جولات خارجية لبلينكن وأوستن بهدف "تشكيل جبهة للتعامل مع طالبان"

وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن يسعيان، خلال جولتين منفصلتين في دول خليجية وألمانيا، لـ"تشكيل جبهةٍ مع حلفاء الولايات المتحدة بشأن تقرير كيفية تعاملهم مع حركة طالبان".
  • وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن سيزور قطر وألمانيا من أجل تقديم الشكر إليهما بسبب "مساعدتهما في عمليات الإجلاء"

يسعى وزير الخارجية الأميركية، أنتوني بلينكن، لتشكيل جبهةٍ مع حلفاء بلاده بشأن تقرير كيفية تعاملهم مع حركة "طالبان"، وضمان استمرار الدعم لجهود واشنطن في إجلاء مَن تبقّى من الأميركيين والأفغان المعرَّضين للخطر في أفغانستان، وذلك خلال زيارةٍ يقوم بها لكلٍّ من قطر وألمانيا، تأتي بعد أسبوعٍ من إعلانه أنَّ أميركا فتحت "فصلاً جديداً" في التواصل مع هذا البلد.

خلال الجولة التي تهدف إلى "توجيه الشكر إلى دول الخليج وألمانيا، والتي كان دورها محورياً في مساعدة واشنطن على إجلاء الآلاف من كابول"، سيلتقي بلينكن مسؤولين قطريين بارزين في الدوحة، ووزيرَ الخارجية الألمانيَّ هايكو ماس في قاعدة رامشتاين الجوية، حيث سيشارك في استضافة اجتماعٍ وزاريٍّ لمناقشة ملف أفغانستان.

وفي قطر، التي كانت في مقدمة الدول التي تتواصل مع "طالبان"، وهي حالياً مقرّ البعثة الأميركية المكلَّفة ملفَّ أفغانستان، من المتوقَّع أن يلتقي بلينكن دبلوماسيين أميركيين يعملون على الملفّ، بعد أن نقلت واشنطن بعثتها من كابول إلى الدوحة.

وقام فريقٌ فنيٌّ من قطر، أمس السبت، بإعادة فتح مطار كابول أمام الرحلات المحلية ووصول المساعدات، وهو الذي يُعتبر أحد العناصر الأساسية لضمان تدفُّق المساعدات إلى أفغانستان.

أمّا في قاعدة "رامشتاين" الجوية، فقال مسؤولون أميركيون إن بلينكن سيزور أيضاً مركزاً للعبور الموقَّت، مرَّ عبره نحو 30 ألف شخص ممن تم إجلاؤهم، كما أنه لا يزال يُؤْوي أكثر من 17 ألفاً حتى يوم الجمعة.

وقال القائم بأعمال مساعد الوزير لشؤون جنوب آسيا ووسطها، دين تومسون، في تصريحٍ صحافي إنّ "هذه الجولة ستركّز، على نحو كبيرٍ، على علاقتنا بقطر، وسنشكرها على دعمها القويّ الذي قدّمته، وهو الأمر نفسه الذي سيحدث مع الجانب الألماني. هذه ستكون الرسالة الأساسية خلال الرحلة".

وفي السياق نفسه، يبدأ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، اليوم الأحد، جولةً خليجيةً أوسعَ نطاقاً، تشمل السعودية وقطر والبحرين والكويت.

وتأتي زيارات بلينكن وأوستن في وقتٍ تعاني إدارة الرئيس جو بايدن تَبِعات ما اعتُبِر، على نطاقٍ واسعٍ، انسحاباً فوضوياً من أفغانستان، وتسبَّب بانتقاداتٍ من "ديمقراطيين" و"جمهوريين"، على حدٍّ سواء. 

وقال مسؤولون أميركيون إنَّه "ليس من المتوقع أن يلتقي بلينكن ولا أوستن أعضاءَ في حركة طالبان".

وانتهى الاحتلال الأميركي، الذي دام عقدين في أفغانستان، بعملياتِ إجلاءٍ جويةٍ متعجّلةٍ، لم تتمكّن من إخراج آلاف ممّن تعاملوا مع القوات الأميركية. وشهدت نهاية الانسحاب هجوماً انتحارياً خارج مطار كابول، تسبَّب بمقتل 13 جندياً أميركياً والعشرات من الأفغان.

وكانت عمليات الإجلاء هذه بين الأكبر في التاريخ، إذ أخرجت من أفغانستان أكثر من 120 ألف أميركيٍّ وأفغانيٍّ، بالإضافة إلى أشخاصٍ من جنسياتٍ أخرى، لكنَّ آلافاً من الأفغان، الذين تعاونوا مع القوات الأميركية، ونحو 100 أميركي، لا يزالون عالقين هناك. 

وتعهّد بلينكن مواصلةَ الجهود من أجل إخراج هؤلاء، وإلزام حركة "طالبان" بوعودها المتعلّقة بإتاحة ممرٍّ آمنٍ لكلّ من يرغب في الخروج من أفغانستان.

المصدر: وكالات