الدفاعات السورية تتصدى لاعتداءين إسرائيليين وتُسقط طائرة F16 إسرائيلية
مراسلة الميادين: صواريخ سام 5 أسقطت طائرة f16 الإسرائيلية وأصابت أخرى
أفاد مصدر عسكري سوري بأنّ الدفاعات الجوية السورية تصدّت لاعتداءين إسرائيلين نُفّذ الأوّل فجر السبت على إحدى القواعد العسكرية السورية في المنطقة الوسطى في حمص، مؤكداً أن عملية التصدي أصابت أكثر من طائرة إسرائيلية.
ولاحقاً قال التلفزيون السوري إنّه سُمع دوي انفجارات جديدة في ريف دمشق وأنّ الدفاعات الجوية في الجيش السوري تصدت لعدوان إسرائيلي جديد عقب الاعتداء الذي وقع فجراً.
وقال مصدر عسكري سوري "عاودت إسرائيل عدوانها على بعض المواقع في المنطقة الجنوبية وتصدّت لها وسائط دفاعاتنا الجوية وأفشلت العدوان".
وبحسب معلومات مراسلة الميادين فإن منظومة دفاعات جوية جنوب سوريا تصدّت للطائرة الإسرائيلية بأكثر من 10 صواريخ من طراز سام 5 تملكها سوريا منذ زمن طويل، وكشفت أنّ الطائرات الإسرائيلية لم تتجرأ على دخول الأجواء السورية بعد التصدّي لطائرة F16 وأنّ الصواريخ الإسرائيلية التي أطلقت لاحقاً ضد الدفاعات الجوية أطلقت من البحر المتوسط.
وأكّدت مصادر مراسلة الميادين أنّ هناك إصابات مؤكدة لطائرات إسرائيلية غير طائرة F16.
وأكّدت المعلومات أنّ عشرات الصواريخ التي أطلقتها إسرائيل مؤخراً أسقطت الدفاعات الجوية السورية أكثر من 70 بالمئة منها.
وقال مراسل الميادين نت إنّ صاروخاً من طراز سام مضاد للطائرات سقط في وادي الحاصباني جنوب لبنان وسط بستان ليمون، يرجّح أنّه كان قد أطلق باتجاه الطائرات الإسرائيلية من الأراضي السورية.
ونقلت وكالة سبوتنيك عن مصدر ميداني سوري أنّ الدفاعات الجوية السورية أسقطت اليوم 6 صواريخ إسرائيلية كانت تستهدف نقاطا للجيش السوري.
وقال الناطق باسم جيش الاحتلال إنّ هجوماً واسع النطاق حصل ضد 3 منظومات دفاعية جوية سورية، أنّ الطائرات الإسرائيلية قصفت 12 هدفاً "سورياً وإيرانياً" في الأراضي السورية.
وذكر موقع يديعوت أحرونوت أنّ إسرائيل طلبت تدخل موسكو لمنع التصعيد مع سوريا.
وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى اغلاق مطار بن غوريون لأن الصواريخ السورية المضادة للطائرات وصلت إلى وسط إسرائيل.
הסלמה בצפון | נפל של טיל סורי נפל בירדן, בסמוך לגבול עם סוריה @samiaah10 • תיעוד >> pic.twitter.com/O5a7v8teZZ
— חדשות עשר (@news10) ١٠ فبراير، ٢٠١٨
ونفت مراسلة الميادين على الحدود اللبنانية الفلسطينية ما روّج له الإعلام الإسرائيلي لسقوط صاروخ كاتيوشا لم ينفجر في منطقة مفتوحة بالمطلّة شمال فلسطين المحتلّة، وقالت إنّه لم يسمع أي صوت لأي صاروخ وأن الجبهة هادئة بالكامل.
وقالت القناة الثانية الإسرائيلية إنّ أكثر من 25 صاروخاً أطلقت على طائرة أف 16 إسرائيلية ما أدى إلى إسقاطها، كما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ مروحية إسرائيلية سقط فوق شبعا من دون مزيد من التفاصيل.
