الصحف الأميركية تتناول علاقات واشنطن والرياض: ما زالتا تحتاجان بعضهما البعض
ونقلت على لسان الثنائي، توم كين ولي هاميلتون، معدي تقرير التحقيق في تلك الأحداث قولهما ".. فيما يتعلق بـ 28 صفحة (المحجوبة) لا تشكل الدليل القاطع (للتورط)، لكنها عبارة عن بيانات خام صادرة عن مكتب التحقيق الفيدرالي."
وشاطرتها أسبوعية المحافظين الجدد؛ "ويكلي ستاندارد" بالتساؤل عن دوافع شبكة "سي بي اس" للتلفزة بث برنامج خاص بتلك القضية، قبل أسبوعين "لدور المملكة السعودية المزعوم في الهجمات." وأعربت عن رأيها بأن توقيت البث "ببساطة هو زيارة اوباما للرياض، إذ أن تلك السردية كانت إهانة موجهة للسعودية، بينما يدرك السعوديون جيداً أن الجدل الجاري (حول الصفحات) هو محض هراء"، ووصفت الصفحات المذكورة بأنها "تتضمن معلومات حول كيفية تجسس أجهزة الاستخبارات الأميركية على أجهزة الاستخبارات في الشرق الأوسط، التي تتجسس بدورها على شعوبها"، وأضافت إن إدارة الرئيس أوباما "تقر بأن السعوديين كانوا شريكاً معتبراً في مكافحة الإرهاب الإسلامي، وتوفير المعلومات الاستخباراتية التي حالت دون وقوع مزيد من الهجمات ضد مصالح الولايات المتحدة".
وزعمت الأسبوعية أن "الإدارة المقبلة ستضطر لمعالجة الفوضى التي خلفتها سياسة أوباما؛ وأحد أسباب هجوم اوباما على السعودية وتصويرهم برعاة الإرهاب هو بهدف حرف الأنظار عن الأعمال العدائية التي ترتكبها إيران لتمرير اتفاق أوباما النووي."
صحيفة "نيويورك تايمز"، أوضحت أن واشنطن والرياض "لا زالتا بحاجة بعضهما البعض ويتعين على أميركا تقديم ضمانات أمنية للرياض مقابل موافقة دول الخليج العربي وصولها للاحتياطات النفطية، وأن تدعم الهيمنة الإقليمية لأميركا".
وأضافت إن ذلك مطلوب إنجازه "على الرغم من استياء السعودية من الرئيس اوباما كونه لا يمارس سياساته وفق القواعد (التقليدية) التي ربطت التحالف السعودي الأميركي"، وحذرت الصحيفة من "تورط عسكري أميركي جديد في المنطقة، نظراً لفشل السعودية الوقوف بوجه إيران وإخفاقها في تحقيق إصلاحات داخلية"، وكذلك لاستبدالها سياسة التروي سابقاً "بسياسة التحولات المفاجئة وغير المنضبطة، مما يؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار في منطقة مضطربة أصلاً".
وختمت بالقول إنه "بصرف النظر عن مشاعر الاستياء وغضب الطرفين، لا يوجد بديل واقعي لواشنطن أو الرياض التخلي عن الآخر، وهو أمر يواجه الرئيس اوباما صعوبة واضحة في تقبله."
يومية "واشنطن بوست" استعرضت بدورها حرب اليمن والتحولات التي طرأت مؤخراً لاستهداف تنظيم القاعدة "ومعاقله في جنوب البلاد، وهي المرة الأولى للتحالف الذي تقوده السعودية"، وأضافت إن التنظيم استطاع السيطرة على مدينة المكلا الساحلية "مما أقلق الولايات المتحدة".
وأردفت إن "قوات التحالف العربي لم تستهدف تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية من قبل، إذ وفي خطوة بارزة، حولت دولة الامارات مشاركتها في التحالف (السعودي) من مقاتلة الحوثيين إلى تجهيز وإعداد آلاف المقاتلين اليمنيين للقتال ضد القاعدة." وأشارت الصحيفة إلى أن لقاءً رفيع المستوى جرى في شهر شباط/فبراير الماضي ضم ليزا موناكو، مساعدة الرئيس لشؤون الأمن الوطني ومكافحة الإرهاب، والشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبي، امتد ساعتين ونصف، تناول آلية مواجهة التهديد المتنامي لمعاقل القاعدة في جنوب اليمن."
واشنطن تنقل قواتها من سيناء وتقرر تقليص عديدهم
نقلت يومية "لوس انجليس تايمز" عن مصادرها في البنتاغون أن الولايات المتحدة باشرت "نقل قواتها من شبه جزيرة سيناء إلى منطقة أكثر أمناً، بعد تعرضها لهجمات شنها متشددون يرتبطون بتنظيم القاعدة." وأوضحت أن قافلة جنود أميركيين تعرضت لهجوم "بالقنابل في شهر ايلول/سبتمبر الماضي أسفر عن إصابة أربعة جنود أميركيين، بالقرب من موقعهم في قرية الجورة شمال سيناء".وأضافت إن مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية، بينهم آشتون كارتر "أخطروا مصر وإسرائيل (الشهر الجاري) بنيّة تقليص عدد القوات الأميركية، ضمن خطة مراجعة واعادة تقييم للقوات وليس الانسحاب الكامل".