الاستخبارات الإسرائيلية: الحرب المقبلة مع حزب الله لن تكون سهلة

رئيس شعبة الاستخبارات العسكري الإسرائيلي اللواء هرتسي هليفي يقول أمام مؤتمر "هرتسليا 16" إنّ الوضع في المنطقة تحسّن بالنسبة لإسرائيل ويضيف إن البيئة مركبة وقابلة للانفجار وإن شرق أوسط فقير يعد مرتعاً جيداً للتطرف الديني ولمنظمات الارهاب. ويشير إلى أن الحرب المقبلة مع حزب الله لن تكون سهلة.
  • هليفي وصف الوضع في الشرق الأوسط بأنه "حالة من اللاستقرار المستقر"
حذر هرتسي هليفي رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية من أن أي مواجهة مقبلة ستخوضها اسرائيل مع حزب الله ستكون أكثر صعوبة من أي مواجهة سابقة.

وأضاف هليفي في مؤتمر هرتسيليا 16أن حالة عدم الاستقرار التي تعيشها دول المنطقة جعلت جيوشها أضعف من ذي قبل. وأشار إلى أن المعركة القادمة خاصة في الشمال ستكون مختلفة سواء عن حرب لبنان الثانية أو عن عملية "الجرف الصلب"، موضحاً أنها أيضاً ستكون مختلفة عن الحروب التي وقعت منذ حرب يوم الغفران وما سبقها.

وقال هليفي "في حرب يوم الغفران سقط لنا في الجبهة الداخلية قتيل واحد من صاروخ "فروغ"  أطلق من سوريا. وأكد "نحن نسبة لاعدائنا أقوى من أي مرة"، معتقداً أن الجيش الاسرائيلي يمكن ان يواجه أي تحد. لكنه في المقابل رأى أن السبيل لتحقيق ذلك ليس بسيطاً ولا سهلاً،  وأنه كما يحصل في الحروب سيكون لذلك أثمان"، على حدّ تعبيره.

وقال هليفي إن " شرق أوسط فقير يعد مرتعاً جيداً للتطرف الديني ولمنظمات الارهاب". واعتبر أن الوضع "تحسّن من جهة، فنحن أقوى من كل الجهات المحيطة بنا، ومن جهة ثانية نحن في بيئة مركبة، ويمكن القول انها قابلة للانفجار،  ويمكن القول إن "الوضع تحسّن لكن بات مركباً".

وأردف قائلاً "يمكن وصف الوضع في الشرق الأوسط بأنه  حالة من اللاستقرار المستقر، علينا أن نعتاد على أنه غير مسقتر ، فإسرائيل هي الجهة الأقوى في المنطقة والجيوش الكبيرة آخذة في الضعف، وآخذة في التغيّر، ومن حولنا تتطور تهديدات جديدة - تهديد النار، تهديد التسلل بطرق مختلفة".

وأوضح "ثمّة لخطواتنا تأثير كبير جداً على الشرق الأوسط، وأسمح لنفسي القول أن هذا التأثير اكثر من السابق، الحروب تغيّرت، يجب القول أيضاً أن تجربة الحرب بين الجبهة وبين العمق ( اوالجبهة الداخلية) تغيرت، وتجربة العمق  الجبهة الداخالية في المواجهة القادمة التي سنخوضها ستكون أصعب". 

واستفاض هليفي بالقول"في حرب الغفران، سقط لنا قتيل واحد في الجبهة الداخلية، في المواجهة المقبلة الوضع سيكون مختلفاً كلياً،  وسنتصدى لكل تحدٍ نواجهه،  لكن من المهم أن تعرف أن السبيل لتحقيق ذلك لن يكون سهلاً ولا بسيطاً. كما يحصل في الحروب، سيكون لذلك أثمان".

 وخلال تطرّقه إلى الموضوع الفلسطيني قال هليفي أنه "في الساحة الفلسطينية نحن نرى تحديات كبيرة جدًا. منذ بداية شهر تشرين الأول/ اكتوبر "نحن نمر بموجة إرهاب منفردين تعتمد على قاعدة التحريض، التي لم تجر الشارع الفلسطيني كله. هذا التصعيد هو أكثر من تصعيد ما بعد الحداثة- وهو معارض للأيديولوجيا أكثر من الأيديولوجيا. هناك منحى إنخفاض، السؤال هو ليس إذا كان ستحصل عمليات في المستقبل بل كيف نخفض هذه العمليات ونقلص "نوعيتها".

وفي المسألة السورية شدّد هليفي أن "الإستراتيجية التي إختارتها إسرائيل بعدم التدخل في هذه المواجهة هي إستراتيجية صائبة"، وقال "تدخلنا مرتين: في أمن الحدود وفي القضايا الإنسانية- كل من يأتي إلى الحدود يحظى بعلاج طبي, هكذا نحن نتصرف".

 وتطرّق رئيس شعبة الإستخبارات إلى السعودية وقال "هذه ليست السعودية التي نعرفها قبل سنة ونصف. يوجد مسار آخر وبيئة داعمة حولها ترغب بقيادة العالم السني. هي تدير إصلاحات داخلية هدفها إدارة إقتصاد مختلف غير مرتبط بالنفط. جزء من مصالح دول سنية هي التقارب منا وهناك فرص لذلك". 

 

اتصالات سرية مع دول عربية

 وفي مؤتمر هرتسليا أيضاً أكد المدير العامّ  لوزارة الخارجية الاسرائيلية دوري غولد أن إسرائيل تجري اتصالات سرية مع دول عربية معتدلة.

المسؤول الاسرائيليّ قال "إنّ كثيراً من الدول يخشى من تعاظم قوة إيران عدا أنّ ما سمّاه الموضوع الفلسطينيّ لم يعد يحتلّ المكان الأول، وبات في مرتبة متدنّية وهو لم يعد أساسياً لإقامة علاقات مع العالم العربيّ السنّي"، على حد قوله.

المصدر: وسائل إعلام إسرائيلية