"الناتو" يقلّص عدد موظفي الممثلية الروسية .. وموسكو تتعهّد بالرد على الإجراءات الغربية
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء إنّ بلاده لن تتحمّل "وقاحة" طرد دبلوماسييها مؤكداً أن موسكو سترد على ذلك بالتأكيد.
يأتي كلام لافروف عقب تصريح لنائبه سيرغي ريابكوف أكّد خلاله أنّ قرار واشنطن طرد الدبلوماسيين الروس لن يبقى دون رد صارم، لكنه أوضح أنّ روسيا ستبقى منفتحة على التعاون البنّاء مع الولايات المتحدة.
ومن المنتظر أن ترد روسيا على إعلان الولايات المتحدة ودول في الاتحاد الأوروبي الإثنين طردها لعشرات الدبلوماسيين الروس من أراضيها في قرار متزامن يأتي ضمن إطار "التضامن مع لندن" في قضية محاولة اغتيال الجاسوس الروسي السابق "سيرغي سكريبال" باستخدام مواد كيميائية.
وتحمّل بريطانيا موسكو المسؤولية عن محاولة الاغتيال، وبحسب رئيس الوزراء تيريزا ماي فإنّ أكثر من 130 شخصاً "ربّما تعرضوا لغاز الأعصاب ذي الاستخدامات العسكرية" الذي استُخدم في محاولة تسميم العميل المزدوج سكريبال وابنته يوليا في سالزبري بالمملكة المتحدة.
وأعلنت الخارجية الروسية عقب طرد دبلوماسييها عزمها "الرد بالمثل خلال أيام على الدول الغربية التي طردت الدبلوماسيين الروس"، واعتبرت أن "طرد الدبلوماسيين الروس خطوة غير ودودة سيتم الرد عليها".
في وقت عاد البيت الأبيض ليعلن استعداد واشنطن للعمل مع روسيا في مجال مكافحة الإرهاب بصرف النظر عن طرد الدبلوماسيّين الروس.
ورداً على سؤال عن إمكانية فرض عقوبات على شخص الرئيس الروسي بوتين، قال نائب المتحدث باسم البيت الأبيض "لن نغلق أياً من الأبواب بشأن فرض عقوباتٍ على شخص الرئيس الروسيّ فلاديمير بوتين".
وقال متحدث باسم الكرملين إنّ الرد الروسي سيكون متكافئاً وأنّ القرار النهائي سيتخذه الرئيس فلاديمير بوتين، مؤكداً أنّ موسكو لا علاقة لها بقضية سكريبال، ومن الضروري تحليل الوضع حول القرارات المتعلقة بطرد الدبلوماسيين الروس.
وقال مجلس الاتحاد الروسي إنه يجب على موسكو أن ترد بالمثل على قرارات دول الاتحاد الأوروبي طرد دبلوماسيين روس.
ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن نائب رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي فلاديمير دجاباروف، قوله إن موسكو ستطرد 60 على الأقل من أفراد البعثة الدبلوماسية الأميركية رداً على قرار واشنطن طرد دبلوماسيين روس.
واحتج السفير الروسي في واشنطن لدى الخارجية الأميركية أناتولي أنتونوف على "الطرد الجائر للدبلوماسيين الروس"، قائلاً إن "أميركا تدمّر ما تبقى من العلاقات مع موسكو".
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن أنتونوف قوله إن ردّ موسكو سيكون متناسباً وأن الولايات المتحدة لا تفهم سوى لغة القوة، كما نقلت الوكالة عن مصدر في وزارة الخارجية أن "موسكو سترد بالمثل وخلال أيام على قرار دول بالاتحاد الأوروبي طرد دبلوماسيين روس".
وأعطى البيت الأبيض مهلة أسبوع واحد لدبلوماسيين روس لمغادرة الولايات المتحدة الأميركية، تطبيقاً لقرار واشنطن بطرد 12 دبلوماسياً روسياً في الأمم المتحدة وإغلاق القنصلية الروسية في سياتل.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم إن "أمر الطرد يشمل 12 ضابط مخابرات روسياً من بعثة الأمم المتحدة في نيويورك، ويعكس مخاوف من أن أنشطة روسيا المخابراتية التي تزداد عدوانية".
وأعلن رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك أن 14 دولة في الاتحاد الأوروبي قررت طرد دبلوماسيين روس منها ألمانيا وفرنسا وبولندا ولاتفيا وإستونيا وأوكرانيا على خلفية قضية سكريبال، مضيفاً أن "اتخاذ المزيد من الإجراءات بحق روسيا في الأيام والأسابيع المقبلة أمر غير مستبعد".
