التقرير الأسبوعي لمراكز الأبحاث الأميركية

حثّت مؤسسة هاريتاج مرشحي الرئاسة الأميركية على بذل جهود فكرية للتعرف على طبيعة "التهديد الآتي من داعش على عموم الشرق الأوسط مطالبة باتخاذ "توجهات صارمة". وأوضحت أن الانجازات التي تحققت في كل من العراق وسورية ضد التنظيم جاءت أسرع بكثير مما كان متوقعاً. وحذرت من الاستمرار بتطبيق نهج الادارة الأميركية الراهنة بزيادة عشوائية للقوات المسلحة إذ ليس بوسع الإدارة المقبلة استنساخ الاستراتيجية الراهنة في مناطق أخرى تخضع لسيطرة التنظيم.
  • معهد كاتو يناشد الإدارة الأميركية المقبلة انتهاج استراتيجية تصاعدية بالتدريج لاقتلاع الارهاب وتعزيز الدمقرطة

كما حذر معهد كاتو من المضي بتطبيق استراتيجية الادارة الراهنة المخففة في منطقة الشرق الأوسط "وما لحقها من فشل". وناشد المعهد الإدارة المقبلة "انتهاج استراتيجية تصاعدية بالتدريج، غير عسكرية الطابع، تضع نصب اعينها اقتلاع الارهاب وتعزيز نهج الدمقرطة في عموم العالم كأهداف طويلة الآمد". وطالب صناع القرار في الدورة القادمة "الابتعاد عن هدف الحاق الهزيمة العسكرية بالارهاب، وتركيز الأنظار على تخفيف الأضرار الناجمة عن الهجمات الارهابية عبر تطوير سبل المعلومات الاستخباراتية وتعزيز هيبة القوى الأمنية". وأوضح أنه ينبغي على الولايات المتحدة في الحقبة المقبلة "الاقلاع عن سبل تحفيز التغيرات الديموقراطية الثورية (في المنطقة)، وحثّ الدول الاستبدادية على تطبيق اصلاحات ليبرالية تدريجية، عوضاً عن ذلك" لارساء الأرضية المطلوبة لنجاح الدمقرطة حين حدوثها.


العراق

دأب معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى على اصدارته المتتالية في شأن الظروف التي تقف عقبة أمام ترسيخ الديموقراطية في العراق، وتناول في "الدراسة السادسة من السلسة آفاق تطبيق الاصلاحات السياسية في عموم منطقة الشرق الأوسط.. وما ينتظرها من عقبات تهدد نظام الحكم الديموقراطي في العراق، في ظل الخيار البديل الأخطر المتمثل بسلطة العصابات المسلحة".وأضاف أن "نظام الفساد المستند على المحسوبية السياسية يجسد المخاطر أمام مسيرة السياسات الانتخابية الديموقراطية.. فضلاً عن أن نظام العراق الديموقراطي يواجه تهديداً خطيراً من قبل الميليشيات المتطرفة.. التي تعتقد أن بامكانها تسخير مشاركتها في الحرب ضد داعش لجني مكاسب دائمة ونفوذاً قانونياً معززاً. 

روسيا و"اسرائيل"

استعرض معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى نتائج زيارة بنيامين نتنياهو لموسكو للدلالة على "نضوج العلاقات الاسرائيلية – الروسية، تتويجاً لمضي 25 عاماً على إعادة العلاقات الرسمية بينهما.. وأضحت روسيا في عهد بوتين أكثر حزماً (في) عملية السلام في الشرق الأوسط". وأوضح المعهد أن الرئيس فلاديمير بوتين "سعى لتحسين العلاقات مع اسرائيل منذ تبوئه السلطة في آذار/ مارس عام 2000. ولدى البلدين اتفاق بشأن السفر السياحي دون الحصول على تأشيرة لمواطنيهما". ومضى بالقول إن الرئيس بوتين "شبّه صراع روسيا ضد الارهاب (الشيشان) بصراع اسرائيل ضده.. وأجرى هذه المقارنة في اجتماعات عدة مع مسؤولين اسرائيليين رفيعي المستوى.كما أن رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق أرييل شارون، الذي يجيد اللغة الروسية، وصف الرئيس الروسي بالصديق الفعلي لاسرائيل .. وكانت (اسرائيل) من بين الدول القليلة التي لم تنتقد بوتين على خلفية الاجراءات التي اتخذها في الشيشان". واستدرك المعهد بالقول إنه "على الرغم من تحسن العلاقات الثنائية، لا تزال هناك خلافات كبيرة" بين موسكو وتل أبييب، سيما وأن "بوتين رفض تصنيف (حركة) حماس كمنظمة ارهابية.. فضلاً عن دعم روسيا لبرنامج ايران النووي واتجارها بالأسلحة مع سوريا." كما أن "انخراط روسيا مؤخراً في سوريا سيعقد الوضع بالنسبة لاسرائيل، على الأرجح. وتنذر الضربات الأخيرة في جنوب سوريا (الجولان) بقيام مشاكل أخطر لاسرائيل". وخلص بالقول إن "اسرائيل لا زالت تعتبر روسيا لاعباً مهماً في الشرق الأوسط ولا ترغب بحدوث أزمة ثنائية خطيرة معها، خاصة في ظل الانسحاب الغربي من الشرق الأوسط وما يشكله من تقلص خيارات"تل أبيب.