ونفى مصدر عسكري إسرائيلي إصابة أكثر من طائرة بنيران الدفاعات الجوية السورية، ولاحقاً تمّ العثور في 4 أماكن مختلفة في الشمال على بقايا صواريخ سورية مضادة للطائرات.
القناة 12 الاسرائيلية من جهتها قالت إنّ دمشق حصلت على صواريخ روسية مضادة للطائرات تمكنها من إسقاط الطائرات وهي فوق "الأجواء الإسرائيلية"، ونقلت عن مصادر إسرائيلية تأكيدها عدم استخدام دمشق منظومة أس 300 خلال هذه الحادثة.
سقوط الطائرة الحربية الاسرائيلية من طراز اف 16 في منطقة الجليل بعد استهدافها من مضادات جوية سورية pic.twitter.com/xC45Nz2Xms
— sami abed alhamed (@samiaah10) ١٠ فبراير، ٢٠١٨
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية فقد تم إسقاط طائرة أف 16 خلال عملية في سوريا وأنّ الطيارين "هبطا بسلام"، واصفة ما جرى بـ "الحدث الأمني الخطير في الشمال" وبأنّه ما زال مستمراً.
ونقلت القناة العاشرة عن مصدر طبي قوله إنّ أحد الطيارين أصيب بجراح خطيرة والآخر إصابته طفيفة بعد أن قفزا بالمظلة عند سقوط المقاتلة.
وعقد رئيس الأركان الإسرائيلي غادي آيزنكوت جلسة اجتماعاً خاصاً لـ "تقدير الوضع" والبحث في "الرد" على ما حدث، بحسب ما قال الإعلام الإسرائيلي.
وأجرى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "مشاورات أمنية" وأطلع الكابينت على آخر التطورات، وأوعز نتنياهو للوزراء بعدم التحدث في موضوع الهجوم على سوريا.
وذكر مراسل الميادين أنّ الكابينت الإسرائيلي سمح بعملية عسكرية ضد سوريا رداً على إسقاط طائرة اف 16، وأنّ المجلس الوزاري المصغّر سيجتمع غداً الأحد في مقر رئيس الحكومة بالقدس المحتلة الساعة الرابعة عصراً.
لكن القناة العاشرة نقلت عن مصدر إسرائيلي رفيع قوله "لسنا معنيين بتصعيد إضافي".
وقال قائد المنطقة الشمالية السابق عميرام ليفين أمل أن يستمعوا في الحكومة الاسرائيلية لهيئة الأركان العامة ويأخذوا بتوصياتها لأنها تعمل على التهدئة الآن.
رسالة سورية: هنا دمّرنا نخبتهم
وفي رسالة مباشرة إلى إسرائيل نشرت صفحات تابعة للتلفزيون السوري صورة كتب عليها "ندمّر نخبتهم" في إشارة إلى إسقاط طائرة f16 المتطورة والتي تعتبر من أهم الطائرات في الأسطول الجوي الإسرائيلي.
ونشرت قنوات إسرائيلية الصورة وترجمتها للغة العبرية وقالت إنها رسالة سورية لإسرائيل.
وقال محلل إسرائيلي "لا نرى تصعيداً نحو الحرب والجانب الثاني متحفّظ لكن الثمن هو في الصور المعروضة وهو ثمن باهظ جداً حيث أن طائرة إسرائيلية تُسقط للمرة الأولى وهذا نجاح سوري مطلق وبوسائل بسيطة جداً".
وقالت القناة العاشرة إنّ قواعد اللعبة تغيّرت وأضافت "من الآن فصاعداً كلّ هجوم سيرافقه خطر التصعيد".
وقال مصدر سياسي إسرائيلي "سنردّ على كل إطلاق نار إضافي من سوريا ولكن لا نرغب بالتصعيد".
أوّل تعليق إيراني على الرواية الإسرائيلية
وفي أوّل تعليق إيراني على ما حدث في سوريا، قال نائب قائد الحرس الثوري الإيراني العميد حسين سلامي "لا نؤيد الأخبار الإسرائيلية لأنهم كاذبون ولكن إذا أيّد السوريون ذلك فنحن نؤيده".
