مؤتمر "العرب وإيران" يواصل أعماله: إذا حملت السعودية لواء فلسطين سنكون جنوداً خلفها

مؤتمر "العرب وإيران في مواجهة التحديات الإقليمية: الفرص، وآفاق الشراكة" يتابع أعماله في بيروت، والمشاركات تؤكد على ضرورة بناء علاقات التكامل والشراكة بما يخدم شعوب المنطقة.
  • من جلسات اليوم الثاني
تابع مؤتمر "العرب وإيران في مواجهة التحديات الإقليمية: الفرص، وآفاق الشراكة" أعماله في بيروت اليوم، وتمحورت الجلستان الأخيرتان حول أفق النظام الإقليمي الجديد وأسسه ومبادءه، ومجالات التكامل الاقتصادي والتبادل الثقافي، وتولى إدارة الأولى الدكتور زياد الحافظ، بمشاركة الدكتور محمد علي مهتدي، ود. حلمي الشعراوي، ود. جمال واكيم. وكان لافتاً ما جاء في مشاركة مهتدي، حيث أكد أن إيران لا تنافس أية دولة في المنطقة، وتحديداً السعودية، وأنها فقط تمارس مبادئها، وقد حصرت مفاوضاتها مع الغرب الملف النووي، وامتنعت عن استخدام من يوصفون بأوراقها أو عوامل نفوذها في المنطقة، مشيراً إلى أنه ليس لإيران أوراق بل حلفاء، وأنه لا يمكنها أن تتخلى عن مبادئها، وخصوصاً القضية الفلسطينية.

وأضاف مهتدي أنه إذا أرادت السعودية أن تحمل لواء القضية الفلسطينية فنحن مستعدون ان نسير وراءها، وأن نخدم كعسكر خلفها، وأن إيران لديها 15 دولة جارة، بينها الدول العربية التي تربطها بها رابطة الجيرة والدين، وان إيران والعرب هم أبرز من حمل لواء الإسلام.

وبحثت الجلسة الثامنة والأخيرة برئاسة السيد محمد قائمقامي "مجالات التكامل الاقتصادي والتبادل الثقافي". 

وكان النهار الثاني من المؤتمر شهد جلسات عديدة، ترأس الثالثة منها والتي كان البحث فيها متمحوراً حول "الدولة الوطنية: وحدة الكيانات وإدارة المشاركة السياسية، الأستاذ سماح إدريس الذي اعتبر "أننا نعيش  في أزمة حقيقة تطال وجودنا، لكن بعد انتصار المقاومة في 25 أيار 2000 تراجع خطاب الأزمة ليحل محله خطاب الثقة بالذات والأمل بالنصر الذي لم يعد مستحيلاً". وأشار إلى تصاعد الخطاب المذهبي منذ انتصار المقاومة على العدو عام 2006 وصولاً إلى الأزمة السورية وحتى الآن".

ألقى خلال الندوة  الدكتور سعد الله زارعي كلمة  تحدث فيها عن الدور الأميركي والغربي في خلق التيارات الإرهابية في المنطقة من أجل تشويه حركات التحرر الصادقة، كاشفاً عن تصدي إيران لمحاولة زرع التيارات التخريبية من خلال العمل على إصلاحات اجتماعية والاستفادة من البرامج دينية.

وبدوره ألقى أمين اسكندر من مصر كلمة شدد فيها على أنه لا يمكن إبعاد العامل الإسرائيلي عن أحداث المنطقة. ولفت إلى أن التعاون الإسرائيلي المصري هو في أعلى مستوياته الآن.

وقال: "إذا أضعنا البوصلة ونسينا قضية فلسطين سنجد أنفسنا في مستنقع اسمه الصراع المذهبي الذي يستعيدونه من الماضي لإشعال المنطقة بأسرها".

