هل تعكس حركة البحرية الأميركية أجواء التوتر مع إيران؟

لا تشي التحركات الحالية للبحرية الأميركية إلى وجود أي نشاط استثنائي، ما عدا العودة المبكرة لحاملة الطائرات النووية "ترومان" مع مجموعتها الضاربة إلى قاعدتها في "نورفولك" في ولاية "فيرجينيا". وفي حين تخضع قطع الأسطولين الخامس والسادس لنشاط تقليدي من تدريبات روتينية وزيارات محلية لموانئ الدول الحليفة، فإن الأسطول السابع هو الأكبر والأنشط حالياً مع وجود 47 قطعة رئيسية فيه، في مشهد يؤكد التقديرات والتحليلات الاستراتيجية التي تقول إن إهتمام إدارة دونالد ترامب حالياً منصبّ على جنوب شرق آسيا والصين والكوريتين تحديداً.
  • تحرك الأسطول الأميركي في البحار يشير إلى أن إدارة دونالد ترامب حالياً منصبّ على جنوب شرق آسيا والصين والكوريتين تحديداً

على وقع التهديدات المتبادلة بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، تتخذ وضعية البحرية الأميركية في المنطقة والعالم أهمية متجددة، خاصة وأنّ سلاح البحرية يشكل رأس حربة النشاطات العملياتية الأميركية في العالم.

من بين 82 قطعة بحرية أميركية منتشرة في المحطيات والبحار حالياً خارج الحدود الأميركية، هناك 81 قطعة تتمركز ما بين الأساطيل الثلاثة المعنية بالشرق الأوسط وفقاً للتوزع التالي:

الأسطول الخامس ومقر قيادته في البحرين: تقع تحت قيادته حالياً 13 قطعة بحرية.

الأسطول السادس ومقر قيادته في ايطاليا: تقع تحت قيادته حالياً 21 قطعة بحرية.

الأسطول السابع ومقر قيادته في اليابان: تقع تحت قيادته حالياً 47 قطعة بحرية.

تضم مناطق عمليات الأسطول الخامس كامل الخليج العربي، وخليج عمان وخليج عدن، البحر الأحمر وبحر العرب. كما تقع ضمن نطاق عملياته قناة السويس، مضيق باب المندب ومضيق هرمز، ما يعني أن إيران في صلب نطاق عملياته.

لا تشي التحركات الحالية للبحرية الأميركية إلى وجود أي نشاط استثنائي، ما عدا العودة المبكرة لحاملة الطائرات النووية "ترومان" مع مجموعتها الضاربة إلى قاعدتها في "نورفولك" في ولاية "فيرجينيا". اللافت في هذه الخطوة أن طاقم الحاملة والمجموعة لم يتبلغ بعد بسبب العودة المبكرة (قبل 3 أشهر من الموعد المقرر) ولا بالمهمة المقبلة، واكتفى التصريح الإعلامي لقائد الحاملة بالقول إن العودة السريعة هي "دليل على مرونة البحرية الأميركية".

خطوة أخرى لها رمزيتها تتمثل في خروج القطعة البرمائية الحاملة للمروحيات الهجومية "يو أس أس أيو جيما" (رمزها LHD 7) عن نطاق عمليات الأسطول الخامس، وهي تتجه حالياً عبر مضيق جبل طارق غرباً نحو الشواطئ الأميركية. هذه القطعة الرئيسية مع مجموعتها تُعتبر أساسية في عمليات الأسطول الخامس.

وفي حين تخضع قطع الأسطولين الخامس والسادس لنشاط تقليدي من تدريبات روتينية وزيارات محلية لموانئ الدول الحليفة، فإن الأسطول السابع هو الأكبر والأنشط حالياً مع وجود 47 قطعة رئيسية فيه، في مشهد يؤكد التقديرات والتحليلات الاستراتيجية التي تقول إن إهتمام إدارة دونالد ترامب حالياً منصبّ على جنوب شرق آسيا والصين والكوريتين تحديداً.

وبالرغم من القرب الجغرافي النسبي للأسطول السابع من منطقة عمليات الأسطول الخامس، لكن حاملتي الطائرات العاملتين بالوقود النووي "كارل فينسن" و "رونالد ريغان" تتموضعان أقصى شرق المحيط الهادئ برفقة مجموعات ضاربة.

أما القطعة البرمائية الهجومية الوحيدة الأقرب إلى ساحل اليابان فهي "يو أس أس واسب" التي تخضع لتفتيش روتيني برفقة السفن التي تُبحر عادة معها. وهي بالمناسبة المجموعة الأولى التي تحمل على متنها طائرات من طراز "أف 35 بي".

في الخلاصة، يتركز نشاط البحرية الأميركية وإنتشارها في المحيط الهادئ. وعلى الرغم من التصعيد الكلامي والسجال حول مضيق هرمز، لم تتخذ المؤسسة العسكرية الأميركية أي خطوة استباقية تنحو صوب المواجهة العسكرية.

المصدر: عبد الله محمد