أنباء عن اتفاق يقضي بخروج جيش الإسلام إلى إدلب..والأخير ينفي
أعلنت وزارة الدفاع الروسية السبت إنّ نحو 150 ألف مدني غادروا الغوطة الشرقية منذ بدء العمل بالهدن الإنسانية في الـ28 من شباط/ فبراير الماضي.
يأتي هذا الإعلان في وقت يستمر فيه خروج المدنيين من مدينة دوما عبر معبر الوافدين، تزامناً مع خروج حافلات تقلّ مسلحين وعائلاتهم من بلدات جنوب الغوطة عبر معبر عربين إلى إدلب.
ويبقى مصير مدينة دوما ينتظر ساعات الحسم الأخيرة وسط أنباء متضاربة حول التوصل إلى اتفاق بين الجانب الروسي ومسلحي جيش الإسلام المتواجدين في المدينة.
وذكرت وكالة انترفاكس الجمعة أنّ الجيش الروسي أعلن التوصل إلى اتفاق مع جيش الإسلام بشأن انسحابهم من دوما وذكر التلفزيون السوري أنّ المعلومات تتحدث عن قرب التوصل إلى اتفاق يقضي بخروج مسلحي دوما إلى إدلب.
ولاحقاً نفى المتحدث باسم جيش الإسلام حمزة بيرقدار صحة ما تمّ تداوله في وسائل الإعلام عن التوصل لاتفاق يقضي بإخراج جيش الإسلام من دوما.
لا صحة لما تتداوله وسائل الإعلام عن اتفاق يقضي بإخراج #جيش_الإسلام من مدينة #دوما، ولازال موقفنا واضحاً وثابتاً وهو رفض التهجير القسري والتغيير الديمغرافي لما تبقى من #الغوطة_الشرقية.
— حمزة بيرقدار (@HA_alshami05) ٣٠ مارس، ٢٠١٨
وبحسب صفحات إعلامية سورية غير رسمية فإنّ الجيش السوري أمهل المسلحين في دوما 48 ساعة إضافية ويواصل تحشيده للحسم عسكرياً في حال استمرار تعنّت مسلحي جيش الإسلام الذي يتعرّض لضغط من أهالي دوما للقبول لشروط الطرفين الروسي والسوري والتوصل لاتفاق ينهي معاناة المدينة الخاضعة لسيطرة التنظيمات المسلحة منذ سنوات.
وقال مصدر عسكري سوري الجمعة إنّ نحو 29 ألف مدني غادروا دوما خلال الأيام الماضية عبر الممر الآمن الذي فتحه الجيش السوري في مخيم الوافدين.
تمديد الهدنة لخروج المسلحين المتبقين من "فيلق الرحمن" إلى إدلب
وقالت وزارة الدفاع الروسية السبت إنّه تمّ تمديد الهدنة لخروج المسلحين المتبقين من "فيلق الرحمن" من مناطق جنوب الغوطة.
وقال مصدر عسكري سوري إنّه تمّ إخراج أكثر من 38 ألف شخص من المسلحين وعائلاتهم من جوبر وزملكا وعربين وعين ترما بالغوطة الشرقية عبر ممر عربين إلى إدلب.
وتحدثت وكالة سانا عن معلومات بتحرير عدد من المخطوفين المحتجزين لدى المسلحين في الغوطة الشرقية.
وقال مصدر سوري مطلع للميادين الخميس إنه تم تمديد المهلة لمسلّحي جيش الإسلام في دوما يومين إضافيين، مشيراً إلى أن الخيار العسكري ما يزال مطروحاً إذا تعثّر الاتفاق أو ماطل أكثر في انجازه.
وإذ أوضح أن وجهة خروج المسلّحين مع عائلاتهم ما تزال هي العثرة الأساسية في تأخير الاتفاق، أكد أن الشمال السوري خيار وحيد كوجهة للمسلّحين بعد استبعاد القلمون الشرقي".
كما لفت إلى أن "عملية إخراج مسلّحي فيلق الرحمن والنصرة مستمرة حتى يوم السبت المقبل، وأن الجيش السوري والدولة السورية يحرصان على تأمين المدنيين المتواجدين داخل الغوطة".
وكانت معلومات أكّدت للميادين أمس الأربعاء أن المسلحين الرافضين للتسوية اشترطوا إخراج 900 مليون دولار معهم وأن تكون وجهتهم إلى القلمون الشرقي وهو أمر رفضه الجيش السوري وحدد 3 وجهات لخروجهم إما الرقة أو إدلب أو جرابلس مع سلاحهم الفردي وأغراضهم الشخصية فقط.
بالموازاة، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن 90% من ريف دمشق بات تحت سيطرة الحكومة السورية، مؤكداً تطهير الغوطة الشرقية بشكل شبه كامل من الإرهابيين.
بدورها،قالت وزارة الدفاع الروسية الخميس إنّ 5290 مسلحاً وعائلاتهم غادروا الأربعاء عربين إلى إدلب، وأعلنت وكالة سانا البسورية الخميس إنّه تمّ تجهيز 23 حافلة تقلّ 1341 شخصاً بينهم 646 مسلحاً من البلدات الأربع تمهيداً لنقلهم إلى إدلب عبر ممر عربين.
وبحسب مصدر عسكري سوري فإنّ أكثر من 135 ألف شخص غادروا الغوطة الشرقية حتى الآن.
بدورها، أكدت الخارجية الروسية قرب استكمال عملية تحرير الغوطة الشرقية من الإرهابيين، معرّبة في الوقت ذاته عن قلقها إزاء محاولات واشنطن وحلفائها لتثبيت وجودها العسكري في سوريا.
وقالت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا خلال مؤتمر صحفي اليوم الخميس في موسكو إن "عملية مكافحة الإرهاب في الغوطة الشرقية شارفت على الانتهاء"، مشيرة إلى أن مدينة دوما فقط لا تزال تحت سيطرة المسلحين، وذلك بعد الاتفاق على إجلاء المسلحين مع عائلاتهم عن باقي مناطق الغوطة الشرقية إلى إدلب شمالي البلاد.
المقداد: من المعيب توجيه الاتهامات غير الموثّقة لسوريا حول استخدام السلاح الكيميائي
بالتوازي، رأى نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أنّه من المعيب أن توجّه الولايات المتحدة وفرنسا وغيرهما الاتهامات غير الموثّقة لسوريا حول استخدام السلاح الكيميائيّ.
المقداد أشار إلى أن روسيا قدّمت مشروع قرار إلى مجلس الأمن لإنشاء هيئة تحقيق دولية جديدة حول استخدام الكيميائي في سوريا لكنّ الاختلافات أدّت إلى رفض المشروع.
كما أكد أن "آلية التحقيق المشتركة السابقة فشلت في إجراء تحقيقات موضوعية وأضحت أداة للتلاعب السياسي في أيدي بعض الدول".
المقداد نفى امتلاك بلاده أي أسلحة دمار شامل بما ذلك الأسلحة الكيميائية لأن "استخدامها غير أخلاقي وغير مقبول"، كما قال.