هكذا علّق إليوت إبرامز على زيارة مسؤولين سعوديين لكنيس في باريس

زيارة وزير العدل السعودي السابق محمد العيسى إلى أكبر كنيس يهودي في العاصمة الفرنسية باريس تثير ردود فعل وتحليلات من أكبر الصحف العالمية، ونائب رئيس مجلس الأمن القومي السابق في إدارة بوش إليوت أبرامز يعلق عليها قائلاً إنها "ما كانت لتحصل لولا موافقة رسمية من الرياض".
  • وزير العدل السعودي السابق يزور أكبر كنيس يهودي في باريس

ما زالت ردود الفعل تتوالى على الزيارة غير المسبوقة التي قام وزير العدل السعودي السابق محمد العيسى وسفير السعودية في باريس لأكبر كنيس يهودي في العاصمة الفرنسية. الزيارة التي وُصفت بالتاريخية حملت مجموعة من الدلالات التي توقف عندها المحللون وصناّع القرار، وهي تأتي في سياق انفتاح غير مسبوق من السعودية على إسرائيل، في موقف بات يعتبره عدد كبير من المتابعين بأنه ينسجم مع خطوات سابقة تمّهد لتطبيع علني.

صحيفة "جيروزاليم بوست" ذكرت أن الزيارة تمت بدعوة من الحاخام الأكبر ليهود فرنسا حاييم كورسيي وحاخام كنيس باريس الكبير موشي صباغ، مشيرة إلى أنها "مؤشر جديد على دفء العلاقات بين إسرائيل والسعودية".

وقال إليوت أبرامز (الدبلوماسي ونائب رئيس مجلس الأمن القومي السابق في إدارة بوش وأحد صقور المحافظين الجدد) إن الزيارة الأولى والتاريخية التي قام بها محمد العيسى وخالد بن محمد العنقري ما كانت لتحصل لولا موافقة رسمية من الرياض. وأشار إلى أن السعوديين يحصلون على أكبر قدر من الأمور التي يريدونها من إسرائيل عبر قنوات سرية عسكرية واستخباراتية مشككاً بإقدامهم على المخاطرة من خلال القيام بذلك علناً خشية تعرضهم للهجوم.  
ولفت أبرامز في مقالة له على موقع "مجلس العلاقات الخارجية" إلى أنه نظراً لتنامي المشاعر المعادية للسامية في أوروبا والعالم خلال السنوات الأخيرة يعدّ إظهار السعوديين على نحو علني احترامهم لليهودية خطوة مفيدة لإسرائيل واليهود آملاً أن يليها المزيد من الخطوات.

وسأل أبرامز "إذا كان بإمكان السفير السعودي في فرنسا زيارة كنيس، هل يمكن أن يفعل ذلك أيضاً السفير السعودي لدى واشنطن الذي يصادف أنه نجل الملك؟ وهل يمكن لرئيس الرابطة الاسلامية العالمية أن يصدر استنكاراً واضحاً وقوياً لمعاداة السامية والكراهية الدينية؟ وهل يمكن للسعوديين أن يحذفوا من كتبهم المواد المعادية للسامية؟".

وخلص إلى أن مثل هذه الخطوات كانت تبدو حتى وقت قصير غير منطقية لكنها أسئلة يمكن طرحها على نحو جدي اليوم مع وجود بعض الأمل على الأقل بأن تكون الإجابة عليها في السنوات المقبلة "نعم".

 

وكانت صحيفة "جيروزاليم بوست" نقلت عن موشي صباغ حاخام كنيس باريس الكبير قوله إنه لا "يستبعد أن تُوجَه له دعوة لزيارة السعودية، خاصة وأنه شارك في مناسبات سابقة في السفارة السعودية في باريس بدعوة من السفير العنقري".

ووصفت الوزير السعودي السابق محمد العيسى، الذي يرأس رابطة العالم الإسلامي، بأنه مقرب من ولي العهد محمد بن سلمان.

مراسل الصحيفة توجه إلى سؤال للعيسى عما إذا كان الإرهاب الذي تنفذه مجموعات ومنظمات باسم الإسلام ضد إسرائيل وأهداف يهودية، وتربطه بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، يقع في إطار الإرهاب الذي تعارضه بلاده لأنه يسيء للإسلام. ورد العيسى قائلاً بأن "أي عمل عنف أو إرهاب يحاول تبرير نفسه بواسطة الدين الإسلامي مرفوض"، مشيراً إلى أن "الإسلام غير مرتبط بالسياسة، وهو ديانة سمحة وتفاهم ومحبة واحترام الآخر".

وأبلغ العيسى مراسل الصحيفة أنه يستعد للاجتماع بكبير حاخامات اليهود في فرنسا والحوار معه في هذه المسائل، كما أنه منفتح للحوار مع كافة الأديان، بما فيها اليهودية، مؤكداً أن السعودية "تقود الإسلام المعتدل المسالم، وهي لا تؤيد منظمات الإرهاب والإسلام المتطرف مثل تنظيم داعش".