2000 قتيل وجريح في الاقتتال .. والمحيسني يُشكل تجمعاً للسعوديين
تتواصل المعارك بين "جبهة تحرير سوريا" و"هيئة تحرير الشام" لليوم الحادي عشر على التوالي في ريفي إدلب وحلب، بعد دخول الحزب الإسلامي التركستاني المواجهة إلى جانب الجولاني لإعادة مناطق النفوذ التي خسرها.
وشهد ريفا إدلب وحلب مواجهات عنيفة استُخدمت فيها كافة صنوف الأسلحة المتوسطة والثقيلة، بالإضافة إلى استخدام الصواريخ الحرارية في استهداف أرتال وتجمعات الفصائل المتقاتلة.
واستعان زعيم جبهة النصرة أبو محمد الجولاني "بالحزب الإسلامي التركستاني" في شنّ هجوم معاكس بعد اتفاق بينهما لم تُعرف تفاصيله، حيث تمكّن الحزب إلى جانب الهيئة من استعادة عشرات النقاط التي سيطرت عليها الجبهة خلال الأيام الماضية في ريفي إدلب وحلب.
وأفاد ناشطون بأن الجولاني قام بإصدار أمر يقضي بإخلاء سبيل كل مقاتلي تنظيم "داعش" شريطة الخضوع إلى دورات شرعية، والمشاركة في صدّ هجمات الفصائل، وردهم عن مناطق الهيئة، وذلك لتعويض النقص الحاصل بعد الخسائر البشرية نتيجة سقوط قتلى أو ترك القتال أو الانشقاق والهروب إلى الفصائل المواجهة.
واستخدمت الفصائل لأوّل مرة في استهداف بعضها الصواريخ الحرارية، بالإضافة إلى تكثيف عمليات القصف بالدبابات والمدافع المتنوعة، ما ضاعف أعداد الخسائر البشرية بينها، وارتفاع أعداد الضحايا المدنيين إلى 50 بينهم أطفال ونساء.
وكشف ناشطون أن عدد القتلى في صفوفها تجاوز الـ800 ومئات الجرحى، بالإضافة إلى خروج 100 آلية متنوعة للفصائل عن الخدمة بعضها دُمر بشكل كامل، وبعضها الآخر جرى إعطابه.
وتركزت أعنف المعارك في ريف حلب الغربي باتجاه دارة عزة التي تحاول الهيئة بمساندة الحزب التركستاني استعادتها بعد سيطرتها على قريتي تقاد والسعدية. في حين تشهد قرى جبل الزاوية معارك هي الأعنف منذ بدء الاقتتال بين الهيئة وألوية صقور الشام.
وقال ناشطون إن عشرات الجرحى من المدنيين أصيبوا جرّاء القصف المتبادل بين "هيئة تحرير الشام" و"ألوية صقور الشام" التي سيطرت على معظم قرى جبل الزاوية، وتتابع تقدّمها نحو أكبر معقل للهيئة في الجبل في بلدة كنصفرة، بينما تدور معارك عنيفة في شوارع بلدة كفرنبل جنوب إدلب أسفرت عن إصابة عدة مدنيين بجروح بينهم نساء وأطفال، حيث اخترقت إحدى الرصاصات بطن امرأة حامل تدعى "هيا فايز الجعار" خلال دخولها إلى إحدى المستشفيات.
وفي السياق، تشهد مواقع التواصل الاجتماعي للفصائل المتناحرة نشر أخبار مكثفة ومتضاربة في آن واحد، واتهامات بالتصفية والقصف باستخدام الأسلحة الثقيلة، وأخبار عن سيطرة متبادلة للمناطق في نفس الوقت، في محاولة لرفع معنويات المقاتلين من الطرفين وأنصارهما.
ومن جهة أخرى، أعلن السعودي عبدالله المحيسني في حسابه على موقع "التلغرام" عن تشكيل جديد تحت مسمى "تجمع الأباة" برئاسته، ومصلح العلياني نائباً له، ويضم مقاتلين سعوديين نأوا بأنفسهم عن الاقتتال والنزاعات الداخلية بين الفصائل.
وكان ناشطون أشاروا في وقت سابق إلى تشكيل فصيل جديد آخر لم يعلن عنه رسمياً حتى الآن تحت مسمى "حرّاس الدين" يضم فصائل "جيش الملاحم - جيش الساحل - جيش البادية - سرية كابل - جند الشريعة" الموالون لتنظيم القاعدة، وبقيادة أبو همام الشامي، وأبو جليبيب طوباس، وأبو خديجة الأردني، وسامي العريدي، وأبو القسام، وأبو عبد الرحمن المكي، ومعظمهم كان قد اعتقلهم الجولاني في وقت سابق ومن ثم أفرج عنهم تباعاً.