المقاومة تتوعد بالردّ على قصف النفق وإسرائيل تعلن أنها غير معنية بالتصعيد
أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنيّة في اتصال مع الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي رمضان عبد الله شلح تضامنه الكامل مع الحركة.
وشدد هنيّة على أن دماء الشهداء من القسّام وسرايا القدس تؤكد وحدة الطريق والهدف والمصير لتحقيق النصر والتحرير.
كما بحث هنيّة وشلح خطورة وتداعيات العملية الإسرائيلية في محاولة لخلط الأوراق في الساحة الفلسطينية.
وسائل إعلام إسرائيلية قالت من جهتها، إن إسرائيل أبلغت حماس عبر المخابرات العامة المصرية أنها "غير معنية بالتصعيد".
الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أكد أنه لم تكن هناك أي نيّة لتصفية مسؤولين كبار في غزة، فيما حمّل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حركة حماس مسؤولية أي هجمات قد تنفذ من غزة.
وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لمناسبة مرور 100 عام على احتلال مدينة بئر السبع من قبل القوات الأسترالية من يد السلطة العثمانية "نحن نريد سلام مع كل جيراننا لكننا لن نتحمل الهجوم على سيادتنا وأرضنا سواء من الجو أو الأرض أو تحت الأرض".
واضاف نتنياهو إن "المسؤولية الأولى لأي حكومة هي حماية مواطنيها ونحن نقوم بذلك سنرد على أي شخص يحاول أن يضرّ بنا". وقال "لقد قلت لكم عدة مرات بأننا نعمل على تطوير تكنولوجيا متطورة ضد تهديدات الأنفاق ونعمل على تطبيقها اليوم كشفنا نفقاً ودمرناه وسنواصل القيام بذلك في المستقبل"، محمّلاً حماس "مسؤولية أي محاولة لمهاجمة إسرائيل". وتابع "سنواصل حماية الحدود الإسرائيلية ضد أي تهديدات".
وكان مراسل الميادين أفاد أمس الإثنين بسقوط 7 شهداء فلسطينيين بالإضافة إلى عدد من الجرحى، وذلك قصف إسرائيلي على نفق في خان يونس جنوب قطاع غزة.
وأوضح المراسل أن عدد من الشهداء ارتقى نتيجة غازات سامة خلفتها الصواريخ الإسرائيلية داخل النفق المستهدف.
واستشهد في القصف قائد سرايا القدس في المحافظة الوسطى عرفات أبو مرشد ونائبه حسن أبو حسنين، في وقتٍ أعلنت فيه كتائب الشهيد عزالدين القسام الجناح العسكري لحركة (حماس) في بيان صحفي "استشهاد القائد الميداني مصباح شبير "أثناء عملية الإنقاذ التي نفذّها مجاهدو القسام لعدد من المقاومين في سرايا القدس الذين كانوا محتجزين في النفق المستهدف شرق خانيونس".
مصباح شبير، قمرٌ من أقمار فلسطين ارتحل عنّا هذه الليلة... لن ننسى ابتسامتك الجميلة ما حيينا.#شهيد #غزة pic.twitter.com/iaG4rlq6ir
— رضوان الأخرس (@rdooan) October 30, 2017
واستشهد في العدوان أيضاً كل من أحمد خليل أبو عرمانة، عمار نصار فليت، محمد مروان الآغا، جهاد عبد الله السميري.
وعلى الأثر، أعلنت "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين النفير العام في صفوف مجاهديها في أعقاب استشهاد عدد من المجاهدين من سرايا القدس وكتائب القسام في قصف لنفقٍ للمقاومة شرق موقع كيسوفيم العسكري شرق خانيونس.
حركة "حماس" وصفت الغارة الإسرائيلية بالجريمة والتصعيد الخطير، ورأت أنها محاولة يائسة لتخريب جهود استعادة الوحدة الفلسطينية.
وفي بيان لها، قالت الحركة "استمرار التصعيد الإسرائيلي لن يزيدنا إل مضيّاً في طريق الوحدة والمقاومة، وسترفع الفاتورة مع الاحتلال"، وأضافت "اختلاط دماء الشهداء من كتائب القسّام وسرايا القدس دليل واضح عل الأخوّة الصادقة في الجهاد والشهادة".
بدوره، أعلن الدفاع المدني في غزة أن "فرق الإنقاذ لازالت تُواصل عملها في إنقاذ عدد من المقاومين احتجزوا بداخل نفق شرق خانيوس جرّاء قصف الاحتلال للنفق ظهر اليوم، حيث تم انتشال عدد من الشهداء والمصابين، ويجري العمل لاستخراج البقية".
