برقية تعزية من نصر الله.. واستنكار عربي ودولي لاغتيال الصمّاد

الأمين العام لحزب الله يعزي في برقية زعيم حركة أنصار الله باستشهاد رئيس المجلس السياسي الأعلى صالح الصماد ويتمنى أن يمنّ على اليمن "بالفرج العاجل والنصر القريب والفتح المبين"، ويستغرب الصمت الدولي الذي لم يحرك ساكاً تجاه استهداف رمز كبير من رموز اليمن. المتحدث بإسم الخارجية الإيرانية يقول إنه "ليس بعيداً ذلك اليوم الذي سيتذوق فيه الشعب اليمني الصامد بوجه المعتدين طعم جهاده وصموده"، في وقتٍ أعتبرت فيه كتائب حزب الله - العراق أن "الجريمة التي ارتكبها العدوان السعودي والإماراتي جاءت بدعم أميركي".
  • إستنكار عربي ودولي لإغتيال الصماّد

تمنى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن يمنّ الله على اليمن "بالفرج العاجل والنصر القريب والفتح المبين".

وفي برقية أرسلها إلى زعيم أنصار الله عبد الملك الحوثي، معزّياً باستشهاد رئيس المجلس السياسي الأعلى لليمن صالح الصماد، قال نصرالله "نعزي بفقد قائد عزيز ونبارك هذا الوسام الرفيع وكرامتنا من الله الشهادة".

ووصف "حزب الله" في لبنان في بيان له الشهيد الصمّاد بـ"الرجل الإستثنائي الذي تحمّل المسؤولية في أصعب مرحلة وواجه أعتى عدوان في المنطقة، وحقق أغلى أمانيه فقضى شهيداً في أرضه التي دافع عنها وبين شعبه الذي أحبه وبقي معه حتى آخر رمق من حياته".

ودان الحزب بأقصى العبارات "الجريمة الوحشية التي ارتكبها العدوان الأميركي السعودي بإستهداف الصمّاد"، مندداّ بشدة بـ"الإستباحة المتمادية التي غدرت بأحد أبرز القيادات اليمنية الشجاعة".

كما استغرب حزب الله "الصمت الدولي المريب الذي لم يحرك ساكناً تجاه استهداف رمز كبير من رموز اليمن"، داعياً "من لديه بقيّة ضمير في العالم إلى وقفة إلى جانب الشعب اليمني وفضح العدوان الأميركي السعودي والعمل الجاد لوقفه".

ورأى البيان أن "الشعب اليمني الصامد والصابر الذي لم يضعف أو يتراجع أمام همجية العدوان طيلة أكثر من 1100يوم هو قادر بوحدته وتكاتفه والتفافه حول قيادته الصادقة والشجاعة على تجاوز هذا المصاب الجلل، وأن شعباً عظيماً مضحياً ملأ ساحات الجهاد هو شعب منتصر لا محالة".

وفي السياق، قدّم المتحدث بإسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي العزاء للشعب اليمني،وأعضاء المجلس السياسي الأعلى باستشهاد الصمّاد، معتبراً أنه "ليس بعيداً ذلك اليوم الذي سيتذوق فيه الشعب اليمني الصامد منذ ثلاث سنوات بوجه المعتدين طعم جهاده وصموده".

بدوره، استنكر الحرس الثوري الإيراني، على لسان المتحدث باسمه رمضان شريف، مقتل الصمّاد، قائلاً إنه "في زمرة المجاهدين الصامدين والساسة الأفذاذ في اليمن".

من جهتها، رأت كتائب حزب الله - العراق أن اغتيال الصمّاد "سيفتح مرحلة جديدة بمواجهة السعودية التي وقعت في مأزق لن تنجو من تبعاته"، معتبرة أن "الصمًاد ارتقى إلى بارئه بعد أن غدر به الجبناء الذين أعيتهم المواجهة المباشرة".

وأكدت أن الجريمة التي ارتكبها العدوان السعودي والإماراتي جاءت "بدعم أميركي".