ثم ألقى الدكتور حبيب فيّاض كلمة قال فيها: "نحن أمام كم هائل من المشاكل مقابل القليل من الفرص التي يمكن أن تخرج المنطقة من حالة الظلام التي تعيشها؟ إذا لا بد من وجود حل بين إيران والعرب وبالتحديد بين إيران والسعودية، ولا بد من البحث عن العوامل التي تجمع بين الطرفين".

وأضاف "إذا أردنا معالجة الخطاب السلبي بين الطرفين يجب الـتأكيد على أن المدخل الوحيد الصالح هو تعويم عالم المصالح  والتي هي متوفرة بكثرة وليس الاعتماد على عامل المبادئ التي لم تعد حالة مشتركة"

وأشار إلى أن إيران والسعودية ترغبان بدور خارجي، وكل دولة تعتبر أمنها مهدد بسبب سياسات الدولة الأخرى في حين أن إيران لم تشكل خطراً فعلياً على السعودية ".

وترأس الجلسة الرابعة الوزير محمد فنيش وكانت حول قضايا التباين والنقاش، فاعتبر أن "الواقعية السياسية وأولوية الصراع مع العدو الصهيوني المستفيد من النزاعات القائمة والماضي في اضطهاده وسعيه لتهويد كل فلسطين وتفلت المجموعات التكفيرية والإرهابية بشكل أو بآخر من سيطرة داعميها وتهديدها لأمن المنطقة بل لأمن الانسانية جمعاء، كما أن الحاجة لتنمية مجتمعاتنا ومواجهة التخلف والتعصب والفساد وهدر الثروات وحفظ الموارد والفوائد الكبيرة التي يمكن جنيها من مشاريع اقتصادية واستثمارية تحقق الأمن والسلام للشعوب العربية والإسلامية وتعزيز قدرات المنطقة في مواجهة الاحتلال وداعميه ومشاريع القوى المستكبرة.

ثم قدّم  الدكتور موسى الغرير من سوريا مداخلة حول تأثير الملف النووي الإيراني في العلاقات العربية الإيرانية، فرأى أنه "اذا ما أريد تعميم  نتائج  التجربة الايرانية في التفاوض والاتفاق، وتحويل التحديات الى فرص فلا بد لأطراف العلاقات العربية- الايرانية من تبديد المخاوف التي يتوجس ويشعر بها كل طرف اتجاه الطرف الآخر، والممارسات  التي  ترفضها  دولة على أراضيها  وتمس بسيادتها  لا يجوز أن تشجع على ممارستها في بلدان اخرى، وبالتالي قإن الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤن الداخلية والامتناع عن شن الحروب  ومساندتها  يجب ان تشكل ركائز أساسية في بناء علاقات اخوية متينة تحد من تدخل الأجنبي ومن دوره  في زعزعة أمن واستقرار المنطقة"

وترأس الجلسة الخامسة الأستاذ نصري الصايغ حول "الدولة الوطنية: وحدة الكيانات وإدارة المشاركة السياسية"، فاعتبر أن الحروب في المنطقة كأنها في بدايتها ولم تقطع بعد نصف الطريق إلى الحل. مشيراً إلى نقطة مشرقة في منطقتنا هي محور المقاومة الذي أنقذ الأمة من الخسارة المتمادية ونصب للقوة نماذج، أهم نماذجها المقاومة الإسلامية في لبنان والمقاومة في فلسطين.

ثم تحدث الشيخ جواد الخالصي من العراق، فدعا إلى تقارب الكيانات الموجودة، مشدداً على عدم السماح بتفككها بأية حجة. ورأى أن السبيل للمحافظة على هذه الكيانات  يكون بالمشاركة الكاملة لكل الشرائح في الادارة السياسية للبلد.

