بنما توّسع "شريانها الحيوي"
القناة التي انشأتها الولايات المتحدة عام 1914 خلال وجودها العسكريّ في بنما بهدف ربط المحيطين الاطلسيّ والهادئ في وسط أميركا اللاتينية تعتبر "الشريان الحيوي" لهذه الدولة الصغيرة وتشكّل معبراً إلزامياً لخمسة بالمئة من التجارة البحرية العالمية، أما الدولتان الرئيسيتان اللتان تستخدمانها فهما الولايات المتحدة والصين.
وستكون الدولة البنمية أول المستفيدين من تحسّن عائدات القناة.
وبنما هي إحدى دول وسط أميركا الوسطى، مساحتها 78200 كلم مربع، يحدّها من الشمال البحر الكاريبيوالمحيط الأطلنطي ومن الجنوب المحيط الهادئ ومن جهة الجنوب الشرقي كولومبيا ومن جهة الشمال الغربي كوستاريكاـ تقع على جزء من اليابسة الذي يربط بين أميركا الشمالية وأميركا الجنوبيةوالذي يبلغ طوله 770 كلم علىالمحيط الأطلسي و417 كلم على المحيط الهادئ..
والقناة المذكورة عبارة عن ممر مائي يعبر برزخ بنما ويصل المحيط الأطلسي والهادي، وتعتبر عملاً هندسياً فريداً من نوعه ومن أعظم الإنجازات الهندسية في العالم ، وكذلك هي من أهم المسطحات المائية الموجودة على سطح الأرض وتمتد لمسافة تصل إلى 63,8 كم من خليج ليمون على المحيط الأطلسي إلى خليج بنما على المحيط الهاديء، وتستخدمها نحو 120 ألف سفينة سنوياً.
والجدير ذكره هاهنا أن آلاف العمال اشتغلوا في هذه القناة لمدة عشر سنوات مستخدمين مجارف البحار وآلات رفع التربة لكي يقوموا بشق طريقهم عبر الغابات والتلال والمستنقعات.
القناة تعدّ ممراً مائياً حيوياً من الناحية التجارية والعسكرية
يتطلب تعويم باخرة واحدة عبر محابس قناة بنما أكثر من 190 مليون لتر من المياه العذبة. ونظراً للعدد الكبير للسفن الذي يعبر هذه القناة كل عام، فإن هذا يؤدي إلى استهلاك ما يعادل 2660 بليون لتر ماء سنويا. والماء هو مادة حيوية لاقتصاد بنما.
تجني قناة بنما عائدات مالية تزيد على بليون دولار سنوياً، أو ما يعادل نسبة 6 % من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، كما أنها تدعم صناعات متصلة بحركة مرور البواخر مثل التجارة والمصارف والتأمين والخدمات البحرية.
إلى ما تقدّم، تعد القناة ممراً مائياً حيوياً من الناحية التجارية والعسكرية حيث يمرّ خلالها من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهاديء أعداد كبيرة من السفن يصل معدلها اليومي إلى 37 سفينة في اليوم الواحد.
السفن التي تبحر عبر قناة بنما تقوم أكثرها بشكل عام في نقل البضائع بين موانىء الولايات المتحدة الأميركية، كما أن اليابان وكندا تستخدمان القناة بشكل مستمر.
وتجدر الإشارة إلى دخول كميات ضخمة من المعدات العسكرية والحربية، فضلاً عن الجنود خلال الحرب العالمية الثانية والحربين الكورية والفيتنامية عبر قناة بنما.