بن حبتور: اغتيال الصماد بداية لمرحلة جديدة قد لا يحسب لها العدوان حساب وسيندم

وفي المواقف الشاجبة لاغتيال الصمّاد، وصف رئيس حكومة الإنقاذ الوطني في اليمن عبدالعزيز بن حبتور استهداف الصماد بـ"جريمة كبرى حلّت بالوطن في هذه الفترة الحساسة التي يمر بها الشعب اليمني"، مؤكداً أن "الشهيد لا يمثّل أسرته أو الحركة التي قدم منها ولكن يمثل اليمن كله وخسارة على اليمن بأكمله".
وفي ورشة عمل نظمتها مصلحة الأحوال المدنية والسجل المدنية بصنعاء، حثّ بن حبتور الجميع على "تمثيل كل القيّم والغايات الوطنية التي حملها الصماد ومواصلة الأعمال الجليلة التي قام بها"، معتبراً الصماد بأنه "رجل استثنائي بكل ما تعنيه الكلمة، ذكيّ ومحاور،. عرفناه قائداً سياسياً يستطيع أن يتعامل مع كافة المتناقضات".
كما شدد رئيس الحكومة على ضرورة "مواصلة إنجازات الصماد والتعبير العملي عن رؤيته في إستمرار العمل الإداري والمؤسسي لجميع المؤسسات الحكومية بما يعزز من الحضور الفاعل لكافة الجهات في القيام بواجباتها تجاه الوطن وأبنائه"، لافتاً إلى "أهمية قيام الجميع كل من موقعه بواجباته نحو المزيد من التلاحم وتمتين الجبهة الداخلية ومواصلة إسناد الجبهات".

وأكد بن حبتور "سنعمل من أجل مواصلة الموقف ذاته في مواجهة العدو الواحد الذي يقتل شعبنا يومياً في كل مكان وزمان ولم يراع حرمة الدماء، حتى استهدف الأعراس في مجزرته المروعة الأخيرة، وصالات العزاء التي لن تسلم هي الأخرى من أذاه وحقده"، لافتاً إلى أن "هذا العدو لم ولن يميّز بين المواطن العادي والقيادي فالجميع هدفا لصواريخه وقنابله، ولا خيار أمام شعبنا سواء الاستمرار في المقاومة وكسر شوكته وغطرسته وتكبّره".
بدوره، أعلن عبد الملك الحوثي في نعيه الصماد أن اغتيال "سيكون بداية لمرحلة جديدة سيكون لها تداعيات كبيرة جداً قد لا يحسب لها العدوان حساب، وسيندم على ما قام به من استهداف له".
وكان المجلس السياسي الأعلى للشعب اليمني قد نعى استشهاد رئيسه، مشدداً على أن جريمة اغتياله "لن تمر من دون ردّ مزلزل وموجع، وعلى أمراء العدوان أن يفهموا أنهم سيدفعون الثمن غالياً".

عضو المكتب السياسي لحركة "أنصار الله" الدكتورة حليمة جحاف رأت في حديث لوكالة "سبوتنيك" بأن عملية اغتيال الصماد "تأتي في سياق التصعيد المستمر لدول التحالف ومن ورائها الولايات المتحدة لتصعيد الوضع الميداني".
وأضافت "أصبح واضحاً من خلال الفيديوهات التي انتشرت من عملية الاستهداف المباشرة لسيارة الرئيس الصماد، أنها لم تكن العملية التي يمكن أن ينفذها تحالف العدوان منفرداً دون أن تدخل الاستخبارات الأميركية في الموضوع، أو أن تكون الطرف المباشر في تنفيذ هذه العملية"، مشيرة إلى أن "الفيديوهات التي انتشرت من غرفة العمليات كانت تظهر بوضوح أصوات أجانب كانوا يشرفون على تنفيذ العملية، ويعطون التوجيهات باستهداف السيارة الأولى ثم الثانية".