الجعفري:بعض المتهورين يدفعون العلاقات الدولية إلى شفير الهاوية استناداً إلى شريط فيديو
قال مندوب سوريا في مجلس الأمن الدولي بشار الجعفري إن الحشود العسكرية الغربية شرق المتوسط لا تستهدف الارهابيين بل الدولة السورية وحلفاءها".
وقال الجعفري خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن إن "الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تجر العالم بأسره نحو هاوية الحرب وتسعى إلى تعطيل عمل مجلس الأمن".
وبيّن الجعفري أن الحكومة السورية حررّت مئات آلاف المدنيين في الغوطة الشرقية من ممارسات المجموعات الإرهابية المسلحة التي كانت تتخذهم دروعًا بشرية وتحاصرهم على مدى سنوات.
وإذ قال إن البعض من المتهورين يدفعون العلاقات الدولية إلى شفير الهاوية وذلك استناداً لشريط فيديو زائف أعدته مجموعة الخوذ البيضاء الإرهابية بتعليمات من أجهزة الاستخبارات الغربية، أكد الجعفري أن الحكومة السورية دعت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لإرسال بعثة تقصي الحقائق لزيارة سوريا وموقع الحادث المزعوم وقدّمت كل التسهيلات لاتمام الفريق مهامه بشكل شفاف ودقيق.
واستهل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجلسة بقوله إنه يوجد صراع في سوريا بين إيران وإسرائيل، فضلاً عن وجود حروب تخاض بالوكالة على يد جيوش وتنظيمات وإرهاب دولي.
وأشار غوتيريش إلى أنه لا وجود لحل عسكري للنزاع، مضيفاً "الحل في سوريا يتم وفق القانون والوساطة الدولية برعاية المبعوث الأممي إلى سورياغ ستيفان دي ميستورا".
وفي هذا الإطار، أعرب عن غضبه من استمرار استعمال السلاح الكيميائي في سوريا، وقال "أدين ذلك كانتهاك للقانون الدولي. المزاعم جدية وتقتضي تحقيقاً مفصلاً على يد لجنة تقصي الحقائق".
وبحسب الأمين العام للأمم المتحدة فإنه يتوقع أن يبدأ التحقيق غداً السبت، معرباً عن خيبة الأمل من عجز المجلس على التوصل لاتفاق على تمديد عملها.
وكانت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أعلنت أن فريقاً منها سيبدأ العمل في سوريا.
وأضاف "يجب محاسبة الفاعلين وهذه هي مسؤوليتنا"، لافتاً إلى أنه "إذا لم نقم بذلك نفشل في أداء واجبنا. وأطلب من مجلس الأمن تطبيق واجباته حيال استخدام السلاح النووي".
ونوّه غوتيريش إلى أنّ زيادة التوتر وعدم المحاسبة يهدد بنشوب نزاع عسكري شامل، كما أنّ الجمود يهدد بخروج الأمور عن السيطرة.
موسكو: هل هزيمة الإرهاب ذريعة لشن عدوان؟
بدوره، قال مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا إنّ العدوان الأميركي يعد انتهاكا للقانون الدولي وللميثاق وحتى التهديد به يعد انتهاكا للميثاق.
ولفت إلى أنّ واشنطن تبنت سياسة مهاجمة سوريا، الأمر الذي يهدد السلم العالمي بشكل خطير.
ووفقاً لنيبينزيا فإنّ واشطن وحلفاءها تشن حملة تحريض على العدوان حتى قبل إجراء تحقيق ويطلبون بالمحاسبة قبل التحقيق.
كما أكد أنّ وجود هذا التحالف في سماء سوريا مخالف للقانون الدولي، سائلاً "لماذا تريدون إشعال النيران في الشرق الأوسط من دولة إلى أخرى؟".
وتابع قائلاً إنّ السوريين حققوا نصراً على الإرهاب، وسأل "هل هزيمة الإرهاب ذريعة لشن عدوان؟".
وحول وجود أسلحة كيميائية في دوما، شدد المندوب الروسي على أنه "ليس هناك من مواد كيميائية استخدمت في دوما ولا حتى غاز كلور، معلوماتنا إن مخابرات بعض الدول تفبرك الأمور وحذرّنا منها سابقاً، مشيراً إلى أن "زعماء المجموعات المسلحة السورية تلقوا أوامر حول بدء التقدم بعد عمل عسكري أميركي محتمل. هل هذه جولة جديدة من الفوضى؟ والذريعة هي استخدام مواد سامة في دوما يوم 7 نيسان/ أبريل".
وأضاف أنّ الحكومة السورية التي لا تحتاج لمثل هذه المواد دعت لجنة تقصي الحقائق وضمنت سلامتها.
وفي هذا السياق، قال إنّ "مشروع إنشاء آلية التحقيق الذي قدمناه رفضته الدول الأخرى. هم يريدون إسقاط الحكومة السورية. هناك دعم مكشوف للإرهابيين لإسقاط النظام السوري".
ونوّه أيضاً إلى أنّ المدنيين استطاعوا التخلص من إرهاب المسلحين في الغوطة "وهم فرحون لكن إعلامكم لا يظهر ذلك".
