انفراجات في لبنان ولقاء ثلاثي جامع بمواجهة التهديدات
انسحبت أجواء التهدئة على الشارع اللبناني لاسيما بعد الاتصال الذي أجراه الرئيس البناني ميشال عون برئيس البرلمان نبيه بري في حضور رئيس الحكومة سعد الحريري، وذلك بعد التوتر الذي ساد في البلاد في الأيام الأخيرة.
أجواء التهدئة ترجمت في بلدة الحدت جنوب العاصمة بيروت والتي تعد من أبرز معاقل "التيار الوطني الحر"، وذلك من خلال لقاء جامع شارك فيه نواب من التيار الذي أسسه الرئيس عون، ومن حزب الله وحركة أمل التي يرأسها الرئيس بري.
وشددت الكلمات على أهمية التعايش في البلاد وعدم السماح بزعزعة الاستقرار، وسط ترحيب سياسي وشعبي بوضع حد للأزمة التي عصفت بلبنان، والتي وضعت أوزارها على وقع الوحدة الداخلية لا سيما بعد التهديد الإسرائيلي بمنع لبنان من الاستفادة من ثروته النفطية.
عضو تكتل التغيير والإصلاح النائب ألان عون شدد في كلمة له على أن اللقاء الثلاثي اليوم الجمعة هو "رسالة إلى الجماهير الذين عن قصد أو غير قصد، عن وعي أو غير وعي زادوا الانقسام والانشقاق وارتكبوا إساءات بحق بعضهم البعض، وهو أيضاً للتأكيد على أننا على هذا المستوى من المسؤولية وتحت رعاية رؤسانا، وجميعاً مصرون على أن أي اشكال سياسي في البلد لن نسمح بأن يتحول إلى اشكال بين اللبنانيين".
وتابع عون إن "اشكالاتنا السياسية يجب أن تبقى تحت هذا السقف، وصرختنا هي للتحذير أننا مؤتمنين على الحفاظ على شبكة الأمان الوطنية، واللقاء هو لنمحو آثار ما حصل على جميع الأراضي اللبنانية، وتحديداً في منطقة الحدت"، موجهاً رسالة إلى قوى حركة أمل، قال فيها "كرامتهم من كرامتنا وكرامة الرئيس برّي من كرامتنا، وأي اشكاليات تحصل لن نسمح بأن تؤدي إلى أي شرخ، وسنبقى شركاء كل واحد من موقعه ومن مسؤوليته لنكمل المسيرة في هذا البلد".
كما وجه عون رسالة إلى حزب الله، شدد فيها "إننا مؤتمنين على تفاهم مارمخايل منذ 12 عاماً (التفاهم الذي أبرمه التيار الوطني الحر مع حزب الله في شباط / فبراير عام 2006)، وهذا التفاهم مستمر لأن هدفه الأول تحديداً الوحدة الوطنية والاستقرار، وهذا تحديداً ما حصل ومفاعيله اليوم تحديداً من مفاعيل هذا التفاهم الذي يحافظ على السلم الأهلي والوحدة الوطنية".
بدوره، أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي عمار أن "ورقة التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر باقية"، وقال "علينا أن نلتفت إلى ما يستهدف المواطنين في حياتهم اليومية ومتطلباتهم المعيشية". ولفت إلى أنه "تمّ اسقاط ما يريده العدو الإسرائيلي لبلدنا من مساس بوحدتنا وعيشنا المشترك، وللرئيسين عون بري دور كبير في ذلك".
وفي الختام، قال عضو كتلة التنمية والتحرير النائب علي بزي "نحن حريصون على التعايش بين اللبنانيين وتدعيم أواصر وحدتنا الداخلية"، مؤكداً على أن "لا علاقة لحركة أمل بما حصل في الحدت وأعلنا باسم الرئيس بري اعتذارنا عن أي إساءة لحقت بالمواطنين، كما أعلنا سابقاً أن حركة أمل لن تحمي أي مخل بالأمن".
وأضاف بزّي "همنا واحد ودمنا واحد ووطننا واحد وأولويتنا مواجهة التحديات وأبرزها التهديدات الإسرائيلية الأخيرة".
باسيل لم يشارك شخصياً في مؤتمر أبيدجان
من جهة أخرى، قالت مصادر لـ الميادين إن وزير الخارجية اللبنانية جبران باسيل موجود حالياً في أبيدجان إلاّ أنه فضّل عدم حضور مؤتمر الطاقة الاغترابية.
وذكرت المصادر أن باسيل لم يشارك شخصياً في المؤتمر بسبب وجود تهديدات أمنية جدّية يتعرّض لها واكتفى ببث كلمة مسجّلة.
وقال باسيل بحسب ما نقلت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام"أعتذر منكم لعدم حضوري اليوم المؤتمر الإقليمي الثاني لقارة إفريقيا والثامن على مستوى العالم، والغياب هو لخشيتي من تعرض مؤتمرنا للأذى نتيجة أعمال تخريبية قد تقع وفق المعلومات التي ترد الينا، والخشية ليست من التعرض لسلامتي الشخصية، وهو أمر أنا معتاد عليه، بل على أشخاصكم، وهو ما لا أرضى أن يسببه وجودي لكم".
وقال: "صحيح أن إفريقيا عزيزة على قلوبنا جميعا ونحن لها ممتنون، إستقبلتنا لإستكشاف فرص النجاح فيها ونجحنا. لم نهرب من واجباتنا تجاهها ولن نهرب من الأذى الصهيوني اللاحق بنا الى هنا بل سنواجهه بنجاحنا وبمساعدة الدول المضيفة لنا وبرعاية بلدنا الحبيب لبنان".
وأضاف "سنعيّن لكم ملحقين إقتصاديين لمساعدتكم على المواجهة، وقناصل فخريين لمساعدتكم في التواصل، ولكن وحدتنا تبقى هي الأساس وسنبقى نحن إلى جانبكم لننتصر وإياكم".