الرئاسة اللبنانية: 48 ساعة قبل التحرك الخارجي لاستعادة الحريري
واصل الرئيس اللبناني العماد ميشال عون اتصالاته الداخلية والخارجية لضمان عودة رئيس الحكومة سعد الحريري من السعودية سالمًا مع عائلته لا سيما بعد الأنباء عن احتجاز عائلة رئيس الحكومة وعدم السماح لها بالتواصل مع الخارج، وسط تعاظم الاعتقاد بأن الحريري محتجز وقيد الإقامة الجبرية ولا يتمتع بالحرية وهذا ما عكسته إطلالته التلفزيونية الأخيرة الأحد الفائت.
قال الرئيس اللبناني ميشال عون إن السفير الكويتي أبلغني أن بلاده تدعم جهود لبنان للتغلب على الظرف الدقيق، مؤكداً وقوف بلاده مع سيادة واستقلال لبنان.
وأكد مراقبون في بيروت أن "لبنان على قناعة بأن رئيس حكومته الذي أجبر على إعلان استقالته من الرياض يمضي أسبوعه الثاني في المملكة العربية السعودية أسيراً"، مضيفاً أن مطالب الرياض مستحيلة وأن الحريري نفسه لا يستطيع تلبيتها أو إرغام الأخرين على تقديمها، ومن أبرزها وقف الدعم من بعض الأطراف اللبنانيين لليمن ولشعبه في وجه الحرب السعودية على هذا البلد العربي".
لبنان ينتظر ما بعد الزيارة الفرنسية إلى الرياض ليحدد موقفه الرسمي
من جهة ثانية تتجه الأنظار إلى زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إلى الرياض خلال الأسبوع الحالي لبحث قضية عودة الحريري، ومن ثم سيحدد لبنان موقفه الرسمي سواء عبر رسالة يوجها الرئيس عون إلى اللبنانيين والعالم أو عبر توجيهات للبعثات اللبنانية في الخارج للتحرك ضمن الخطة التي ستضعها الرئاسة لاستعادة رئيس الحكومة، وذلك قبل اجتماع وزراء خارجية جامعة الدول العربية الأحد المقبل في القاهرة.
ومن جهته، واصل وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل جولته الخارجية للغاية عينها، مستهلها من بروكسيل على أن يزور باريس ويلتقي الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون قبل أن ينتقل إلى موسكو.
وأعلن باسيل أن "لبنان لا يزال يعالج المشكلة مع السعودية من ضمن العلاقات الثنائية الأخوية والجولة هي لحثّ المملكة على أن ما يحصل غير مقبول"، لافتاً إلى أن جولته الأوروبية هي لتعاون لبنان والمجتمع الدولي على حثّ المملكة وأشعارها أن ما يحصل غير مقبول على المستوى الدولي والقانوني.
وشدّد وزير الخارجية على أنّ كل ما يهدد به لبنان من فراغ حكومي وسياسي أو عقوبات من أي شكل لن تصيب اللبنانيين وحدهم بل أن في لبنان مليوني لاجئ ونازح سيتحولون مشكلة لمحيط لبنان وصولاً إلى أوروبا.
ورأى باسيل أن "عودة الرئيس الحريري إلى بيروت ستكون اثباتاً على حريته"، لافتاً إلى أنّ ما يحصل مع رئيس الحكومة هو سابقة في العلاقات الدبلوماسية ولا تستطيع الدول الديمقراطية في العالم القبول بها، مضيفاً أن "في قضية الحريري التاريخ المحوري لنا هو عيد الاستقلال في ٢٢ من تشرين الثاني/نوفمبر الحالي"، في إشارة إلى احتفال لبنان بالذكرى ال74 لاستقلاله حيث يتوقع أن يشارك الحريري في إحياء هذه المناسبة الوطنية.
كلام وزير الخارجية جاء في مستهل جولة أوروبية بدأها في بروكسل لشرح الاستقالة الملتبسة لرئيس الحكومة سعد الحريري وحشد التأييد لهذه القضية، حيث التقى مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فديريكا موغيريني التي قالت إنّ رئيس وفد الاتحاد في الرياض التقى رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري ودعت الأطراف اللبنانية كافةً إلى العمل وبذل الجهود لعودة الحريري إلى بلده.