ورأى نيبينزيا أنه هناك أحداث تهدد السلم والأمن الدوليين بسبب التصرفات الغربية، وطلب من الدول العودة إلى جادة الصواب والقانون الدولي.
كما أشار إلى أنّ روسيا على استعداد للحوار لحل المشاكل وفق القانون الدولي، داعياً الجميع إلى أن "يحذوا حذونا".
المندوب الروسي لدي المم المتحدة أكد أن بلاده هي الوحيدة التي تطبق القرار 2401، وأمنّت الكثير من المناطق التي باتت خالية من الصدام، مضيفاً أنه في سوتشي تم تأسيس مؤتمراً للحوار الوطني بين السوريين.
واشنطن: الاجتماعات ماضية.. والإسراع في عمل ما "خطأ"
مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي هاجمت موسكو، فادّعت أنّ "روسيا وحدها حمت النظام ومنعت التحقيق في استخدام الكيميائي مستخدمة الفيتو 6 مرات".
وأضافت أنّ موسكو استخدمت الفيتو 12 مرة لحماية سوريا، معتبرة أنها "لو التزمت بواجباتها لما كان هناك مواد كيميائية في سوريا".
وبحسب هايلي فإنّ واشنطن ستواصل مع حلفائها المطالبة بمحاسبة من يستخدم السلاح الكيميائي، متهمة موسكو بمنع إنشاء آلية تحقيق ومحاسبة على استعمال الكيميائي.
كما اعتبرت أن هناك هجمات كيميائية وقعت، فيما تقول روسيا إنها "مزيفة"، على حد قول هايلي.
المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة قالت إنّ الاجتماعات في واشنطن ماضية على خلفية أن آراء أميركية بريطانية وفرنسية بأن الهجمات وقعت.
وتابعت "علينا أن نعرف ما حصل وأن نتخذ كل الاحتياطات قبل الإقدام على عمل. الإسراع في عمل ما نرتكب خطأ. يجب أن نتأكد مما حصل".
الصين: استخدام العنف منافي للميثاق
مندوب الصين لدى الأمم المتحدة ما جاوشو، أشار إلى أنّ الصين تقف مع التسوية السلمية و"ترفض الاستخدام الروتيني للعنف أو التهديد باستخدامه".
وذكر أن استخدام العنف هو منافي للميثاق وأنه يجب احترام سيادة سوريا ووحدتها واستقلالها.
وأوضح جاوشو أن "لا حل عسكري للوضع في سوريا"، لافتاً إلى أنّ "الصين ستواصل حماية دمشق والقانون الدوليين وحل النزاع في سوريا عبر الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن الدولي".
المندوب الفرنسي: إذا لم نتحرك سيخرج جني السلاح الكيميائي من الزجاجة
من جهته، اتهم مندوب فرنسا لدى الأمم المتحدة فرانسوا دي لاتر سوريا باستخدام الأسلحة الكيميائية بشكل منتظم.
وقال إنه "إذا لم نتحرك سيخرج جنيّ السلاح الكيميائي من الزجاجة. يجب أن تكون هذه الجلسة لملاحقة منتهكي المعاهدات ومرتكبي الجرائم بحماية روسيا بالفيتو 12 مرة وبالإجهاز على آلية التحقيق والملاحقة".
دي لاتر أعرب عن دعم فرنسا كل الآليات للتثبت من استخدام السلاح الكيميائي، مضيفاً أنّ انتهاك القرار 2401 تم على يد أعضاء في مجلس الأمن الدولي ويجب مواصلة العمل به لأنه لا يزال صالحا، لافتاً إلى أنّ الحل يتم بتطبيق القرار 2254 كاملاً.
بوليفيا: يرتبون الجرائم السرية كما حصل في العراق وليبيا
المندوب البوليفي لدى الأمم المتحدة ساشا سوليز من جهته، دان استخدام السلاح الكيميائي والتهديد باستخدام القوة بشكل "غير شرعي"، وطلب إجراء تحقيق كامل حول الأمر.
وبحسب سوليز فإنّ النظام القانوني يُنتهك بمجرد التهديد، مضيفاً أنّ من مهمة المجلس المحافظة على القواعد والقوانين المتعلقة بالعمل العسكري من جانب واحد.
ورأى مندوب بوليفيا أنّه يتم استخدام حقوق الإنسان كذريعة، ويتم العمل ضد القانون الدولي.
وتابع "عندما لا تعجبهم حقوق الإنسان يرتبون الانقلابات والجرائم السرية والغزوات كما حصل في العراق وليبيا، وما نجم عنهما من قتل الملايين خير شاهد".
وكانت روسيا استخدمت حقّ النقص الفيتو ضد مشروع قرار أميركي في مجلس الأمن الدولي في 10 نيسان/ إبريل الجاري، يدعو لتشكيل لجنة تحقيق دولية حول مزاعم استخدام أسلحة كيميائية في مدينة دوما قبل أيام، ويتهم السلطات السورية بانتهاك قرار مجلس الأمن رقم 2118.
وقد عارضت بوليفيا القرار أيضاً، فيما امتنعت الصين عن التصويت، ووافقت عليه 12 دولة.
وبعد ذلك صوّتت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا و4 دول أخرى ضد مشروع القرار الروسي، فيما صوّتت 6 دول لصالح القرار وامتنعت دولتان عن التصويت.