داعش يدمر أقدم كنيسة في الموصل

داعش يدمر دير مار ايليا الذي صمد بوجه الكوارث الطبيعية و الإنسانية لأكثر من 1400 عام.
  • صور لدير مار ايليا قبل التدمير عبر القمر الإصطناعي
لأكثر من ألف وأربعمئة عام صمد دير مار ايليا في وجه العوامل والكوارث الطبيعة والإنسانية على جانب نهر دجلة جنوب الموصل، لكنه لم يصمد في وجه متفجرات داعش الذي دمّره اليوم عن بكرة أبيه. الدير أسسه الراهب إيليا الحيري (نسبة إلى مدينة الحيرة) في نهاية القرن السادس الميلادي وترك كل ما يملكه للتنسك، فبنى ديره هذا. ولأربعة عشر قرن شهد هذا الدير صلوات وإضاءة شموع حتى جاءه داعش وزرع فيه متفجراته واحاله أثراً بعد عين. صور الأقمار الاصطناعية لمنطقة الدير أكدت العمل الإجرامي. كان الدير قد رمم جزئيا، وهو عبارة عن مبنى مساحته 27 ألف قدم مربع، مشيّد بالحجر والطين.و على الرغم من أن سقف هذا الصرح التاريخي لم يكن موجودا إلى حد كبير، كان يحوي المبنى 27 غرفة بما فيها المحراب والمعبد. وأكدت المعطيات أن الفترة التي وقع فيها التدمير هي ما بين آب/ أغسطس وأيلول / سبتمبر من العام 2014. القس العراقي بول ثابت حبيب يقول إن" التاريخ المسيحي في الموصل يسحق بوحشية معلم مهم في تاريخ كنائس العراق قد دُمر بالكامل." 

  • الدير قبل (يمين) وبعد (يسار)
ويضيف "استخدمت جرافات ومعدات ثقيلة وربما متفجرات في تدمير تلك الجدران، لقد دمروها تماما".
سوزان بوت، مديرة مشروعات في معهد داركمان في جامعة آريزونا بالولايات المتحدة، قضت أكثر من عامين في مسح وترميم الدير.  تصف "بوت" الأمر بأنه "خسارة لا يمكن أن تعوّض. علينا أن نحزن على الخسارة التي تكبدتها الأجيال القادمة التي لن ترى هذه المواقع، وتجرّب شعور النظر حولهم ورؤية ما استطاع أجدادهم القيام به." إن القائمة التي تخسرها أجيال العراق والعالم على يد حاملي الفكر الظلامي طويلة، فالدير ينضم اليوم إلى أكثر من 100 موقع ديني وتاريخي تعرض للنهب والتدمير الممنهج، عدا المتاحف والمكتبات وحرق الكتب بينما سحقت الأعمال الفنية أو تم تهريبها.

المصدر: الميادين + الوكالات