أميركا: التجسس الداخلي.. السياسة الخارجية

مؤسسة هاريتاج تستعرض أساليب الأجهزة الأمنية الأميركية المختصة بالاستخبارات الخارجية في التقاط ومراكمة المعلومات الناجمة عن مراقبة الأميركيين، داخل البلاد؛ وذلك بالتزامن مع جهود الكونغرس الجارية لإعادة تجديد العمل بالقانون الخاص بالتجسس، المعروف بالمادة 702.
  • مؤسسة هاريتاج استعرضت أساليب الأجهزة الأمنية الأميركية المختصة بالاستخبارات الخارجية.
أوضحت مؤسسة هاريتاج  أن جهود المراقبة وتتبع النشاطات الإلكترونية للأجانب عبر شبكة الانترنت، خلال السنوات السبع الماضية، والتي تصل نسبتها الى 25% من مجمل المعلومات الاستخباراتية، اثبتت "أهميتها العالية كمصدر يعتمد عليه ضباط الاستخبارات الاميركيين واعوانهم." وفندت المؤسسة مناهضي المادة 702 الذين "يعتبرون القانون الساري انتهاكا لحقوق الاميركيين .. لخشيتهم ان البيانات المتراكمة وفق صلاحيات المادة المذكورة ستضم معلومات تخص المواطنين الاميركيين؛ والتي يقاربونها بالبيانات التي ذكرها (المتعاقد السابق) ادوارد سنودن." واضافت ان "اي مقاربة في هذا الصدد هي مضللة؛ اذ ان البرنامج (الاستخباراتي) يعد حيويا للأمن القومي الاميركي ويتعين على الكونغرس تجديد صلاحية العمل به في صيغته الراهنة."

     بدوره حذر معهد كاتو من توجهات هيلاري كلينتون، ان حالفها حظ الرئاسة، التي "ستكون اكثر قابلية لاستخدام الخيار والقوة العسكرية" لتحقيق اهداف السياسة الاميركية "وارسالها قوات عسكرية كبيرة، معززة بالعربات المدرعة والطائرات الحربية بغية تحقيق نصر على تنظيم داعش." واضاف ان التنظيم نجح في ترتيب بنيته التحتية وتطوير اساليبه القتالية في حرب المدن، وقد ينشر قواته على مساحات واسعة لتنفيذ مهام حرب الغوار مما "سيضاعف حجم الضحايا الاميركيين، على الارجح."

وشدد المعهد على ان الولايات المتحدة "لم تستطع وقف الهجمات الارهابية في العراق او وقف صعود داعش بعد غزوها العراق عام 2003." وعليه، يمضي المعهد بالقول، من غير المحتمل توقع نتائج مغايرة في ظل رئاسة السيدة كلينتون "خاصة وان اوضاع العراق هي اسوأ حالا مما كانت عليه؛ فضلا عن ان رقعة الاشتباك توسعت لتشمل الاراضي السورية، التي تنذر باشتباك اميركي مع المصالح الروسية هناك .."

سوريا

"الاستراتيجية الاميركية" حيال سوريا والعراق كانت موضع بحث لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية مذكرا بأن "الولايات المتحدة تواجه خيارات سيئة الآن والتي يكاد يكون من المؤكد انها اسوأ بكثير منذ بدء ادارة الرئيس اوباما تدخلاتها العسكرية" في البلدين. واضاف ان الادارة الحالية دأبت على "التصرف التدريجي وغير الحازم والذي رافقه ثمناً عاليا نتيجة غياب التخطيط والتقييم السليم." واعتبر المركز ان الادارة الراهنة "لا زالت تراوح في خانة ردود الفعل للاحداث أملا في عدم المساس وتعكير صفو نهاية ولايتها الحالية." وشدد على ان المطلوب ليس "المراهنة على تقطيع الوقت والتفاوض بشأن تحقيق وقف محدود لاطلاق النار او لوقف الاعمال القتالية في سوريا .. بل تجديد الاهتمام بالبعد المدني للأزمة في كل من سوريا والعراق – وكذلك الأخذ بعين الاعتبار مصالح الدول الرئيسة المؤثرة مثل تركيا وروسيا وايران والدول العربية."

