الحكومة السورية تسهل دخول قافلة مساعدات إنسانية إلى الغوطة الشرقية

مراسل الميادين يؤكد عبور قافلة إغاثية تضم 46 شاحنة للصليب الأحمر معبر مخيم الوافدين صوب منطقة الغوطة الشرقية، في وقت كشف فيه الجيش الروسي أنّ مسلحي الغوطة تعهّدوا بالسماح للمدنيين بمغادرة مناطقهم عبر الممرات الآمنة التي وفرها الجيش السوري لهم مقابل إدخال المساعدات.
  • المدنيون حاولوا الخروج من الغوطة عدة مرات عبر الممر الآمن رغم تهديدات المسلحين

أفاد مراسل الميادين بدخول شاحنات المساعدات الغذائية التابعة للأمم المتحدة إلى الغوطة الشرقية لدمشق، عبر معبر مخيم الوافدين بتسهيلات من الجيش السوريّ.

وبحسب وزارة الدفاع الروسية فإنّ الهلال الأحمر السوري أدخل 247 طناً من المساعدات الإنسانية إلى الغوطة، وقد أكّد مراسل الميادين أن القافلة عبرت فعلاً معبر مخيم الوافدين وهو آخر حاجز للجيش السوري باتجاه المناطق التي يسيطر عليه المسلحون قرب دمشق. 

من جهته قال بافل كرشيشيك المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في تغريدة اليوم الإثنين إن قافلة الإغاثة التي تضم 46 شاحنة تحركت صوب منطقة الغوطة الشرقية.

وأشار مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في بيان الأحد إلى أنّه من المقرر أنّ تدخل هذه القافلة إلى مدينة دوما، في وقت نقلت فيه وكالة سبوتنيك عن مسؤول أممي قوله إنّ قافلة مساعدات إنسانية ثانية ستدخل الخميس المقبل إلى الغوطة أيضاً.

وأضاف المسؤول الأممي "ننتظر موافقة الحكومة السورية لإدخال المساعدات إلى مخيم الركبان قرب التنف".

يأتي ذلك في وقت قال فيه الجيش الروسي الإثنين إنّ مسلحي الغوطة الشرقية تعهّدوا بالسماح للمدنيين بمغادرة مناطقهم عبر الممرات الآمنة التي وفرها الجيش السوري لهم على مدار الأيام الماضية. 

ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن الجيش الروسي قوله إن المسلحين وافقوا على السماح للمدنيين بمغادرة الغوطة الشرقية مقابل دخول مساعدات إنسانية.

ولم يحدد الجيش الروسي متى وأين ستتم هذه العملية.

وأشار مراسل الميادين إلى أنّه لا توجد معلومات دقيقة وحاسمة بخصوص هذا الاتفاق حتى الآن.

 

An error occurred while retrieving the Tweet. It might have been deleted.

وتُطبّق موسكو ودمشق وقفاً يومياً لإطلاق النار في الغوطة الشرقية منذ أسبوع، وعمل الجيش السوري على توفير ممر آمن لخروج المدنيين عبر معبر مخيم الوافدين إلا أنّ الجماعات المسلحة قامت باستهداف الممر والمعبر بعدة قذائف وبرصاص القنص.

وأكّد مراسلنا أنّ المدنيين حاولوا عدة مرات الخروج من الغوطة عبر الممر الآمن إلا أنّ محاولاتهم باءت بالفشل في ظل تهديدات واستهداف من قبل المسلحين ورفضهم لمغادرة أي مدنيّ.

ويقوم مسلحو الغوطة الشرقية باستهداف أحياء العاصمة دمشق بشكل يومي حيث سقطت مئات القذائف خلال الأسابيع القليلة الماضية أصيب على إثرها المئات من المواطنين كما استشهد عدد منهم.

واليوم قالت وكالة سانا إنّ مسلحي جبهة النصرة والمجموعات المرتبطة بها استهدفت بقذائف الهاون مشفى تشرين العسكري ما أدى إلى إصابة عدد من الأشخاص جروح بعضهم خطرة.