تركيا

 أعرب معهد أبحاث السياسة الخارجية عن قلق شديد لدى أوساط المؤسسة الحاكمة الأميركية من مضي الرئيس التركي أرودغان تعزيز مفاصل السلطة بين يديه "مما ثبت أن النظام البرلماني التركي ليس إلا حبراً على ورق، وأضحى نظاماً رئاسياً في الواقع، ويتأرجح على حافة الاستبداد، ولا أحد يستطيع التحقق من المدى الذي سيذهب إليه اردوغان في سعيه إلى السلطة". كما أعرب عن اعتقاده بمضي الرئيس أردوغان تطبيق استفتاء عام لضمان ديمومة تغيير النظام التركي"من برلماني إلى رئاسي.. بيد أن التطورات في الشهر الماضي دلت على أنه لا يزال في جعبة أردوغان أدوات سياسية يسخرها في تحقيق تغيير بطيء في آلية عمل الحكومة التركية، والأشد قلقاً، تمكنه من تركيز سلطته السياسية".

الانفاق العسكري الاميركي

ناشدت مؤسسة هاريتاج أعضاء الكونغرس عدم المساس بالميزانية العسكرية وتعويض الميزانيات المطلوبة للشأن الدفاعي "بتخفيض الانفاق على قطاعات أخرى". وأضافت أن "بعض أعضاء مجلس الشيوخ يطالبون بزيادة الاستثمار والانفاق في برامج الجهوزية العسكرية بكلفة قدرها 18 مليار دولار مما سيهيء قواتنا العسكرية لمواجهة أفضل لتحديات المستقبل". وأوضحت أنه "ينبغي علينا زيادة حجم الانفاق على مجال الأمن القومي، وتطبيقه بشكل صحيح.

في هذا الصدد، تلقى السيناتور جون ماكين، الذي تبنى توصيات مؤسسة هاريتاج، صفعة قاسية من زملائه في الحزب الجمهوري لاسقاط توصيته بتبني مجلس الشيوخ زيادة في الميزانية العسكرية، قيمتها 18 مليار دولار، يوم الخميس 9 حزيران. وانضم للتصويت ضد توصيته 11 عضو جمهوري، منهم 4 أعضاء في لجان الميزانية التابعة للكونغرس. على الطرف الآخر، مجلس النواب. أضافت "لجنة القوات المسلحة" مبلغ 18 مليار دولار لميزانيتها المقترحة لشؤون الدفاع، والتي هدد الرئيس أوباما باستخدام حق الفيتو لاسقاطها، مدركاً أن خصومه الجمهوريين ليس بوسعهم حشد ثلثي الأصوات لافشال مسعاه.

حذّر معهد كاتو من نزعات الهيمنة والتدخل المستشرية في المؤسسة الحاكمة الأميركية، مذكراً اقرانه "بكيفة شعور الأميركيين لو أن قوة (دولية) كبيرة جنّدت عدداً من دول أميركا الوسطى بالاضافة لكندا والمكسيك للانخراط في حلف عسكري موجه ضد الولايات المتحدة". وأجاب أن الأميركيين سيعتبرونها "خطوة غير صديقة حقاً وينطوي عليها أعمالاً استفزازية". وعليه، أضاف "كيف ينبغي علينا الافتراض بأن روسيا ستتصرف بشكل مغاير عن الولايات المتحدة في مسألة تتعلق بحدودها.. كما أن للجغرافيا أحكامها؛ فالدول الكبرى ستسعى للحفاظ على مكانتها المتقدمة بين دول الجوار".وحذر المعهد من "مضي الولايات المتحدة تجاهل تلك الحقيقة المبدئية في العلاقات الدولية وتحمل التبعات الكبيرة".

المصدر: مكتب واشنطن