الردّ السوري رسالة ردع لإسرائيل وقرار استراتيجي من محور المقاومة
اعتبرت قناة الميادين في تقدير موقف خاص بها في أعقاب إسقاط الدفاعات الجوية السورية لطائرة حربية إسرائيلية معتدية، أنّ ما حصل اليوم هو قرار سياسي وعسكري واستراتيجي حاسم من قبل سوريا ومحور المقاومة.
كما أن إسقاط طائرة ال F16 ومروحية الأباتشي هو رد استراتيجي وليس مجرد رد عسكري، ولا يمكن أن يتم إلا بقرار على أعلى مستوى بين أركان وقادة محور المقاومة.
وعلى الرغم من أننا لسنا أمام حرب شاملة، حيث لا حرب على لبنان ولا على سوريا، فإن تقدير الموقف الخاص بالميادين يقول إن الرد هو في جوهره "رسالة ردع" لإسرائيل وليس مجرد "رسالة رد". وتقول رسالة الردع هذه لإسرائيل إن لدى دمشق والحلفاء في محور المقاومة قرار ناجز في الرد على أي عدوان إسرائيلي كبير، وليس فقط بالرد على عدوان موضعي يتمثّل في كل مرة بضرب مواقع داخل سوريا وقريبة من دمشق بدعوى استهداف أسلحة إيرانية موجهة لحزب الله.
وإضافة إلى ما سبق فإن من أهداف رسالة الردع التأكيد أن لدى سوريا ومحور المقاومة الإمكانات الجوية والصاروخية القادرة على استهداف القوة الجوية الإسرائيلية التي تميّز الجيش الإسرائيلي. علماً أن "رسالة الردع" هذه هي لوقف حرب وليست لإشعالها.
وهذا يعني بحسب تقدير موقف الميادين، أن على تل أبيب إدراك أنّ لمحور المقاومة القوة للمواجهة وعليها أن تحسب مليون حساب قبل أن تقرر الذهاب إلى حرب مع سوريا أو لبنان، وفي حال شنّها حرباً فإنها ستكون أمام "حرب دفاعية" شاملة وقوية إلى أقصى الحدود التي يمكن أن تتصورها إسرائيل.
وإشعال إسرائيل لأي حرب ستكون "شاملة" في القوة العسكرية النارية والصاروخية، وشاملة في الجبهات، وكذلك شاملة في القوات التي ستشارك وهي جميع القوات والفصائل التي تنتمي لمحور المقاومة و"بلا تردد".
وفي تقدير الموقف الخاص بالميادين فإن "رسالة الردع" هي كذلك لواشنطن ولصقورها في إدارة دونالد ترامب بأن اللحظة الميدانية العسكرية الاستراتيجية لم تعد تحتمل "مغامرات" أو استخفافاً بمحور المقاومة، واستخفافاً بسوريا المستنزفة بحرب عدوانية منذ سبع سنوات.
وتقول هذه الرسالة أيضاً أنّ الردَّ على إسرائيل قد يمتد أيضاً لحلفاء إسرائيل ومن يَقف وراءها وتشمل الرسالة تشمل أيضاً من يشجّع تل أبيب من عواصم خليجية وعربية على التصعيد ضد حزب الله وطهران.
يذكر أن ما يحصل يجري بعد توافق لبناني رسمي عام على مواجهة إسرائيل في أي عدوان على لبنان وشعبه وأرضه وثرواته النفطية والغازية، وهذا يعني أن المقاومة في لبنان مستعدة للرد على أي عدوان إسرائيلي على أرض وبحر وأجواء لبنان.
وفي تقدير الموقف الخاص بالميادين أيضاً، فإنّ حزب الله لا يريد حرباً ولا يسعى إليها في لبنان، ولكن رسالة اليوم من قبل دمشق وحلفائها في محور المقاومة هي رسالة تنسحب على المقاومة في لبنان التي تملك "كلّ" الإمكانات العسكرية وكل "أنواع" إمكانات الرد والردع العسكري.