النصرة تُهاجم الزنكي في ريفي حلب وإدلب.. وأنباء عن تحالف عسكري لمواجهتها
يشهد ريف حلب الغربي اشتباكات عنيفة بين حركة نور الدين الزنكي وهيئة تحرير الشام بعد قيام الأخيرة بالهجوم على نقاط الزنكي ومقاره شمال حلب، واعتقال عناصره على حواجزها شمال إدلب وغرب حلب.
قامت هيئة تحرير الشام بالهجوم على نقاط تمركز مجموعات لحركة نور الدين الزنكي على جبهة رتيان شمال حلب وطردهم من المنطقة بعد مصادرة سلاحهم، بالتزامن مع اعتقال حواجزها عدداً من عناصر الحركة في أطمة والدانا شمال إدلب، والهجوم على حواجزها ومقارها في قرى الابزمو والفوج111 والشيخ سليمان وكفرناها وخان العسل غرب حلب.
وأعلنت حينها حركة نور الدين الزنكي الاستنفار العام في مناطق سيطرتها غرب حلب، وقالت في بيان لها إن "الضغوط التي نتعرض لها تزامنت مع إلحاح تركي وصل إلى حالة التهديد للدخول إلى مناطقنا لإنشاء القواعد العسكرية بعد رفضنا ذلك، إلا من خلال قوانين وضوابط تنظم العلاقة فيما بيننا للوصول إلى الغاية المطلوبة".
وأضافت الحركة أن هيئة تحرير الشام لا تفرّق بين مدني وعسكري في ظل القصف العنيف الذي تستخدمه خلال الهجوم على مناطق الزنكي، مناشدة الفصائل بمساندتها للوقوف في وجه آلة الإجرام وعصبة البغي، وفق تعبيرها.
وطالبت الحركة المدنيين بالخروج في مظاهرات وإغلاق الشوارع لمنع أرتال الهيئة من المرور وعرقلة مخططاتها.
وسيطرت هيئة تحرير الشام على بلدة الأبزمو غرب حلب بعد اشتباكات عنيفة مع حركة الزنكي التي أعلنت أن عدد من جرحاها وقعوا في الأسر خلال اقتحام هيئة تحرير الشام مشفاها في منطقة باب الهوى شمال إدلب، مع استمرار الاشتباكات على معظم المحاور غرب حلب، بالتزامن مع خروج مظاهرات في الأتارب وأورم الكبرى طالبت بوقف الاقتتال.
ومن جهتها، أعلنت هيئة تحرير الشام أن حركة نور الدين الزنكي هي من بدأت بالتوتر، عبر قيام عناصرها باختلاق المشاكل مع مقاتلي الهيئة ونصب الحواجز الطيارة في عدة قرى وبلدات بريف حلب واعتقال عدد من الأمراء والمقاتلين وسلب أسلحتهم، ومددت الحركة رقعة التوتر وصولاً إلى حيان وعندان والحلزون، وأضافت الهيئة في بيانها "رغم محاولاتنا للإصلاح إلا أنها جوبهت بتعنت من قبل قيادة الزنكي واستمرارهم في التصعيد".
وفي السياق، نددت حركة نور الدين الزنكي ببيان هيئة تحرير الشام واتهمتها بتزييف الحقائق، وقالت في بيان لها "تتوالى اللطميات والمظلوميات من هيئة تحرير الشام في كل حالة اعتداء تقوم بها على فصيل، كما هو الحال الذي ادعت فيه الهيئة زوراً وبهتاناً دعوتهم للصلح وتحكيم الشرع". وأضافت " لقد أبدينا موافقتنا على مبادرة عبدالله المحيسني وأبو البراء صوفان وأبو صالح طحان وفق ضوابط موضوعية لا نعطي فيها الذلة والمهانة لخصمنا، ولكن للأسف مدفعية ودبابات الهيئة تدك قرى المنطقة وموقع تمركز الحركة، إذاً نؤكد رفضنا لأي مبادرة هزلية تغطي الجرائم التي ارتكبتها الهيئة".
وكشف ناشطون عن اجتماعات ضمت قيادات في حركة نور الدين الزنكي وجيش الأحرار وأحرار الشام لتشكيل تحالف عسكري يهدف لحماية الفصائل من مخططات هيئة تحرير الشام في القضاء على الفصائل والانفراد بالسيطرة والنفوذ في المنطقة، دون أي معلومات عن نتائج الاجتماع حتى الآن.
وكانت أحرار الشام قد أعلنت في بيان لها تعليقاً على الاقتتال في ريف حلب إن "الهيئة أوصلت الساحة السورية إلى وضعٍ مأساوي، داعيةً إياها إلى الكف عن "البغي". وكما أعلنت عن 4 مطالب وجهتها للهيئة وهي "إيقاف البغي على حركة نور الدين الزنكي وإطلاق سراح جميع المعتقلين ومن كل الأطراف، منذ بداية الهجوم على الفصائل وحتى اليوم، وردّ حقوق كافة الأطراف التي تم البغي عليها وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه.