ميدانيات مصر: المرحلة الثالثة للمنطقة العازلة مع غزة
تستمر عمليات وحدات الجيشين الثاني والثالث شمال ووسط سيناء لتنفيذ الخطة العامة التي تستهدف إنهاء اى تواجد لعناصر تنظيم "ولاية سيناء" الإرهابي المبايع لتنظيم داعش. في هذه المرحلة تركز قوات الجيش الثاني الميداني شمالي سيناء على مناطق جنوب وغرب مدينة رفح الحدودية مع فلسطين المحتلة، مع إطلاق المرحلة الثالثة من مراحل إنشاء المنطقة العازلة على الشريط الحدودي. خلال الفترة من منتصف الشهر الماضي وحتى الآن، نفذت قوات الجيش مداهمات وعمليات تمشيط غرب رفح خاضت فيها عدة معارك أسفرت عن قتل 9 إرهابيين واعتقال 31 فرد وتدمير 65 مخبأ وثلاث سيارات مفخخة وأكثر من 50 دراجة نارية بجانب تفجير نفق رئيسي تم اكتشافه على الحدود مع فلسطين المحتلة.
العمليات تتم بدعم جوي ومدفعي تزايدت معدلاته خلال الأيام الماضية، حيث استهدفت المدفعية نقاط رصد العناصر الإرهابية جنوب وغرب رفح كما استهدفت مناطق واقعة على الشريط الحدودي، كما شهدت هذه الفترة نشاطاً كبيراً للطائرات دون طيار حيث نفذت ثلاثة غارات استهدفت في الأولى منطقة جنوبي الشيخ زويد وفي الثانية منطقة متاخمة لدوار سليم قرب العريش، وفي الغارة الثالثة دمرت سيارة نقل قرب رفح كانت تنقل أعتده للعناصر الإرهابية. نشاط القوات الجوية شمل أيضا الحدود الغربية، حيث تصدى لمحاولة جديدة نفذتها عشر سيارات دفع رباعي كانت تحمل ذخائر وعتاد عسكري لاختراق الحدود، ودمرها جميعاً.
بالنسبة للمرحلة الثالثة من المنطقة العازلة مع فلسطين المحتلة، بدأ عناصر سلاح المهندسين في عملياتها التي تتركز في حيي الأمام علي والأحراش في رفح بعرض 13كم وعمق 500 متر، في استكمال للمرحلتين السابقتين اللتين كان عمق كل منهما 500 متر، وتستهدف هذه العملية توفير منطقة آمنة ومراقبة بشكل أكثر فعالية ضد اى تسلل أو عمليات حفر للأنفاق، وتعمل بالتكامل مع المنطقة العازلة على الجانب الأخر من الحدود والتي تم الانتهاء منها منذ أيام.
خلال هذه الفترة تمكنت قوات الجيش الثاني من إحباط أربعة هجمات كبيرة على مواقعها، في الأول تم التصدي لهجوم شنه فرد أنغماسى حاول تفجير نفسه في نقطة للجيش في قرية رفيعة جنوبي رفح ومن ثم إفساح المجال لدخول عدد من عناصر داعش المهاجمين، تم رصد الانتحاري وقتله قبل الوصول إلى هدفه ثم تم قتل خمسة وإصابة أثنين من العناصر المهاجمة بعد الاشتباك معهم، وأستشهد في هذا الهجوم جنديين برصاص قناص حاول دعم الهجوم. الهجوم الثاني تمكنت فيه القوات في موقع قرب مزارع جهاد أبو طبل جنوبي العريش من تدمير عربة مفخخة قبل اقترابها من الموقع، وفي الهجوم الثالث تصدت القوات لعدة عناصر مسلحة حاولت الهجوم على أحد كمائن الطريق الدائري جنوبي العريش، في الهجوم الرابع حاول عدة عناصر إرهابية استهداف القوة المتواجدة في كمين المطافئ في حي المساعيد بالعريش من اعلي مبنى مجاور لكن تم التصدي للمحاولة دون خسائر في الأرواح.
