فن الالتصاق بالأرض!

منذ الكنعانيين وحتى اليوم، ما زالت الدبكة جزءاً من الهوية العربية الفلسطينية. رغم كل سنوات الاحتلال والدمار والتخريب لم يفقد الشعب الفلسطيني هويته وتراثه، الدبكة وغيرها من الفنون تعلّم الأطفال كيف يعيشون من أجل فلسطين قبل أن يتعلموا كيف يموتون من أجلها.
  • الدبكة الشعبية الفلسطينية: الالتصاق بالأرض

تعتبر الدبكة الشعبية في فلسطين المحتلة، إحدى أهم صور التراث الفلسطيني، المستند إلى إرث فني وثقافي منذ مئات السنين، ويحرص الفلسطينيون على توريث الفلكلور الخاص بهم وتراثهم الشعبي إلى أبنائهم، خوفاً عليه من الطمس والضياع، وحفاظاً على هويتهم من الاندثار، رغم كل محاولات الاحتلال الإسرائيلي طمس هويتهم التراثية والثقافية.
في الدبكة، تشتبك الأيدي خلال الأداء، كدليل على الوحدة والتضامن، وتضرب الأرجل بالأرض دلالة على العنفوان والقوة، على وقع الآلات الموسيقية، مثل الشبابة واليرغول، أو على وقع أغانٍ تراثية فلسطينية تعبر عن عمق الانتماء للأرض، وفيها الترحيب بالعائد من السفر، والتغزل بالحبيب، وكلمات الفخر والحماسة والمقاومة.
تأسست فرقة الرواد للدبكة الشعبية في مخيم "عايدة" للاجئين الفلسطينيين جنوب الضفة الغربية المحتلة قبل عدة سنوات، وتميزت بنقل حركات الأجداد قبل نزوحهم ونكبتهم عن مدنهم وقراهم إبان النكبة عام 1948، كنوع من مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.
قدمت فرقة الرواد، التي قوامها أحفاد لاجئين لم ينسوا عودتهم حتى بعد 70 عاماً على نكبتهم، عدة عروض محلية وعالمية، ونالت العديد من الأوسمة والجوائز، تقديراً لمهارة أعضائها في الأداء، ولوحاتهم الفنية في تشكيل العروض التي ما إن يشاهدها الجمهور حتى يقفوا مصفقين لهم.

المصدر: الميادين نت