قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن تعلن رسمياً أن محافظة الرقة بما فيها مدينة الرقة وريفها ستكون جزءاً من سوريا "لا مركزية اتحادية".
قالت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" المدعومة من الولايات المتحدة اليوم الجمعة إن محافظة الرقة، بما فيها مدينة الرقة وريفها، ستكون جزءاً من سوريا "لا مركزية اتحادية".
وكانت القوات سيطرت على مدينة الرقة بعد معارك واتفاق على انسحاب عناصر داعش من المدينة.
وقالت القوات في بيان أعلنت فيه رسمياً تحرير الرقة من داعش "إننا في القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية نعلن بأننا سنقوم بتسليم إدارة مدينة الرقة وريفها إلى مجلس الرقة المدني، ونسلم مهام حماية أمن المدينة وريفها لقوى الأمن الداخلي في الرقة، ونتعهد بحماية حدود المحافظة ضد جميع التهديدات الخارجية، ونؤكد بأن مستقبل محافظة الرقة سيحدده أهلها ضمن إطار سوريا الديمقراطية لا مركزية اتحادية، يقوم فيها أهالي المحافظة بإدارة شؤونهم بأنفسهم".
وقد قاطع وفد من شيوخ عشائر الرقة الاحتفالية التي أقامتها "قسد" في الرقة بعد مشاهدتهم لحجم الدمار الكبير الحاصل في المدينة وعمليات النهب والسرقة.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية أعلنت في آب/ أغسطس الماضي تشكيل مجلس الرقة المدني برئاسة مشتركة عربية كردية لتولي شؤون المحافظة ولم تلاق المعارضة السورية هذه الخطوة بكثير من الحماسة، حيث عبّر أكثر من مصدر فيها عن تخوفه من السعي لضمها للفيدرالية التي أعلنها الكرد في وقت سابق في الشمال السوري.
من جهته أعلن التحالف الدولي بقيادة واشنطن خلوّ الرقة من تنظيم داعش، فيما اعتبر وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أن السيطرة على الرقة ستسمح لواشنطن وحلفائها بالتركيز على التسوية السياسية في سوريا.
"مجلس محافظة الرقة" يدعو قوات سوريا الديمقراطية للانسحاب
وأمس أصدر ما يسمّى "مجلس محافظة الرقة" بياناً دعا فيه قوات سوريا الديمقراطية إلى "تسليم محافظة الرقة لأبنائها دون سواهم" وإلى إخراج كافة عناصر حزب العمال الكردستاني "المصنف إرهابياً على قوائم الدول المشاركة بالتحالف الدولي لمحاربة الإرهاب خارج سوريا". وجاء في نص البيان "نظراً لتسارع الأحداث في محافظة الرقة وطرد داعش من كامل المحافظة وسيطرة بما يسمى قوات سوريا الديمقراطية وبعد التدمير الهائل الذي حصل لمحافظة الرقة نتيجة لقصف قوى التحالف الدولي ومليشيات قسد لمدينة الرقة وتهجير أهلها من المدينة ومصادرة ونهب وسلب كافة الممتلكات الخاصة للمواطنين فأننا بمجلس محافظة الرقة نطالب بتسليم محافظة الرقة لأبنائها دون سواهم لتشكيل مجالس محلية للمحافظة".
كما طالب البيان بالعمل على "إعادة العمل بالقضاء والقانون السوري حصراً وطرد كافة العناصر الأجنبية من كامل المحافظة والعمل على إعادة كافة المهجرين والنازحين دون قيد أو شرط". وأكد البيان أنّ "محاربة الإرهاب تقع على عاتق المجتمع الدولي كاملاً". وختم البيان "نعتبر نحن أبناء محافظة الرقة أن أيّ عنصر من خارج سوريا هو إرهابي ولايمكن التعامل معه وأي قوى تسانده تعتبر قوى إرهابية".
المرصد السوري: نحو 80% من مدينة الرقة مدمّر وغير صالح للسكن
وبحسب المرصد السوري المعارض فإنّ نحو 80% من مدينة الرقة مدمّر وغير صالح للسكن، ومئات الآلاف شردوا من المدينة.
ورصد المرصد "استياءاً" يسود الشارع الشعبي في الرقة من قيام وحدات حماية المرأة برفع صور زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان في وسط مدينة الرقة الخالية من تنظيم داعش، إذ أثار رفع الصورة التي توسطت دوار النعيم في وسط مدينة الرقة، من قبل وحدات حماية المرأة المنضوية تحت راية وحدات حماية الشعب الكردي التي تشكل العماد الرئيسي لقوات سوريا الديمقراطية.
وتداول ناشطون شريطا مصوراً يظهر مقارنة بين سيطرة داعش على الرقة عام 2014 وسيطرة "قسد" على المدينة 2017.
وقال المرصد المعارض إنّ المعارك توقفت منذ الـ 21 من أيلول / سبتمبر الفائت من العام الجاري 2017، تبعها بدء عمليات تمشيط مكثفة للمدينة، عقبها عملية إخلاء المدينة من العناصر السوريين والأجانب في داعش بعد مفاوضات طويلة بين الأخير وبين التحالف الدولي، انتهت بتسليم العناصر الأجانب أنفسهم، ونقل العناصر السوريين في التنظيم مع عوائلهم إلى خارج المدينة.
وتسببت آلاف الضربات الجوية والصاروخية من التحالف الدولي، لأحياء مدينة الرقة باستشهاد وإصابة آلاف المدنيين، حيث ارتفعت حصيلة الخسائر البشرية للمدنيين، بعد تكشُّف مصير العشرات منهم مؤخراً، بعد أن كانوا مفقودين ومجهولي المصير، ووثق المرصد السوري استشهاد 1172 مدنياً بينهم 276 طفلاً و203 مواطنات منذ الـ 5 من حزيران / يونيو الفائت من العام 2017.
كذلك وثق المرصد استشهاد ما لا يقل عن 161 مدني بينهم 37 طفلاً و10 مواطنات، جراء انفجار ألغام بهم، خلال محاولاتهم الخروج من مناطق سيطرة تنظيم داعش في مدينة الرقة.