وأكّد سلامي أنّ التواجد الإيراني في سوريا ليس تواجداً عسكرياً وإنما تواجد استشاري، موضحاً أنّ الجيش السوري قادر على الدفاع عن سوريا.
ولاحقاً قال مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي إنّه يحقّ للشعب السوري الدفاع عن نفسه.
وادّعى الإعلام العبري أنّ الجيش الإسرائيلي هاجم في الساعات الأخيرة "أهدافاً إيرانية" في سوريا، وأنّ "طائرة مسيّرة إيرانية اخترقت الأجواء الإسرائيلية واعترضتها مروحية أباتشي إسرائيلية" على حدّ تعبيره.
وقال الناطق باسم جيش الاحتلال "المروحيات اعترضت بنجاح طائرة إيرانية من دون طيار قادمة من سوريا".
وقال موقع صحيفة يديعوت أحرونوت إنّ إسرائيل لا يمكن أن تسلّم بمعادلة "إسقاط طائرة مسيرة مقابل إسقاط طائرة أف 16" لأنها "معادلة ردع سيئة".
وقالت صحيفة "هآرتس" إنّ الرئيس السوري بشار الأسد انتقل من مرحلة التهديد إلى مرحلة التنفيذ، مشيرة إلى أنّ السلطات السورية حذرت غير مرة في الآونة الأخيرة من الرد على أي اعتداء من قبل إسرائيل.
وأشارت إلى أن استهداف المقاتلة الإسرائيلية اليوم يمثّل تعبيراً عن الثقة الذي تشعر به سلطات دمشق بعد بسط قواتها سيطرتها على نحو 80% من أراضي البلاد.
وقالت عضو الكنيست أيالت نحمياس عن المعسكر الصهيوني إنّ السياسات الخارجية لنتنياهو انهارت، وأنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب تخلّى عن نتنياهو في سوريا ولبنان، أمّا عضو الكنيست إيلان غيلائون من حزب ميرتس فأمل أن لا يسخّن نتنياهو المنطقة الشمالية لإنقاذ نفسه من التحقيقات وتوصية الشرطة في الملفات المتعلقة به، والتي يتوقع أن تنشر الأسبوع المقبل.
سوريا حرقت المخطط الإسرائيلي
من ناحيته أكد الباحث العسكري الفلسطيني واصف عريقات، أنّ قرار إسرائيل في شنّ حرب على محور المقاومة كان مؤجلاً، إلا أن إسقاط الطائرة الإسرائيلية "حرق كل المراحل التي كانت تل أبيب تريد البناء عليها".
عريقات أضاف في اتصال مع الميادين أن "المخططات الإسرائيلية بشأن سوريا وإيران سقطت بإسقاط الطائرة"، علماً أن تل أبيب ستكون أمام "تقدير موقف جديد بعد القرار بمواجهتها".
وما حصل اليوم هو "دليل ضعف إسرائيلي حتى ولو أقدمت على الرد باستخدام قوة تدميرية كبيرة"، وفق الباحث العسكري الفلسطيني الذي اعتبر أن التفوق الجوي الإسرائيلي "شبه انتهى".
من جهته، قال الخبير في الشؤون الإسرائيلية في رام الله أحمد عوض للميادين إنّ الاشتباك مع إسرائيل هو حلّ لكل الأزمة في المنطقة وبداية صفحة جديدة في المنطقة.
وأضاف أنّ إسقاط مقاتلة إسرائيلية بالنيران السورية هو بداية عهد جديد في المنطقة.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية نقلت الخميس عن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي قوله إن نيراناً أطلقت من الأراضي السورية باتجاه طائرة إسرائيلية من دون طيار كانت تحلق فوق هضبة الجولان.
وبحسب القناة العاشرة الإسرائيلية فإن الذخائر التي أطلقت على الطائرة الإسرائيلية سقط بعضها في مجدل شمس المحتلة، وأصيب أحد المنازل بأضرار، مضيفة أن قوات من جيش الاحتلال والشرطة أجرت أعمال تفتيش في المنطقة.