وأضاف: "من هنا نفهم اهمية الحوار بين ايران والعرب وبين تركيا والعرب وبين ايران وتركيا بعيداً عن التفكير الطائفي أو العرقي الضيق، وبعيداً عن التكتلات التي يدعو اليها البعض بتوجيه الاعداء وتشجيعهم لايجاد محاور لحرب المقاومة ومحاصرتها وليس لحرب الارهاب العالمي الجديد الذي يمثل الكيان الصهيوني مرتكزه الاكبر وممارسه الأول قبل اغتصاب فلسطين وبعد اغتصابها الخطير والى اليوم".

وخلص إلى أنه "لن يتم مثل هذا الحوار الهادف واللقاء البناء الا باستقلال القرار عن التاثير الاجنبي الذي يدفع دائماً نحو التوتر والازمة بين دول المنطقة وكياناتها".

ثم تحدث الدكتور حسين أكبري من إيران، فرأى أن إيران والعرب هما مدرستان مكملتان لبعضهما وإن كان لديهما خلافات في البعد الطائفي والمذهبي، مشيراً إلى أن المصالح الكبرى بين الطرفين أهم من الخلافات السياسية، لافتاً إلى وجود قسم كبير من العرب ينظر بإيجابية إلى الدبلوماسية الإيرانية.

وقال:" إن إيران تحاول بقدر الإمكان أن تقف بوجه سياسات الهيمنة العالمية وهي حاولت أن تساعد الدول الإسلامية التي تعرضت لعدوان خارجي. وهي كانت دائماً تضع الوحدة الإسلامية نصب أعينها وتتحمل الحروب الباردة التي تساق ضدها. وقد جعلت القضية الفلسطينة في أعلم سلم أولوياتها. وخلص إلى أنه "إذا ما استطاع العرب وإيران الوصول إلى كلمة موحدة يمكنهم أن يكونو مؤثرين في العالم وأن يحلوا القضية الفلسطينية".

واختتمت الجلسة بمداخلة للدكتور معن الجربا من السعودية فقال :"إن الوحدة الإسلامية بين العرب وإيران على سبيل المثال لا يمكن أن تتحقق إلا بجهود من أعلى قمة الهرم الى أسفله، ومن أسفل الهرم الى قمته في نفس الوقت على أن جهود التقريب والتوحيد لن تجدي إذا لم يكن هناك قرار سياسي يأتي من قمة الهرم، هذا القرار السياسي يجب أن يسخر أدوات التعليم والإعلام والمنابر الدينية من أجل مشروع الوحدة من خلال قوانين وعقوبات صارمة لكل من يخالفها. وبالمقابل لا بد للمؤسسات والهيئات والجمعيات المدنية والشعبية والمفكرين والفلاسفة والعلماء أن يهيؤوا الأرضية الخصبة لهذه الوحدة من خلال التنظير والتأصيل وغربلة التاريخ وتنقيته من الشوائب وتحكيم العقل والمنطق ومقاربة الأمور بالحد الأدنى على الأقل. فعلى سبيل المثال هناك أفكار راسخة في عقلية الشارع السني العامي، بينما الواقع التاريخي يقول عكس ذلك تماماً, ولم نجد من يوضح هذه الحقيقة التاريخية للشارع السني بشكل مؤثر من خلال مؤسسات إعلامية أو شعبية أو علمية، على الرغم من أنها معلومات واضحة وبسيطة وممكن الحصول عليها بأقل جهد, حيث سنجد مثلاً أن أكثر من 90% من علماء السنة ومفكريهم كانوا من الفرس، إذن فكيف يكون الفرس أعداء لهم وهم من ساهم في بناء مذهبهم"؟

وترأس الجلسة السابعة السيد محمد مهدي شريعتمدار، وقد تمحورت حول الرؤى المتبادلة، وحول ماذا نريد من الشريك الآخر. وشارك فيها د. اسماعيل لاريجاني، ود. ألبير داغر، ود. علي رضا مير يوسفي، والأستاذ اسكندر شاهر سعد.

على أن تجري الجلسة الختامية للمؤتمر ظهر غد الخميس.

المصدر: الميادين