في ما يتعلق بعمليات الجيش الثالث وسط سيناء، فقد تمكنت القوات من ضبط ستة إرهابيين من ضمنهم فردين حاولا زرع عبوات ناسفة على احد الطرق، ودمرت القوات ثلاث عربات دفع رباعي وعدة دراجات نارية، وأربعة مواقع لتمركز العناصر الإرهابية بجانب مستودع تحت أرضي لتخزين الوقود. خلال المداهمات أستشهد قائد عمليات وسط سيناء المقدم تامر أبو النصر.
في تفاصيل عمليات تنظيم داعش في سيناء, هاجمت عناصره سيارة مدنية كان بداخلها ضابطي شرطة في شارع العشرين بالعريش مما أسفر عن إصابتهما، وهاجمت برصاص القنص كمينين غرب رفح مما أسفر عن استشهاد مجندين، ونسفت منزل يملكه أمين بالشرطة المصرية في حي السمران بالعريش، وفجرت عبوتين ناسفتين في مدرعتين للجيش الأولى كانت جنوب الشيخ زويد أسفرت عن استشهاد مجند وجرح أخر، والثانية كانت على طريق بئر لحفن جنوبي العريش مما أسفر عن استشهاد مجند. ركز التنظيم عملياتها ضد المدنيين في محاولة لمنع الأهالي من التعاون مع القوات العسكرية والأمنية، فأحرق عناصره عدة عربات نقل ومعدات حفر ثقيلة بمناطق جبل المغارة والجفجافة وقرب بئر العبد تعود لمقاولين وعمال يعملون في مصنع الأسمنت والمحاجر التابعة للقوات المسلحة شمالي سيناء، كما قام التنظيم باغتيال أربعة مواطنين منهم أمين شرطة في مناطق متفرقة بالعريش، وقتل شخص خامس كان قد أختطفه منذ فترة في منطقة الحسينات جنوبي رفح.
تساند وزارة الداخلية قوات الجيش في عمليات شمال سيناء بصورة مستمرة، حيث تنفذ مداهمات يومية في العريش وبئر العبد خاصة بعد وصول مساعد وزير الداخلية للأمن العام كي يقود العمليات في هذه النطاق، تم إلقاء القبض على 64 مشتبه به بجانب امرأة فلسطينية تم العثور معها على خريطة تفصيلية لتمركزات الجيش والشرطة في العريش. بعيداً عن سيناء تنفذ وزارة الداخلية عمليات أمنية مكبرة في نطاق قريتي البصارطة وأم الرضا بمحافظة دمياط أقصى شمال البلاد وهي من القرى التي تحتفظ جماعة الإخوان المسلمين وجناحها المسلحة "حسم" بتواجد فيها، وسددت الوزارة ضربة كبيرة لهذا الجناح بعد أن نفذت مداهمة مكبرة في محافظة المنوفية شمال غرب العاصمة ضبطت فيها قيادي فيه بجانب ثلاثة عشر عنصراً أخر وصادرت أسلحة وذخائر ومتفجرات كان التخطيط جار لاستخدامها في عمليات ضد مؤسسات أمنية. سبق هذا تصفية العنصر الخامس والأخير من العناصر التي شاركت في الهجوم الإرهابي على سيارة شرطة في منطقة البدرشين. نجت القاهرة من هجومين بالسيارات المفخخة، الأول تمكنت الشرطة من إحباطه بعد تفكيكها لعبوة ناسفة كانت داخل سيارة بمنطقة روض الفرج، والثانية قام العنصر الإرهابي الذي أوصلها إلى قبالة مركز تجاري شهير بتسليم نفسه إلى قسم شرطة البساتين ودل القوات على مكانها ليتم أبطالها. شكل النعي الذي أصدرتها حركة "حسم" لوفاة المرشد السابق لجماعة الأخوان في السجن مهدي عاكف الدليل الأبرز على ارتباط الجماعة بهذه الحركة، خاصة أن مواقع ونشرات تنتمي لمجموعات تكفيرية نعت المرشد السابق من بينها نشرة "النفير".
