بوتين يأمر ببدء سحب القوات الأساسية من سوريا بالتنسيق مع الأسد
جاء ذلك عقب لقاء ثلاثي جمع بوتين بشويغو ووزير الخارجية سيرغي لافروف، الاثنين 14 اذار/ مارس في الكرملين.
واعلن الكرملين أن "جميع ما خرج به اللقاء (الثلاثي) تم بالتنسيق مع الرئيس السوري بشار الأسد".
واعتبر بوتين أن "المهمات التي كلفت بها القوات الروسية في سوريا تم انجازها"، وان قرار سحب القوات الأساسية إتخذ بعد تحقيق العملية العسكرية أهدافها الرئيسية في إلحاق هزيمة بالارهاب وإطلاق العملية السياسية في سوريا.
وقال خلال اللقاء: "أعتبر أنه تم تنفيذ أغلب مهمات وزارة الدفاع والقوات المسلحة، لذلك أمر وزير الدفاع ببدء سحب الجزء الأساسي من مجموعتنا الحربية من الجمهورية العربية السورية"، منوها بأن "الجانب الروسي سيحافظ من أجل مراقبة نظام وقف الأعمال القتالية على مركز تأمين تحليق الطيران في الأراضي السورية".
وأكد بوتين كذلك أن "القاعدتين الروسيتين في حميميم وطرطوس ستواصلان عملهما كما في السابق"،مؤكداً على وجوب تأمين القاعدتين بشكل محكم من البحر والبر والجو.
. كما كلف بوتين وزير الخارجية "بتعزيز المشاركة الروسية في تنظيم العملية السلمية لحل الأزمة السورية".
وفي اتصال هاتفي أجراه بوتين مع نظيره السوري بشار الأسد، أقر الجانبان بأن الهدنة أسهمت في تراجع حاد لوتيرة سفك الدماء في سوريا، وتحسن الوضع الإنساني في البلاد، وتهيئة الظروف المواتية لبدء عملية التسوية السياسية للنزاع تحت إشراف الأمم المتحدة.
وأشار الرئيسان إلى أن عمل سلاح الجو الروسي سمحت بتحقيق نقلة نوعية في محاربة الإرهابيين وتشويش بنيتهم التحتية وإلحاق بهم خسائر بشرية جسيمة، حسبما جاء في بيان صدر عن الكرملين.
وقال الرئيس الروسي إن الجيش السوري وحلفاؤه قلبوا المعادلة ويمسكون بزمام المبادرة العسكرية في سوريا.وأن القوات المسلحة الروسية قد نفذّت المهمات الرئيسية التي كلفت بها، وتم الاتفاق على سحب الجزء الأكبر من مجموعة الطيران الحربي الروسي من سوريا، مع إبقاء مركز مكلف بضمان تحليقات الطيران في سوريا، وذلك بهدف مراقبة تنفيذ شروط وقف الأعمال القتالية.
وقال بيان الرئاسة السورية إنه "بعد النجاحات التي حقّقها الجيش العربي السوري بالتعاون مع سلاح الجو الروسي في محاربة الإرهاب، وعودة الأمن والأمان لمناطق عديدة في سوريا، وارتفاع وتيرة ورقعة المصالحات في البلاد.. اتفق الجانبان السوري والروسي خلال اتصال هاتفي بين الرئيسين الأسد وبوتين على تخفيض عديد القوات الجوية الروسية في سوريا، مع استمرار وقف الأعمال القتالية، وبما يتوافق مع المرحلة الميدانية الحالية، مع تأكيد الجانب الروسي على استمرار دعم روسيا الاتحادية لسوريا في مكافحة الإرهاب".
وجاء في البيان أن الرئيس السوري أشاد بمهنية وبطولة الجنود والضباط الروس الذين شاركوا في الأعمال القتالية، وأعرب عن امتناننه العميق لورسيا على إسهامها الكبير في محاربة الإرهاب وتقديم مساعدة إنسانية إلى السكان المدنيين السوريين.
وقالت الرئاسة السورية إن روسيا تعهّدت بمواصلة دعم سوريا لمحاربة الارهاب، كما أشار بشار الأسد إلى استعداد دمشق لبدء العملية السياسية في البلاد أسرع ما يمكن، معرباً عن أمله أن تثمر المفاوضات التي بدأت في جنيف بين الحكومة السورية وممثلي المعارضة بنتائج ملموسة.
بدورها، أكدت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية أن العمليات القتالية مستمرة ضد التنظيمات الإرهابية بالتعاون والتنسيق مع الأصدقاء والحلفاء حتى إعادة الأمن والاستقرار إلى سوريا.
شويغو: القوات الروسية ساعدت على تحرير ٤٠٠ بلدة وما يقارب عشرة الآف كم مربع
وأضاف، "استخدمنا احدث المعدات العسكرية التي اثبتت فعاليتها، لا سيما الصواريخ المجنحة التي أطلقت من السفن والغواصات ومن بحار عالمية مختلفة".
من جهته، كشف وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أنه قد تم تحرير حقول النفط والغاز في محيط تدمر وتسليمها للسلطات السورية وهي بدأت العمل بشكل طبيعي".
وأضاف أن القوات الجو - فضائية دمرت ٢٠٩ منشأة نفطية غير شرعية وثلاثة الاف نافلة نفط كان يستخدمها داعش، كاشفاً أن القوات الروسية ساعدت على تحرير ٤٠٠ بلدة وما يقارب عشرة الآف كم مربع من الأراضي السورية.
وفي ردود الفعل، قالت وسائل إعلام اسرائيلية إن إعلان بوتين سحب قوات من سوريا فاجأ كل دول العالم بما في ذلك اسرائيل، في حين قالت القناة الإسرائيلية الأولى إن الخط الساخن بين اسرائيل وروسيا سيعمل قريباً لمعرفة حجم القوات التي ستغادر سوريا.
بدورها أفادت وكالة إنترفاكس الروسية إن الناطق باسم الهيئة العليا للمفاوضات لوفد الرياض رحّب بقرار موسكو بدء سحب قواتها من سوريا.
واعتبرت المعارضة السورية أن "انسحاب روسي حقيقي من سوريا سيزيد الضغط على السلطات ويفضي الى التغيير"، وقال لمتحدث باسم المعارضة السورية أنه "إذا كان الانسحاب الروسي جاداً فسيعطي محادثات السلام دفعة إيجابية".
بدوره، أعلن وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، إن سحب القوات الروسية من سوريا "سيدفع دمشق إلى بدء حوار سياسي جدّي في مفاوضات جنيف".