الرئيس اللبناني: من سلّم الأرض خارج المحاسبة!.. ويجب إتمام التحقيق

الرئيس اللبناني العماد ميشال عون يجدد تهنئة قائد الجيش وقادة عملية فجر الجرود بالانتصار، ويدعو إلى عدم اللغط بين من سلّم الارض وبين من حررها. وفي سياق آخر يؤكد فتح التحقيق لمعرفة ملابسات خطف العسكريين واحتلال أجزاء من الأرض والرد على الاتهامات كي لا يدان بري ولا يبرّأ مهمل ومتساهل.
  • الرئيس اللبناني ميشال عون

أكد الرئيس اللبناني العماد ميشال عون أنه في السياسة "ثمة مواقف غير وطنية وثمة من يتجاهل أنه لا يجوز اللعب في القضايا الوطنية الأساسية، ولا سيما الأمن الذي يخصّ كل الأحزاب السياسية ومكوّنات المجتمع"، مشدداً على أن "الجيش بعيد جداً عن السياسية"، ومن هنا تبرز قيمته الوطنية.

 

وقال عون إن "من سلّم الأرض بات خارج المحاسبة، ومن حرّرها أصبح وكأنه مسؤول عما حصل في السابق"، مضيفاً أن "البعض حاول أن يسلب من الجيش انتصاره".

وتابع عون "كي نردّ هذه الاتهامات، فتحنا تحقيقاً في الموضوع أساسه معرفة ملابسات خطف العسكريين واحتلال الإرهابيين لأجزاء من الأرض اللبنانية، وذكّرنا بما سبق أن قلناه من أنه يجب عدم إدانة البريء وتبرئة الجاني المهمل والمتساهل الذي أدّى تصرفه اإلى تطور الأوضاع ووصولها إلى ما وصلت اليه".

 

تأكيد الرئيس االلبناني جاء خلال استقباله قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون، يرافقه نائب رئيس الأركان للعمليات، وقادة الوحدات العسكرية الذين شاركوا في عملية فجر الجرود، ومدراء المخابرات والتوجيه والعمليات، الذين حرص عون على تهنئتهم فرداً فرداً على نجاح العملية العسكرية، طالباً إليهم نقل تهانيه إلى الضباط والعسكريين الذين عملوا تحت إمرتهم.

 

وفي مستهل اللقاء، عرض العماد عون للمراحل التي تمّت فيها عملية فجر الجرود، ودور الوحدات العسكرية التي شاركت فيها، مركّزاً على التنسيق الكامل الذي تحقق بين القوى المشاركة وتوزيع المهام في مسرح العمليات، إضافة إلى المؤازرة الجوية واللوجستية والفنية التي مكّنت من تحقيق إنجاز تحرير الأرض في فترة زمنية قياسية، وتكبيد المسلحين الإرهابيين خسائر فادحة.

وأبرز العماد عون ما نفذته الوحدات العسكرية المختصة من تطوير لعدد من الأسلحة الموجودة لدى الجيش، ومطابقتها مع العتاد المتوافر. كما تحدث عن الحضور الإعلامي الذي وفّر مواكبة موضوعية للعمليات الميدانية.

وشكر الرئيس اللبناني على مواكبته الجيش منذ اللحطة الأولى لانطلاق عملية "فجر الجرود"، وحتى انتهائها وإعلان الانتصار.

 

الرئيس عون هنأ قائد الجيش والضباط الحاضرين، متمنياً أن ينقلوا تهنئته إلى مرؤوسيهم من ضباط من رتباء وأفراد، وإلى كل من ساهم في تحرير الأراضي اللبنانية من الإرهابيين، والعثور على جثامين العسكريين الشهداء الذين خطفهم الإرهابيون في 2 آب/ أغسطس 2014، وقال الرئيس "إضافة إلى التهنئة الفردية، فإني أرغب في تهنئتكم كفريق عمل متكامل لأنه لا انتصار في اي معركة ما لم تكن الصفوف متراصّة والعمل منسّقاً بهدف السيطرة على حقل المعركة، وهذا يحقق الانتصار".

 

الرئيس اللبناني تطرّق إلى بعض المواقف التي رافقت تنفيذ العملية العسكرية وتلتها، فقال"في السياسة، ثمة مواقف غير وطنية، وثمّة من يتجاهل أنه لا يجوز اللعب في القضايا الوطنية الأساسية، ولا سيما الأمن الذي يخصّ كل الأحزاب السياسية ومكوّنات المجتمع".

وتابع "لقد حصل لغط كثير، من سلّم الأرض بات خارج المحاسبة، ومن حرّرها أصبح وكأنه مسؤول عما حصل في السابق، وحاول البعض أن يسلب من الجيش انتصاره.. إن الجيش اللبناني بعيد جداً عن السياسة، وهو يحافظ على البلد، ومن هنا تبرز قيمته الوطنية".

 

واستطرد الرئيس عون قائلاً إن "هذا الحق محفوظ للذين استشهدوا في الميدان معكم، وقد ذكرناهم بالأمس إلى جانب الشهداء الذين استرجعنا جثامينهم، وهذا أمر مهم جداً يدل على أننا متضامنون مع جميع الشهداء الذين سقطوا قبل المعركة وخلالها".

 

الرئيس اللبناني ختم قائلاً "لا يمكن الانتصار في معركة دون وجود أركان ناجحة، فالتنسيق بين القيادة والجنود في الميدان أمر بالغ الأهمية، والمعركة متحركة ومن الصعب إدارتها، كما أن المناورات والتدريبات التي قمتم بها ساعدت كثيراً في التقليل من الخسائر، وهو أمر جيد"، مجدداً تهنئته، ومشدداً "آمل ألا نضطر إلى خوض معارك جديدة، وأن يتعزز الاستقرار الأمني في لبنان، إنما وكما يقول كل جندي "إذا دعاني الواجب، فأنا حاضر".

المصدر: الميادين نت