إنهيار الهدنة بين "النصرة" و"تحرير سوريا" بريف حلب
بوتيرة عنيفة، عادت المعارك بين "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً)، وبين "جبهة تحرير سوريا"، في ريف حلب الغربي.
المعارك تأتي بعد هدنة 48 ساعة لم تسفر عن أي اتفاق بين الطرفين، وذلك إثر دعوتهما من قبل "فيلق الشام" لإيجاد صيغة حل مشترك ينهي الاقتتال.
مصادر ميدانية قالت للميادين نت إن "النصرة أبلغت اليوم الأحد قيادة فيلق الشام بفشل الوصول إلى اتفاق مع قيادات جبهة تحرير سوريا، وبالتالي انتهاء الهدنة وعودة الاشتباكات"، مشيرة إلى أن "النصرة هي من بدأت بالقصف المكثف على محور قريتي بسراطون وعاجل".
من جهتها، أصدرت "جبهة تحرير سوريا" بياناً أعلنت فيه قيام "النصرة" بما قالت إنه "عرقلة الهدنة والوصول إلى اتفاق لوقف الاقتتال"، لافتة إلى أن "النصرة رفضت أن يكون اللقاء بين قيادات الطرفين مصوراً لكي يعلم الجميع من هو الطرف المعرقل لأمر الصلح. كما رفضت وجود رجال دين مستقلين لتوثيق ما يجري في الجلسات ونقلها".
البيان أضاف أن "جبهة النصرة" عرضت أن يكون اللقاء في مناطق نفوذها، لكن "جبهة تحرير سوريا" رفضت ذلك "لعدم وجود ثقة وطلبنا أن يكون المكان محايداً وقريب من مناطق سيطرة الطرفين، إلى أن حصل تأخير في تحديد المكان والموعد وانقضت مدة الهدنة".
بيان حول رفض هيئة تحرير الشام جهود مبادرة الصلح ومباشرة الاعتداءات من جديد pic.twitter.com/mnWSV02y6J
— جبهة تحرير سوريا (@syr_liberation) March 11, 2018
وطلبت لجنة الوساطة تمديد الهدنة، وفق بيان "الجبهة" التي وافقت "شرط إبداء "النصرة" الموافقة الفورية على ذلك، ضماناً لعدم الغدر والاعتداء فتأخرت استجابة هيئة تحرير الشام حيث أبلغتنا اللجنة الوسيطة رفض الهيئة إقامة الجلسة إلا في مناطق نفوذها وسيطرتها".
"جبهة تحرير سوريا" طالبت في بيانها أيضاً الفصائل والشيوخ بــ "إجبار البغاة على إيقاف القتال والخضوع للشرع".
وكانت "هيئة تحرير الشام" قد أسقطت طائرة استطلاع لما يسمى بــ "ألوية صقور الشام" خلال فترة الهدنة في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي.
وكالة "إباء" التابعة لــ "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) نقلت عن مصدر في "الهيئة" قوله إنه "بعد اتفاق التهدئة إلتزمنا بكافة بنود الاتفاق في الجانبين العسكري والإعلامي، إلا أن الطرف الآخر لا زال يخرق الاتفاق في مناطق عدة وفي أكثر من موقع"، مضيفاً أن "مجمل هذه الخروقات أثبتت بالدليل القاطع نكوث جبهة تحرير سوريا عن الوعود التي تبرمها، مما أوجب على الهيئة الرد على هذه الخروقات والأخذ على يد البغاة".
وفي السياق، أفادت مصادر محلية للميادين نت عن استعدادات كبيرة لأطراف الاقتتال لشن هجمات متبادلة، حيث قامت "أحرار الشام" و"ألوية صقور الشام" بحشد أرتالها للتقدم نحو سراقب، بالتزامن مع حشود لــ "النصرة" في شمال إدلب للتقدم نحو ريف حلب الغربي.
من ناحية أخرى، نفذ الطيران الحربي السوري والروسي سلسلة غارات جوية على تجمعات ومقار "هيئة تحرير الشام" في ادلب وبنش، بعد خرق "الهيئة" لاتفاق الهدنة وقصفها المناطق السكنية في الفوعة وكفريا بأكثر من 600 قذيفة، أدى إلى ارتقاء شهداء وجرحى بينهم أطفال ودمار كبير في المنازل.
وقالت مصادر محلية إن الغارات "استهدفت اجتماعاً لحكومة الانقاذ التابعة لهيئة تحرير الشام في مبنى البنك المركزي قرب كراج البولمان، بالإضافة إلى استهداف محكمة شرعية للنصرة ضمن مبنى مديرية الامتحانات وكذلك مقر في قسم شرطة إدلب الشرقي".