مؤتمر هرتزليا.. كيسنجر مذعور من مستقبل إسرائيل واليهود

مؤتمر هرتزليا يستضيف وزير الخارجية الأميركي ومستشار الأمن القومي الأسبق هنري كيسنجر. والأخير يقول إن إسرائيل هي الأقوى في المنطقة في المدى المنظور، لكنها ستواجه تحديات كبيرة على المدى البعيد، إلى جانب وجود فرص جديدة مع بعض الدول العربية التي تتعاون حالياً معها في بعض الجوانب الخاصة".
  • كيسنجر في هرتزليا
نظمت إسرائيل على جري عادتها بدءاً من يوم الثلاثاء الفائت "مؤتمر هرتزليا للمناعة القومية"، ويناقس المؤتمر في نسخته الحالية المخاطر التي تواجهها تل أبيب في محيط ملتهب، وتأثيرات ما يجري في المنطقة على إسرائيل. ويجري المؤتمر في دورته الـ16 هذا العام تحت عنوان "أمل إسرائيلي.. رؤيا أم حلم؟"

ويشارك في المؤتمر قادة سياسيون وعسكريون، وباحثون وأكاديميون، بالإضافة إلى دبلوماسيين وخبراء إستراتيجيين من إسرائيل وخارجها، يجتمعون لمناقشة المخاطر الأمنية الاستراتيجية المحدقة بها، والتطورات التي تشهدها المنطقة، وكيفية الاستفادة منها.

اللافت هذا العام كان مشاركة عدد من الشخصيات العربية، حيث تم الكشف عن لائحة مؤلفة من شخصيات عربية شاركت بالحضور، او تحدثت في المؤتر. ومن هؤلاء عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني (أمين عام جبهة النضال الشعبي الفلسطيني) الذي ألقى كلمة أمام المؤتمر، ونائب رئيس لجنة التواصل مع المجتمع "الإسرائيلي" بمنظمة التحرير الفلسطينية الياس زنانيري، ورئيس القائمة العربية المشتركة بالداخل الفلسطيني المحتل عام 48 أيمن عودة، ومن جامعة تل أبيب فاديا أبو الهيجا، والسفير المصري لدى تل أبيب حازم خيرت، وسفير الأردن وليد عبيدات، وممثلاً عن "الجيش السوري الحر" هو عصام زيتون، والمدير السابق لمعهد بروكينغر بالدوحة سلمان الشيخ، والأستاذ الجامعي الأردني رياض الخوري.

وتحدث مجدلاني معلناً تمسك القيادة الفلسطينية بحل الدولتين، القائم على أساس مقررات المبادرة العربية القاضية بانسحاب إسرائيل إلى حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967، وأن تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، مع حلٍ عادلٍ لقضية اللاجئين. وشكك مجدلاني في نيات حكومة إسرائيل بشأن السلام، وقال إنها "الحكومة الأكثر تطرفاً وإنها تنحى نحو الفاشية". 

واستضاف المؤتمر هذا العام وزير الخارجية الأميركي ومستشار الأمن القومي الأسبق هنري كيسنجر كضيف شرف. وأعرب كيسنجر في مشاركته عن "ذعره" من مستقبل إسرائيل واليهود"، ورأى أن إسرائيل هي الأقوى في المنطقة في المدى المنظور إسرائيل، لكنها ستواجه تحديات كبيرة على المدى البعيد، إلى جانب وجود فرص جديدة مع بعض الدول العربية التي تتعاون حالياً معها في بعض الجوانب الخاصة".

ملاحظة كيسنجر وافقه فيها رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي في افتتاح أعمال المؤتمر، حيث أكد أن اسرائيل هي الدولة الأقوى عسكرياً في الشرق الأوسط، لكنها أصبحت تواجه "منظمات أرهابية" وليس جيوشاً نظامية، معتبراً أن ذلك يعقد فرص إحراز النصر بالنسبة لإسرائيل. ووصف هليفي حزب الله اللبناني بأنه أكثر هذه التنظيمات تهديداً لأمن إسرائيل من حيث قدراته الصاروخية والقتالية.

وتحدث هليفي عن الحرب المقبلة مع حزب الله قائلاً إنها لن تكون سهلة، مؤكداً أن بلاده طورت قدراتها في مواجهته. وقال: إن الأمين العام لحزب الله "السيد حسن نصر الله" لو كان يعرف قدراتنا والمعلومات التي لدينا ومدى استعدادنا لما خاطر بمواجهة جديدة مع إسرائيل، نحن سنعيد بناء ما ستدمره الحرب، لكن لبنان سيتحول إلى دولة لاجئين". وأضاف "إن أسوأ نهاية ممكنة للصراع في سوريا بالنسبة لإسرائيل هي اندحار تنظيم الدولة الاسلامية وانحسار رقعة نفوذه وتأثيره وترك الدول العظمى للمنطقة وبقاء المحور الرديكالي المتمثل بإيران وحزب الله".

وقال هليفي إن الإستراتيجية الإسرائيلية في التعامل مع حركة حماس، تستند إلى ثلاثة أسس: إبقاء حماس في حالة ردع، وتقليص قدرتها على تطوير قدراتها القتالية، والعمل على تحسين الأوضاع الاقتصادية المزرية في قطاع غزة؛ حتى يكون للفلسطينيين ما يخسرونه في أي مواجهة مقبلة، وقال إن حماس لا ترغب فيها في الوقت الراهن.