Today 14 EU Member States decided to expel Russian diplomats as direct follow-up to #EUCO discussion last week on #SalisburyAttack. Additional measures including further expulsions are not excluded in coming days, weeks.
— Donald Tusk (@eucopresident) ٢٦ مارس، ٢٠١٨
وقال وزير الخارجية البريطاني إن طرد الدبلوماسيين الروس أكبر عملية طرد جماعية لضباط استخبارات روس على الإطلاق.
Today’s extraordinary international response by our allies stands in history as the largest collective expulsion of Russian intelligence officers ever & will help defend our shared security. Russia cannot break international rules with impunity
— Boris Johnson (@BorisJohnson) ٢٦ مارس، ٢٠١٨
وقررت كل من ألمانيا وفرنسا وكندا طرد 4 دبلوماسيين روس، بينما طردت تشيكيا 3 دبلوماسيين روس، وقررت كل من هولندا والدنمارك طرد دبلوماسيين روسيين إثنين على أراضي كل منها، كما طردت كل من فنلدا وكرواتيا دبلوماسياً روسياً واحداً، وقررت إيطاليا أيضاً الانضمام لسابقاتها وطرد دبلوماسيين روس.
وقال رئيس وزراء أستراليا مالكولم ترنبول الثلاثاء إن بلاده ستطرد دبلوماسيين روسيين إثنين.
من جهتها طردت أوكرانيا 13 دبلوماسياً روسياً، وقالت على لسان رئيسها بيترو بوروشينكو في بيان أن القرار اتخذ "تضامناً مع الشركاء البريطانيين والحلفاء عبر الأطلسي وبالتنسيق مع دول الاتحاد الأوروبي".
وذكرت وزارة الخارجية في ليتوانيا أنها ستطرد 3 دبلوماسيين روس، وستمنع 44 شخصاً آخرين من دخول أراضيها.
حلف الناتو يقلّص عدد موظفي الممثلية الروسية لديه
ومساء الثلاثاء، أعلن الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبيرغ تقليص عدد موظفي الممثلية الروسية لدى الحلف بـ 10 أشخاص، موضحاً أنه تمّ طرد 7 موظفين في البعثة الدبلوماسية الروسية لدى مقرّ الحلف في بروكسل، بالإضافة إلى رفض اعتماد 3 آخرين ردّاً على قضية سكريبال.
وفي مؤتمر صحفي خاص عقده اليوم الثلاثاء في بروكسل، ذكر ستولتنبيرغ أن الحلف اتخذ قراراً بتقليص عدد الموظفين في الممثلية الروسية لديه من 30 إلى 20 شخصاً.
بدوره قال وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس إنه "من الواضح جداً أن روسيا تقف وراء استهداف سكريبال وابنته"، معتبراً أن "طرد الدبلوماسيين الروس هو بمثابة الرّد على المشككين بوحدة حلف الناتو".
ورأى ماتيس أن روسيا لديها القدرة على أن تكون شريكاً لأوروبا، مضيفاً أن موسكو "اختارت الآن السعي لعلاقة مختلفة مع حلف الناتو".
وعن العلاقة مع أنقرة، أشار ماتيس إلى أن بلاده تواصل الحوار مع السلطات التركية، مضيفاً "لم نشهد تحرّكاً للقوات التركية نحو منبج".
ترامب يهاتف ميركل وماكرون
وأعلن البيت في بيان له أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتصل هاتفياً بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، حيث أشاد الطرفان بإعلان الناتو والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي طرد ضباط المخابرات الروسية "غير المعلن عنهم"، كما جاء في البيان، وذلك تضامناً مع بريطانيا وردّاً "على استخدام روسيا المتهوّر للأسلحة الكيميائية".
وأضاف البيان أن الطرفين بحثا توحيد القوى لمواجهة "ممارسات الصين الاقتصادية غير العادلة والاستحواذ غير المشروع للملكية الفكرية"، كما ناقشا تسوية مجالات العمل المتعلّقة بالرسوم الجمركية والأزمة مع كوريا الشمالية.
وأشار بيان البيت الأبيض أيضاً إلى أن ترامب اتصل بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث أكد على دعم الرد الغربي على روسيا على خلفية تسميم الجاسوس الروسي.
وبحث الجانبان النشاطات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، والخطوات التالية في معالجة ممارسة التجارة غير العادلة لدى الصين، بحسب البيان.
من جهة أخرى، أكد ترامب على ضرورة تكثيف التعاون مع تركيا في ما يتعلّق بالتحديات الاستراتيجية المشتركة في سوريا.