وفي ردٍّ على سؤال مراسل الميادين حول الخروقات المستمرة من مسلحي الغوطة الشرقية للهدنة ومنعهم لخروج المدنيين أكّد الرئيس السوري بشار الأسد الأحد أنّ "الغالبية في الغوطة الشرقية يريدون الخروج من كنف الإرهابيين إلى حضن الدولة، ولذلك فإنّ العملية ضد الإرهاب ستستمر بالتوازي مع فتح المجال للمدنيين للخروج إلى مناطق الدولة".

وأكد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أن "الحكومة السورية حاولت إرسال 46 شاحنة مساعدات للغوطة، لكن المسلحين يواصلون قصف المعبر".
وقال منسق الأمم المتحدة المقيم للشؤون الإنسانية في سوريا علي الزعتري "نأمل أن تتقدم القافلة كما هو مقرر وستتبعها قوافل أخرى. فرقنا على الأرض على استعداد للقيام بكل ما هو مطلوب لتحقيق ذلك".

الجيش السوري في عمق الغوطة الشرقية ويتقدّم على محور حرستا

ميدانياً أعلن الإعلام الحربي أن الجيش السوري سيطر الإثنين على عدد من المزارع والنقاط جنوب شرق مدينة حرستا في الغوطة الشرقية وأنّ÷ يواصل تقدمه نحو بلدة المحمدية في الغوطة بعد أن قطع خطوط إمداد مسلحي جبهة النصرة على عدة محاور.

وأوضحت وكالة سانا أن الجيش السوري وبعد استعادته بلدة النشابية وعدداً من القرى والمزارع المحيطة بها، بدأ عمليات جديدة ضد مقار "النصرة" والمجموعات التابعة لها، مشيرة إلى أنه حقق تقدماً ملحوظاً في المنطقة.

وبحسب "سانا" فإن التنظيمات المسلحة تعيش حالة من الانهيار والفوضى وتتكبد خسائر كبيرة في العتاد وعناصرها نتيجة التقدم الكبير للجيش السوري.

وكان مصدر عسكري قال في وقت سابق إن الجيش سيطر على بلدة النشابية وعدة قرى ومزارع أوتايا وحوش الصالحية وحوش خرابو وحزرما وبيت نايم ومزارع العب، وكتيبة الدفاع الجوي، وفوج النقل، وذلك بعد عمليات عسكرية مكثفة جاءت ردّاً على استهداف "النصرة" والمسلحين بقذائف الهاون ورصاص القنص للأحياء السكنية ومواقع الجيش فى العاصمة دمشق وريفها.

وتبنى مجلس الأمن الدولي في 24 شباط/ فبراير الماضي القرار رقم 2401 القاضي بوقف الأعمال القتالية في سوريا لمدة 30 يوماً على الأقل، والقرار لا يسري على تنظيم داعش، و"النصرة" و"القاعدة" والمجموعات المسلحة الأخرى والكيانات المرتبطة معها.

يأتي ذلك بعد تقدّم عسكري هام أحرزه الجيش السوري خلال الساعات الماضية في القطاع الشرقي للغوطة الشرقية، حيث يتقدّم الجيش من محورين الأوّل باتجاه مسرابا بعمق الغوطة والمناطق المحيطة بها والآخر من حرستا وهو ما قد يمهّد الطريق لفصل الغوطة الشرقية إلى قسمين ويسهّل عملية السيطرة العسكرية عليها والضغط على المجموعات المسلحة المتواجدة فيها.

وأمس قال مراسلنا إنّ الجيش السوري أصبح على مشارف مسرابا بعد تقدم سريعٍ له محرّراً العديد من القرى، وأكّد مصدر ميداني للميادين أنه بات يسيطر على نحو 40% من المساحة التي كانت تحت سيطرة المسلحين.

ولاحقاً اعترف المرصد السوري المعارض بأنّ الجيش السوري تمكّن من السيطرة على ثُلث الغوطة الشرقية خلال معاركه الأخيرة مع المجموعات المسلحة.

المصدر: وكالات