الرجل القوي!

الرئيس الروسي المنتخب يحقق فوزاً كبيراً ويقود روسيا لـ 6 سنوات أخرى، بعد نسبة تصويت ناهزت الـ 75 %، ما يعني أن الشعب الروسي مصرّ على المشاركة في الانتخابات، وعلى فلاديمير بوتين!
  • وعد الرئيس الروسي الشعب الروسي بـ "الاستمرار في العمل بنفس الوتيرة والمسؤولية"

"ماذا كان عليّ أن أفعل؟ في الواقع، لم يكن هناك الكثير من فرص العمل.. حتى إنني بدأت في التفكير بالعمل كسائق سيارة أجرة. أنا لا أمزح، حقاً، أين المفر؟"، هذا الكلام هو للرئيس الروسي حينما كان متحدثاً في وثائقي لأندريه كوندراشوف، عن مطلع عام 1996 حينما بقي في سان بطرسبرغ، وتمّ قبوله بعدها بالعمل في موسكو. عام 1996، يعدّ عاماً مفصلياً في تاريخ بوتين، فبعد أن كاد يتحوّل إلى سائق أجرة، بات "الرجل الحلم" الذي تبحث عنه روسيا لحكمها.

واليوم، وعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي فاز بالانتخابات مجدداً الشعب الروسي بـــ "الاستمرار في العمل بنفس الوتيرة والمسؤولية". ما يعني أن سياسات الرئيس الروسي لن تختلف كثيراً، على الأقل في الوقت القريب. بوتين الذي  فاز بـ الأغلبية المطلقة للمواطنين الروس الذين لديهم الحق في المشاركة في الانتخابات، حصل على دعم 52.6 مليون ناخب بعد فرز 95.9 ٪ من الأصوات، وهذا رقم قياسي في تاريخ روسيا ما بعد السوفييتية. مراكز التصويت للانتخابات الرئاسية في موسكو وضواحيها أغلقت بعد نسبة تصويت ناهزت 75%، ما يعني أن الشعب الروسي مصرّ على المشاركة في الانتخابات، وعلى فلاديمير بوتين!

بعد فوز بوتين في الانتخابات، وقف أمام حشدٍ غفير في موسكو، وقال إنه سيبدأ عمل كبير باسم روسيا ولصالحها، كما أمل أن يكون النجاح حليف بلاده في السنوات المقبلة.

الرئيس "القوي" الذي حصد أصوات أغلبية مواطنيه حاز أيضاً على تهاني العديد من رؤساء الدول كـ سوريا (كل أفراد الجيش الروسي الذين يخدمون في الوقت الحالي على الأراضي السورية، شاركوا في التصويت في الانتخابات الرئاسية الروسية. وبنتيجة الفرز، منحت 100% من الأصوات للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين) وفنزويلا والصين ومصر، لكنّ بريطانيا لم تقدّم تهانيها لروسيا ورئيسها، والسبب لا يعود إلى سوء تقدير دبلوماسي أو تأجيل مدروس، بل إلى توتّر حاد اتسمت به العلاقات الروسية-البريطانية على خلفية الجاسوس الروسي الذي "رجحّت" لندن أن تكون لموسكو يدُ في قتله. 

يرجّح سياسيون أن بريطانيا كانت تنتظر فرصة لتعلن العداء لروسيا، في الوقت الذي اكتفت فيه الخارجية الروسية بوصف تصريحات تيريزا ماي بأنها "عرض مسرحي في البرلمان البريطاني". لاحقاً، اعتبر الرئيس الروسي أن إتهام لندن لموسكو بتسميم الجاسوس السابق في بريطانيا لا يعدو كونه "هراء"، معلناً الاستعداد للتعاون مع لندن في قضية سكريبال.

روسيا تطالب بريطانيا اليوم بإرفاق اتهامها تجاه موسكو بالأدلة أو الاعتذار، لكنّ لندن لم تعتذر والتحقيقات لم تُظهر تورّط روسيا أو برائتها، ما يفتح المجال أمام تساؤلات مشروعة.. هل يفسد السمّ الطبق الروسي البريطاني المشترك؟ وهل "التدهور" بين البلدين قد يؤثر سلباً على أوروبا الواقعة بين شقّين: الروسي من الشرق والبريطاني من الغرب؟

 

المصدر: الميادين نت