رسائل عربية ودولية لترامب: قرارك مرفوض ويفجّر المنطقة!

ردود الفعل العربية والعالمية تتصاعد تنديداً بقرار نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس المحتلة، إيران تقول إنّ نقل القرار سيزيد من جدية خط المقاومة في مواصلة سياساته، والسعودية ترى أن قرار ترامب يشكّل انحيازاً كبيراً ضد حقوق الشعب الفلسطيني.
  • قوات الاحتلال تعزز مواقعها تحسّباً للغضب الفلسطيني

يتواصل التنديد العربي والدولي بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس المحتلة.

ويعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً طارئاً غداً الجمعة حول اعتراف الرئيس الأميركي بالقدس عاصمةً لإسرائيل.

وطلبت ثماني دول عقد الجلسة الطارئة وهي إيطاليا والسنغال والسويد وبريطانيا والأوروغواي وبوليفيا ومصر وفرنسا، وفق ما نقل مراسل الميادين عن مصدر دبلوماسيّ.

وفي سياق ردود الفعل الدولية، رفض الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو على نحو قاطع قرار ترامب واصفاً إياه بالقرار التعسفي الذي يهدف إلى تعزيز الوجود غير الشرعي لإسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وفي إيران قال المتحدث الأعلى باسم القوات المسلحة العميد مسعود جزائري إن المحتلين الإسرائيليين لن ينعموا بالاستقرار أبداً وليس أمامهم أي خيار سوى ترك الأراضي الفلسطينية أو الدمار.

بدوره، قال رئيس لجنة الأمن والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي إن نقل السفارة الأميركية إلى القدس سيزيد من جدية خط المقاومة في مواصلة سياساته. 

السعودية أعربت عن "استنكارها وأسفها للقرار الأميركي بشأن القدس عبر بيانٍ صادرٍ عن الديوان الملكي السعودي ، أكد أن قرار ترامب "يمثّل انحيازاً كبيراً ضد حقوق الشعب الفلسطيني"، وأمل البيان انْ تتراجع الإدارة الأميركية عن قرارها وأن تنحاز للإرادة الدولية، معتبراً "القرار الأميركي خطوة غير مبررة وغير مسؤولة".

الرئيس اللبناني ميشال عون اتصل بالرئيس الفلسطيني محمود عباس متضامناً، مؤكداً وقوف لبنان رئيساً وشعباً إلى جانب الشعب الفلسطيني في رفضه اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل.

وقال عون إن "ما حصل ينزع عن الولايات المتحدة صفة الدولة الكبرى التي تعمل للتوصل الى السلام العادل". 

وفي وقت دعا فيه رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري لجلسة للبرلمان الجمعة للبحث في قضية القدس، نادى البرلمان العربي بدعوة لجلسة طارئة الإثنين المقبل في مقر الجامعة العربية في القاهرة.

وفي سوريا اعتبر نائب وزير الخارجية فيصل المقداد أن تواطؤ دول الخليج مع إسرائيل على القضية الفلسطينية ومحاولات إضعاف سوريا ساهم وشجع الإدارة الأميركية على اتخاذ قرارها بشأن القدس.

وفي العراق أكدت رئاسة الوزراء موقف الحكومة برفض القرار الأميركي محذّرة من التداعيات الخطيرة لهذا القرار على استقرار المنطقة والعالم وما يمثله من إجحاف بحقوق الفلسطينيين والعالم العربي والإسلامي والأديان الأخرى.

ودان المرجع الديني السيد علي السيستاني قرار ترامب قائلاً إن قرار الاعتراف يؤذي مشاعر مئات الملايين من العرب والمسلمين، في وقت اعتبر فيه رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي القرار الأميركي إعلانَ حرب على الأمة العربية والإسلامية وتجاوزاً لحقوق الشعب الفلسطيني.

ودعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر جميع الفصائل إلى اجتماع طارئ حول القدس، مضيفاً أنه على السعودية إنهاء الحرب في سوريا واليمن والبحرين فوراً وتوجيه التحالف الاسلامي إلى القدس فوراً".

كما استدعت الخارجية العراقية السفير الأميركي لتسليمه مذكرة احتجاج على قرار ترامب بشأن القدس.

وفي البحرين، قالت جمعية الوفاق الوطني إن قرار الإدارة الأميركية هو إعلان حرب ضد العرب وضد المسلمين والمسيحيين جميعاً.

وأكدت "الوفاق" أن هذا القرار استفزاز لمشاعر مئات الملايين من المسلمين ومحاولة لفرض سياسة عنصرية ترتكز على الوصاية وخلق الفوضى ويقدّم أكبر خدمة للإرهاب وتغييب الاستقرار في المنطقة.

وفي تونس، صادق نواب الشعب  على لائحة أعدّها المجلس ضد قرار الرئيس الأميركي بأغلبية 121 صوتاً مع احتفاظ 2 و رفض 2.​

وفي اليمن اعتبر أحزاب اللقاء المشترك قرار نقل السفارة عدواناً على العرب والمسلمين، وأنّ بعض حكام الدول العربية وفي مقدمتهم السعودية والإمارات يشتركون في المؤامرة على المقدسات، بحسب بيان صادر عن الأحزاب.

وأعلنت رابطة علماء اليمن عن أنّ قرار ترامب سيفتح أبواب جهنم على الولايات المتحدة الأميركية وعلى مصالحها في العالم وسيزيد الشعوب كراهية وعداءً لنظامها.
وجاء في بيان صادر عن الرابطة أنّ "النظام الأميركي العنصري منحاز كلياً مع الصهاينة الغاصبين ضد شعب لا يزال يعاني من تبعات قرار بريطانيا المشؤوم".
كما حمّلت النظام السعودي الحليف التاريخي لأميركا وكل حكام العرب المسؤولية الكاملة عن تبعات هذا القرار.
ودعت الحكام العرب لرفض القرار وإعلان موقف صادق وحاسم من سياسة ترامب "الجنونية والعنصرية".
رابطة علماء اليمن أشار إلى أنّ الجهاد والمقاومة لليهود الصهاينة من قبل حركات وفصائل المقاومة الفلسطينية حقّ مشروع تكفله الشريعة الإسلامية والأعراف والقاونين الدولية.
وأكدت أيضاً على أهمية تفعيل سلاح المقاطعة الاقتصادية كأقل واجب، لافتاً إلى أنّ أي تعامل اقتصادي مع أميركا وإسرائيل خيانة عظمى واستهانة بالمقدسات.

وفي موريتانيا، دانت وزارة الخارجية بشدة قرار الولايات المتحدة الأميركية.

روسيا: القدس الغربية عاصمة لإسرائيل والقدس الشرقية عاصمة لفلسطين

من جهتها قالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني إن قرار ترامب قد يعيد الأوضاع إلى أزمنة قاتمة تم تخطيها، مؤكدةً مواصلة دعم إعادة إطلاق المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وفي روسيا قال مصدر في الخارجية إن موسكو تعتبر القدس الغربية عاصمة لإسرائيل والقدس الشرقية عاصمة لفلسطين.

 

 بدوره، اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مؤتمر صحافي في ختام زيارته إلى الجزائر أن قرار ترامب نقل السفارة الأميركية إلى القدس أُحادي الجانب وسيعقّد مساعي السلام وحل الدولتين.

وزير الخارجية البريطاني من جهته قال إنّ اعتراف أميركا بالقدس عاصمة لإسرائيل ليس مفيداً ونحن ملتزمون تماماً بخطتنا.

وفي ألمانيا قال المتحدث باسم الخارجية الألمانية إن خطوة واشنطن بنقل سفارتها إلى القدس غير بنّاءة وتزعزع استقرار المنطقة.

المصدر: الميادين