على المستوى التسليحي، بعد أن أنهت مصر مناوراتها العسكرية مع الولايات المتحدة "النجم الساطع"، وروسيا "حماه الصداقة"، والمملكة السعودية "فيصل11"، بدأت في التفاوض مع روسيا حول المهمات الفردية العسكرية المستقبلية "راتينك" التي اختبرها جنود سلاح المظلات المصري أثناء المناورات في روسيا، كما تلقت مصر عرضاً من شركة أيرباص للطيران لتزويدها بطائرة النقل العسكري التكتيكي A400M Atlas. البحرية المصرية على موعد قريب مع وصول ثلاثة قطع بحرية جديدة إلى قاعدتها الرئيسية في الإسكندرية، أولها هي فرقاطة الدفاع الساحلي من فئة "بوهانج" التي أهدتها كوريا الجنوبية إلى مصر ليتم تسميتها "شباب مصر" وترقيمها "1000"، القطعة الثانية هي الفرقاطة الفرنسية من فئة "جاويند" والتي تسلمتها مصر بالفعل ووصلت إلى ميناء أمدن الألماني انطلاقاً من ميناء لوريان الفرنسي لتنتظر هناك حتى تصل إليها الغواصة الألمانية من فئة 1400-209 التي تسلمتها مصر من ألمانيا مؤخراً، لتبحران معاً إلى الشواطئ المصرية كي يتم تدشينهما رسمياً خلال عيد القوات البحرية يوم 21 الجاري.
من التطورات اللافتة خلال هذه الفترة، المصالحة الفلسطينية التي رعتها المخابرات المصرية وكان من ثمارها الفورية الضبط المتزايد القوة للحدود من الجانب الفلسطيني، وهذا تكلل بالقبض على نور عيسى قائد تنظيم داعش في غزة، هذا الوضع على الحدود يعطي فرصة اكبر للقوات شمالي سيناء للعمل بشكل مركز على التهديد الداخلي على الأرض، أيضاً كانت لافتة الأنباء التي تداولتها الصحف الأمريكية عن مصادرة مصر في أغسطس الماضي حسب طلب أمريكي لسفينة شحن آتية من كوريا الشمالية كان على متنها الآف القذائف المضادة للدروع من نوع أر بي جي، وتصريح هذه الصحف أن الصفقة كانت في الواقع لحساب مصر، وهو ما نفته مصر التي على ما يبدو كانت تستهدف تزويد الجيش الوطني الليبي بها، هذا الضغط الصحفي الأمريكي يستهدف في مجمله التأثير على صانع القرار الأمريكي في هذا التوقيت الحرج في ما يتعلق بالمسألة الكورية، التي يتم هنا استغلالها لضرب العلاقات المصرية الأمريكية المتحسنة منذ مجئ الرئيس الحالي لمنصبه، وذلك على الرغم من إعلان مصر قطع العلاقات العسكرية مع كوريا الشمالية. من التصريحات المهمة أيضاً تصريح أدلى به رئيس جهاز الأمن الفيدرالي الروسي حول مساعدات مهمة تلقتها روسيا من استخبارات عدة دول ذكر من بينها مصر ساهمت في إحباط عمليات إرهابية على الأراضي الروسية، من المتوقع قريباً أن تنفذ مصر مناورات مع اليونان وذلك حسب تصريحات وزير الدفاع اليوناني الذي أكد أن بلاده ستجرى مناورات مع عدة دول إقليمية، وهي مناورات "منفصلة" مع كل دولة على حدة وليست كما تم التداول في بعض وسائل الإعلام أنها "مناورة مشتركة" مع كل هذه الدول التي من بينها إسرائيل.