#صور | شهداء المقاومة الفلسطينية الذين ارتقوا اثر قصف نفق جنوب قطاع غزة
— الرسالة للإعلام (@Alresalahpress) October 30, 2017
تصوير: محمد جادالله (رويترز) pic.twitter.com/DjAN7nyX5n
وقال الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي داود شهاب إن الأنفاق جزء من سياسة الردع، مضيفاً "لن نتهاون في الدفاع عن شعبنا".
وإذ أوضح شهاب في حديث للميادين أن عدد الشهداء 8 من بينهم 6 من سرايا القدس وشهيدان من القسام، اعتبر أن القصف الإسرائيلي الأخير تصعيد خطير وعدوان إرهاب ومحاولة جديدة لخلط الأوراق، وتابع "سندرس كل الخيارات بما لا يفقدنا خيار الرد على هذا العدوان".
وأوضح شهاب أن هذا "إعلان حرب واضح من قبل اسرائيل وسنحدد طبيعة الرد في الساعات المقبلة وكل الخيارات مفتوحة".
بدوره، القيادي في حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي قال إن "التهدئة مع العدو إنتهت ، والرد سيكون بحجم الجريمة".
عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير الفلسطينية طلال أبو ظريفة حمّل إسرائيل تبعات أية ردود فعل، وأضاف في حديث للميادين "لا يجوز أن تبقى يد إسرائيل قادرة على العبث بأدوات المقاومة".
بدوره أكدّ المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أن "استهداف الاحتلال الإسرائيلي للبنى التحتية للمقاومة مرفوض، ومن شأنه أن يزيد الأمور توتيراً"، محمّلاً إسرائيل "أية تعبات وأية ردود فعل يمكن أن تتم من قوى المقاومة على هذا العمل".
ودعت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين "قيادة الأجنحة العسكرية لعقد اجتماع طارئ لتدارس هذا التصعيد والخطوات المطلوبة لمجابهة هذا الاعتداء".
جميـــل مزهــر مسؤول فرع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في قطاع غزة رأى أن "الوضع يتطلب إجراء لقاء عاجل للفصائل الفلسطينية لتدارس الأمر وآليات الرد والخطوات المطلوبة للتصدي لتصعيد الاحتلال".
لجان المقاومة الفلسطينية اعتبرت أن القصف الصهيوني للنفق "جريمة عدوانية وللمقاومة الحق في إستخدام كافة الخيارات للرد".
وقال المتحدثم باسم لجان المقاومة إن كل فصائل المقاومة هي في خندق واحد في مواجهة الاحتلال، مشيراً إلى أن الرد سيكون موحّداً وكل الخيارات مفتوحة.
ورأى أبو مجاهد أن الاحتلال الإسرائيلي تعمّد القصف في هذا التوقيت لأنه لا يريد أن يكون هناك وحدة في الموقف الفلسطيني، مؤكداً أن الاحتلال واهم إن ظنّ أن المقاومة ستترك دماء أبنائها تذهب هدراً.
إسرائيل أبلغت حماس عبر الإستخبارات المصرية بأنها غير معنية بالتصعيد
في المقابل، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي الاثنين، رفع حالة التأهب القصوى لدى قواته على طول حدود قطاع غزة خشية من استهداف نفقاً للمقاومة الفلسطينية شرق مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن حكومة الاحتلال أرسالة لحركة "حماس" رسالة عبر الاستخبارات المصرية تقول من خلالها إنها غير معنية بتصعيد الموقف.
وأعلن جيش الاحتلال نشر منظومة "القبة الحديدية" في غلاف قطاع غزة، تحسباً لتطورات ميدانية في أعقاب استهداف النفق.
وذكرت القناة الإسرائيلية العاشرة ان الجيش الاسرائيلي نشر القبة الحديدية في اسدود وعدة مناطق في الجنوب.
وقال الناطق باسم جيش الاحتلال "إن الجيش لا يريد تدهور الأوضاع الأمنية في قطاع غزة"، لكنه استدرك بالقول: نحن مستعدون لجميع السناريوهات المحتملة".
وأوردت وسائل إعلام إسرائيلية أن النفق "الذي فجرّه الجيش الإسرائيلي على حدود قطاع غزة لم يكن جاهزاً للاستخدام، بل كان في مرحلة الحفر"، مشيرة إلى أنه تم اكتشاف النفق عبر وسائل تقنية واستخبارية".
وأضافت وسائل إعلام إسرائيلية أن النفق تابع لحركة "حماس" الفلسطينية يصل إلى الأراضي الإسرائيلية على بعد 2 كلم من مستوطنة كيبوتس كيسوفيم.