مسؤول أميركي: ترامب سيبقي القوات الأميركية في سوريا لفترة أطول
نقلت وكالة رويترز عن مسؤول أميركي رسمي قوله الأربعاء إنّ الرئيس دونالد ترامب وافق على بقاء القوات الأميركية في سوريا "لمدة أطول" لكنه يريد سحبها في وقت قريب نسبياً.
وقال المسؤول "ترامب وافق في اجتماع لمجلس الأمن القومي أمس على إبقاء القوات الأميركية في سوريا لفترة أطول لكنه لا يريد التزاماً طويل الأجل.. يريد ضمان هزيمة داعش ويريد من دول أخرى في المنطقة بذل مزيد من الجهود والمساعدة في إرساء الاستقرار بسوريا".
وكان الرئيس الأميركي كشف الثلاثاء أنّه أخبر السعودية بأنها قد تضطر لدفع الأموال لإبقاء قواته في سوريا، لكنه أضاف أنّ المهمة الأساسية للقوات الأميركية في سوريا هي التخلّص من داعش"، موضحاً "تقريباً قد أنهينا هذه المهمة، وسنتخذ قراراً قريباً بشأن مستقبل القوات العسكرية هناك".
Trump says he told Saudi Arabia they may have to pay to keep US troops in Syria: “I want to get out, I want to bring our troops back home” pic.twitter.com/wMu7zlR8JO
— BuzzFeed News (@BuzzFeedNews) April 3, 2018
وأضاف ترامب أن المشاركة الأميركية في سوريا مكلفة وتفيد دولاً أخرى أكثر.
ولفت ترامب إلى أن الولايات المتحدة أنفقت 17 تريليون دولار في الشرق الأوسط على مدى السنوات الـ 17 الماضية ولم تحصل على شيء إلاّ على الموت والدمار.
في المقابل، قال بريت مكغورك المبعوث الأميركيّ الخاص للتحالف ضد داعش إن قوات بلاده موجودة في سوريا لمحاربة داعش مؤكداً أنّ هذه المهمَّة َلم تكتمل بعد.
البيت الأبيض أعلن أن المهمة العسكرية للقضاء على داعش في سوريا "تقترب من نهايتها سريعاً"، مؤكداً أن أميركا وحلفاءها ملتزمون بالقضاء على داعش في سوريا وسيواصلون التشاور بشأن الخطط المستقبلية.
وشدد البيت الأبيض في بيان له الأربعاء على مواصلة التشاور مع الحلفاء والأصدقاء بشأن الخطط المستقبلية، مضيفاً "نحن نتوقع من دول المنطقة وخارجها، بالإضافة إلى الأمم المتحدة، العمل من أجل السلام وضمان عدم عودة داعش إلى الظهور من جديد".
في السياق ذاته أفادت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية بأن الرئيس الأميركي أصدر تعليماته إلى القادة العسكريين بالتحضير لسحب القوات الأميركية من سوريا، "لكنه لم يحدد موعداً لهم للقيام بذلك".
وأوضحت الصحيفة أن ترامب أكد خلال اجتماع مجلس الأمن القومي أن الجيش الأميركي يمكن أن يستمر في المشاركة بمهام التدريب للقوات المحلية لضمان الأمن فى المناطق المحررة من داعش.
وقال ترامب إن مهمة الولايات المتحدة لن تمتد إلى ما بعد تدمير داعش، وأنه يتوقع من الدول الأخرى ، ولا سيما الدول العربية الغنية في المنطقة، أن تتولى مهمة دفع تكاليف إعادة إعمار المناطق المستقرة، بما في ذلك إرسال قواتها العسكرية، إذا لزم الأمر، بحسب الصحيفة.
وكان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قال في مقابلة مع مجلة "تايم" الأميركية إن على واشنطن أن تُبقي قواتها في سوريا للتصدي "للنفوذ الإيراني"، كما رأى أن الرئيس السوري بشار الأسد باق في السلطة، وتمنى ألا يصبح "دمية" بيد إيران.
ووفقاً للحوار الذي نشرته المجلة على موقعها مساء الجمعة، استبعد بن سلمان إزاحة الأسد من السلطة، وقال "بشار باقٍ، لكن أعتقد أنه من مصلحة بشار ألاّ يدع الإيرانيين يفعلون ما يحلو لهم".
وأكد بن سلمان أمس الإثنين أنّ بلاده تتقاسم المصالح مع إسرائيل، لافتاً إلى أنه حال التوّصل إلى سلام في المنطقة فإنه سيكون هناك "الكثير من المصالح بين إسرائيل ودول مجلس التعاون الخليجي.
ترامب تحدث مع العاهل السعودي بشأن سوريا والأزمة الخليجية واليمن
وفي وقتٍ لاحق، أعلن البيت الأبيض ان ترامب تحدث مع العاهل السعودي بشأن سوريا والأزمة الخليجية واليمن، كما ناقش مع أمير قطر سلوك إيران "الذي يزداد تهوراً" في المنطقة، مؤكداً على "ضرورة إنهاء نزاع مجلس التعاون الخليجي".
وأكد بيان صادر عن البيت الأبيض أن الرئيس ترامب أكد خلال اتصال هاتفي مع العاهل السعودي تضامنه مع المملكة العربية السعودية عقب الهجوم بالصواريخ في 25 من آذار/ مارس الماضي.
ولفت البيان |لى أن الطرفين بحثا "أهمية تحقيق سلام شامل بين الإسرائيليين والفلسطينيين وفرص تعزيز الشراكة الاستراتيجية الأميركية السعودية، كما اتفقا الطرفان على "أهمية إعادة تنشيط العملية السياسية لإنهاء الحرب في اليمن".
كما بحث الطرفان "الجهود المشتركة لضمان الهزيمة الدائمة لداعش ومواجهة الجهود الإيرانية لاستغلال الصراع السوري من أجل تحقيق طموحاتها الإقليمية المزعزعة للاستقرار"، بحسب البيان المذكور.
اتصال بين ترامب ونتنياهو
وفي السياق ذاته، بحث ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط.
وبحسب بيان البيت الأبيض فإن ترامب جدد التزام الولايات المتحدة بـ "أمن إسرائيل"، مضيفاً أن الطرفين اتفقا على مواصلة التنسيق الوثيق بينهما لمواجهة "النفوذ الإيراني وأنشطتها المزعزعة للاستقرار".
ترامب يؤجل لقاءاته بزعماء خليجيين
من ناحية ثانية قال 5 مسؤولين أمريكيين إن إدارة ترامب ستؤجل حتى أيلول/ سبتمبر المقبل قمة مع زعماء دول الخليج كان من المزمع عقدها أيار/ مايو المقبل وسط نزاع مستمر بين قطر ودول خليجية مقاطعة لها.
وأفاد إثنان من المسؤولين بأن قرار تأجيل القمة يعكس جدولاً دبلوماسياً مزدحماً، وحقيقة أن الرئيس ترامب بلا وزير للخارجية لحين تأكيد مجلس الشيوخ تعيين مدير وكالة المخابرات المركزية الحالي مايك بومبيو في المنصب.
بيد أن مصادر أخرى أبلغت رويترز أن التأجيل إشارة أيضاً إلى حقيقة أن واشنطن لم تحرز تقدماً يذكر حتى الآن في إنهاء الخلاف الخليجي.
وأوضح مسؤول أميركي "لدينا جدول مزدحم للغاية"، مشيراً إلى أنّ ترامب قد يقابل الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون الشهر المقبل.
وقالت متحدثة باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض إن التأخير لا يرتبط بالتوتر بشأن قطر مضيفة أن "الرئيس ترامب ملتزم بحل النزاع الخليجي هذا الشهر".