مصر

      اعتبر معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى المعونة المالية السعودية المقدمة لمصر، التي قدرها بنحو 22 مليار دولار، بأنها فرصة ثمينة لتوجه الرئيس السيسي "لاصلاح الاقتصاد المصري .. ثمنا لمنحه السعودية السيادة على جزيرتين في البحر الأحمر،" التي اعتبرها "فضيحة." واشار المعهد الى معارضة شعب مصر القوية وتنظيمه "مظاهرات ضخمة لم تشهدها القاهرة منذ سنوات، مطالبا باسقاط النظام، مما ينذر بأن مصر تتجه نحو انهيار اقتصادي."

واضاف ان الرئيس السيسي "بذل جهودا متضافرة لتشجيع الاستثمارات الاجنبية، بيد انه لم يعالج مشاكل الاقتصاد البنيوية والاساسية في مصر، وأهمها الدور المتضخم للقوات العسكرية في النظام المالي – وسيطرتها على نحو 30 في المائة" من مرافق الاقتصاد. وحث المعهد "واشنطن وصندوق النقد الدولي .. عدم السماح للسيسي بهدر فرص اصلاح اخرى؛ اذ ان الازمة الاقتصادية المصرية لن تهدأ قريبا الا اذا تبنت القاهرة" جملة من الاصلاحات تشمل "تخفيض رواتب القطاع العام."

تنامي القاعدة

أشار المجلس الاميركي للسياسة الخارجية إلى نمو حجم ونفوذ تنظيم القاعدة الأمر الذي يدل عليه "النجاحات الميدانية التي حققتها جبهة النصرة في سوريا والتي تعود في جزء كبير منها الى القدرة على تدفق مجندين جدد؛ مما يدل على ان معرفتنا بظاهرة المقاتلين الاجانب هي غير كافية وفي حالة يرثى لها."

واضاف ان "المستفيد الاول من تمدد جبهة النصرة هو تنظيم داعش، بيد انه ليس الوحيد؛ مما يعني ان تنظيم القاعدة يحسن استغلال الفرصة في وقت الشدائد .. وتحركاته الاخيرة في سوريا تدل على جهوده في اعادة تنظيم صفوفه وبنيته التحتية." وخلص بالقول ان "شبكة بن لادن تتأهب لعودة" جديدة على المسرح الاقليمي.

اغتيال مصطفى بدرالدين

اعتبر معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى اغتيال القائد في حزب الله، مصطفى بدر الدين، بأنه "اكبر خسارة للحزب حتى اليوم في سوريا .. وضربة كبيرة من الناحية العملية، منذ اغتيال رئيس الاركان السابق عماد مغنية عام 2008؛ الذي وصفه زملاءه العملاء (لاسرائيل) بأنه اشد خطورة من مغنية."

واستطرد بالقول ان "اسرائيل هي المشتبه الاساسي في عملية الاغتيال، وربما تكون وراء الحادثة بالفعل .. بيد ان صناع القرار في اسرائيل سيفكرون طويلا ومليا قبل اتخاذ قرار بقتله، لأن خطر التصعيد سيزداد حتى لو جرت سراً." ومضى بالقول ان المجموعات التكفيرية في سوريا هي "احد المشتبه بهم المحتملين .. والمشتبه الأقل احتمالا هي حكومات الخليج التي تدعم" التكفيريين.

واشار الى توخي الحذر مما "ينتظر في المرحلة المقبلة، ومن سيلقي عليه حزب الله" مسؤولية الاغتيال "واذا ما وجّه الاتهام لاسرائيل، فمن المؤكد انه سينتقم لمقتله، مما يعني ان الاسرائيليين سيواجهون فترة طويلة من حالة التأهب القصوى على الحدود الشمالية وفي الخارج – بصورة عامة."

إيران

لفت معهد المشروع الاميركي  الانظار الى ما اعتبره "تدهور الاستراتيجية الايرانية في العراق .. الذي يشهد اذكاء مشاعر القومية العراقية واستياء عارم عابر للطيف العرقي والطائفي" ضدها.

واستطرد بالقول ان ايران "ليست مسؤولة عن مستويات الفساد المذهلة" في الحكومة العراقية، بيد ان تأييدها لعدد من الشخصيات السياسية عزز الادراك العام بأن لايران يد في فشل اداء الحكومة العراقية." كما لفت الانظار الى عودة "الانتهازي مقتدى الصدر ليستثمر حالة الغضب" الشعبي.

المصدر: مكتب واشنطن