ترامب: سحبنا القدس من طاولة البحث
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إن إسرائيل مطالبة بدفع "ثمن كبير في مفاوضات السلام مع الفلسطينيين، مقابل قرار واشنطن نقل سفارتها إلى القدس".
كلام ترامب جاء خلال خطابه أمام تجمع لأنصاره في ولاية فيرجينيا الأميركية مساء أمس الثلاثاء، ووصف قراره المتعلق بالقدس بأنه "شيء جيد كان يجب فعله إذا كان للسلام مع الفلسطينيين أن يتحقق في يوم ما".
MAKING AMERICA GREAT AGAIN! https://t.co/gZqP81bclE
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) ٢٢ أغسطس ٢٠١٨
وأضاف أن واشنطن "سحبت القدس من طاولة البحث"، عندما أعلنت القدس "عاصمة لإسرائيل"، مشيراً إلى أنه لم يترك الإسرائيليون فرصة لإثارة إشكاليّة الاعتراف بالقدس عاصمة لهم في كل مرّة كانت هنالك مفاوضات سلام .
وشدد على أنه "في المفاوضات، ستدفع إسرائيل ثمناً أكبر، لأنها أخذت شيئاً قيّماً جداً"، واعداً السلطة الفلسطينية بأنها ستحصل على "شيء جيد جداً" مقابل نقل السفارة، لأنه "جاء دورها هذه المرة"، من دون ذكر مزيد من التفاصيل.
ولفت ترامب أنه "يفهم الآن لماذا تقاعس أسلافه من رؤساء الولايات المتحدة عن الوفاء بوعودهم بنقل السفارة الأميركية إلى القدس"، موضحاً أنه تلقى سيلاً من المكالمات من زعماء دول أجنبيّة طلبوا خلالها ألا يعترف بالقدس، فما كان منه قبل خطابه بخمسة أيام إلا أن يتوقف عن استقبال المكالمات، واكتفى بالرد عليهم بالقول: "سأتصل بكم الأسبوع المقبل، لأنني أعرف ما الذي سيطلبونه منّي".
وكانت الولايات المتحدة قد اختارت 14 أيار/ مايو وهو تاريخ النكبة الفلسطينية، تاريخاً لنقل سفارتها إلى القدس المحتلة، بعد أن أعلن الرئيس الأميركي قبل أشهر قرار نقلها من تل أبيب، وبالتالي اعتراف أميركا بالقدس المحتلة عاصمة للكيان الصهيوني، وسط تنديد عربي وإسلامي ودولي واسع.
الطيبي للميادين: قراءة غبية للصراع
من جهته وصف النائب أحمد الطيبي رئيس لجنة القدس في القائمة المشتركة تصريحات ترامب بأنه أزال موضوع القدس من المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين بأنه "قراءة غبية للصراع"، مضيفاً أن "الصراع وقضاياه الأساسية وتحديداً القدس لا تتعلق اليوم بالمفاوضات".
وشدد الطيبي على أن "الشيء الوحيد الذي تم ابعاده عن الطاولة هو ترامب نفسه وإدارته المنحازة"، مؤكداً أن ترامب "يجهل حقيقة الصراع وطبيعة الشعب الفلسطيني وأهمية القدس بالنسبة لكل فلسطيني".
من جهتها، أدانت منظمة التحرير التصريحات واعتبرتها "لا قيمة لها". وقال عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة، ورئيس دائرة حقوق الإنسان والمجتمع المدني فيها أحمد التميمي، إن تصريحات ترامب "هي استمرار للسياسة الأميركية المنحازة لإسرائيل، واستمرار للأوهام التي تعيشها الإدارة الأميركية المتمثلة بإمكانية تطبيق صفقة القرن بدون القدس عاصمة للدولة الفلسطينية، في أية تسويات مستقبلية"، وأضاف قائلاً:" لا نعلم عن أي مفاوضات يتحدث ترامب، فالقدس متربعة في قلوب شعبنا الفلسطيني".
كما أكد موقف القيادة الفلسطينية، وفي مقدمتها الرئيس الفلسطيني محمود عباس الرافض بشكلٍ مطلق لـ"صفقة القرن"، ولكامل السياسة الأميركية المتعلقة بحل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، مشدداً على أن "الإدارة الأميركية لن تجد فلسطيني واحد يوافق على سياساتها".