بركة للميادين: إسرائيل قلقة جداً من فشل مشروع تقسيم سوريا
مناورة إسرائيلية أميركية تحاكي سيناريو لم تشهده إسرائيل من قبل
قال رئيس لجنة المتابعة العليا لشؤون الفلسطينيين في الداخل محمد بركة إن التهديدات بتصعيد عسكري إسرائيلي في المنطقة هدفها استبعاد القضية الفلسطينية وتهميشها.
ولفت بركة في حديث للميادين ضمن النشرة المسائية إلى أنّ تل أبيب تسعى دائماً إلى إيجاد عدوٍ لها، مؤكّداً أنّ الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة تعيش خطراً حقيقياً بسبب إرهاب إسرائيل.
وبحسب بركة فإنّ الأمر لا يتعلق بقضية مناورة عسكرية إنما هو أكبر من ذلك، فـ "هذه قضية تتعلق باستراتيجية إسرائيل واستراتيجية الحركة الصهيونية" التي تعتمد على مبدأين الأول هو تفكيك ما حولها من الدول العربية إمّا عبر استمالتهم وعلاقة مباشرة معهم أو بتفكيك هذه الدول.
واعتبر بركة أن المناورات الإسرائيلية مرتبطة "بإنتاج دائم لعدو أو لعنوان للخوف والتخويف وللتهويل من أجل شد أواصر المجتمع الإسرائيلي بأنه تحت خطر وأنه يجب أن يكون موحداً حول خطاب متطرف وخطاب توسعي وخطاب عدواني وخطاب يدعو إلى عسكرة الدولة وعسكرة الاقتصاد".
كما أشار في حديثه إلى أن "هذين الأمرين ملازمان لإسرائيل وملازمان للحركة الصهيونية، إسرائيل بدون عدو هي إسرائيل هشة، ولذلك هي دائماً بحاجة لإنتاج أعدائها وتهويل هذا الأمر".
وأضاف رئيس لجنة المتابعة العليا لشؤون الفلسطينيين في الداخل أنّ الشعب الفلسطيني ولبنان وسوريا هم حقيقة من يتعرّضون للخطر في المنطقة بسبب إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة الأميركية، على عكس ما يتم ترويجه في الإعلام داخل المجتمعات الغربية من جهة وداخل "المجتمع الإسرائيلي" من جهة أخرى.
وأوضح بركة أن إسرائيل قلقة جداً من "فشل المشروع الأكبر بتقسيم الدولة السورية"، ولم يستبعد أن تُقدم على "مغامرة معينة" فهي أقدمت على "مغامرات محدودة" في ضرب موقع هنا أو هناك داخل سوريا، لكنه استبعد في هذه المرحلة أن يكون هناك سعي للحرب كون "المجتمع الإسرائيلي لا يستطيع أن يصمد به أبداً".
الهدف الأساسي هو استبعاد القضية الفلسطينية
بركة وفي مداخلته على شاشة الميادين اعتبر أن "المناورات وحتى الحرب هي ليست هدفاً إنما وسيلة لتحقيق هدف سياسي واضح هو إبعاد القضية الفلسطينية عن صدارة المشهد وخلق صدام آخر حتى لو كان مفتعلاً كالترويج لموضوع "الخطر الإيراني".
وتابع بركة قائلاً "من ناحية ثانية تهدف إسرائيل من خلال ذلك أن تكون جزءاً من هيكلية الحالة الأميركية في المنطقة والدول الموالية لواشنطن في المنطقة، فإذا كان الفرز في المنطقة مبني على أساس أنّ القضية الفلسطينية هي القضية المحورية فسيكون من الصعب على بعض الأنظمة العربية الموالية لأميركا وخاصة السعودية أن تقول إنّها ضد الفلسطينيين ومع إسرائيل... لكن إذا أنتجوا محوراً آخر وفرزاً مبنياً على موضوع الخطر الإيراني عندها سيكون من السهل على المعسكر الإمبريالي الأميركي في المنطقة أن يضمّ إسرائيل وبشكل شرعي وبشكل معلن إلى هذا التحالف".