يعطي كل ذي حق حقه".