طبيعة ومراحل العلاقات الإسرائيلية - الإفريقية

رئيس الحكومة الاسرائيلية يزور دولاً في القارة الإفريقية، حيث تقيم اسرائيل علاقات دبلوماسية مع 40 دولة منها، محاولاً أن يفتح أفريقيا أمام إسرائيل من جديد، على أكثر من صعيد، ولا سيما ديبلوماسياً.
  • نتنياهو هو ثالث رئيس حكومة في إسرائيل يزور القارة الإفريقية
بنيامين نتنياهو  هو ثالث رئيس حكومة  في إسرائيل  يزور القارة.

من بين 48 دولة تشكّل ما يُسمّونه في وزارة الخارجية الإسرائيلية "أفريقيا أسفل الصّحراء" (الدول الواقعة فوق الصحراء تُعتبر في الوزارة كجزء من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، لدى إسرائيل علاقات دبلوماسية مع 40 منها. سفارات إسرائيل فاعلة في عشر دول: جنوب أفريقيا، كينيا، نيجيريا، الكامرون، أنغولا، أثيوبيا، أريتريا، غانا، ساحل العاج والسنغال. يعين لباقي الدول سفراء غير مقيمين. لـ 15 من دول القارة سفارات دائمة في إسرائيل.

 

العصر الذّهبي في العلاقات بين إسرائيل وأفريقيا كان في السّتينيات، عندما أرسلت إسرائيل إلى القارة مرشدي زراعة، طبابة، مستشارين عسكريين ومندوبي شركات بناء.

انتهى هذا العصر بعد عدوان السّتة أيام، عندما احتلت إسرائيل أراضٍ عربية وفلسطينية.

 بعد حرب تشرين عام 73، طرأ تراجع آخر، ومعظم دول أفريقيا قطعت العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، التي من جهتها وجدت حليفاً جديداً في القارة- النظام العنصري في جنوب أفريقيا، والذي شكلّت العلاقة معه، بحسب خبراء في إسرائيل، وصمة عار في تاريخ العلاقات الخارجية والأمنية الخاصة بإسرائيل.

 

نتنياهو يحاول، كما قال، أن يفتح أفريقيا أمام إسرائيل من جديد، على أكثر من صعيد، ولا سيما ديبلوماسيا. وزارة الخارجية الإسرائيلية تعتبر دول القارة الإفريقية، كتلة تصويت يمكنها أن تؤثّر وحتّى أن تمنع قرارات ضد إسرائيل في الأمم المتّحدة وفي وكالاتها والمنتديات الدولية الأخرى. 


على الرغم من أن دول أفريقيا مستعدّة للتصويت ككتلة واحدة بحسب الموقف الذي حدد في "الاتّحاد الأفريقي" (في السابق منظمة الوحدة الأفريقية)، تشير مصادر في وزارة الخارجية الإسرائيلية، لصحيفة معاريف، إلى سوابق نتج عنها مؤخراً خرقاً في الكتلة، حيث صوّتت دولاً معيّنة خلافاً للموقف المُوحّد. 

المجال الاقتصادي

في المجال الاقتصادي. تُعد أفريقيا بنظر إسرائيل، قوة اقتصادية رائدة وسوق محتمل لتصدير البضائع والخدمات. حتى الآن لم تستغل إسرائيل هذه الإمكانية. ميزانية التبادل التجاري بين إسرائيل وكل دول القارة تصل بصعوبة إلى مليار دولار، في حين أن ثلثين منها هي تجارة في جنوب أفريقيا، خصوصاً الماس.


 في هذا المجال، يقول خبراء إسرائيليون، إن سمعة إسرائيل سيئة أحياناً بسبب طمعهم وأساليب عمل بعض أصحاب رؤوس العمل الكبيرة للإسرائيليين الذين يعملون في القارة. كغيرهم، هم ينجذبون إلى أفريقيا بسبب غناها بالموارد الطبيعية- ماس، حديد، قصدير وغيرها. أحياناً، من أجل نيل امتيازات استخراج الموارد، يبنون علاقات وثيقة مع حكّام متوحّشين، مستبدين، يعتدون على حقوق الإنسان، وحتى يطلبون منهم، عبر العلاقات معهم، المساعدة في تدريب الحرس وقوات الجيش أو في ضمان العلاقات العامة في الغرب.


الحالات المعروفة لأباطرة المال الإسرائيليين الذين نشرت أسماؤهم في ظروف مختلف عليها، هم أركادي غايدمك في أنغولا (يقضي اليوم عقوبة السجن في فرنسا)، بني شتاينمتس في غينيا (الذي بالمناسبة، تنازل عن جنسيته الإسرائيلية)، دان غرتلر في الكونغو وليف لفياف في أنغولا وفي ناميبيا.


وكتعديلٍ للمسّ باسم بسمعة إسرائيل السيئة الذي بفعل عمل بعض رجال الأعمال الخاصّة، تحاول وزارة الخارجية الشروع في مبادرات لنفع كل السكان وليس فقط لنفع الحكّام. بحسب معاريف،  بواسطة شعبة التعاون الدولي، إسرائيل تدرب، تؤهل وتوجّه نحو ألف طالب من أفريقيا في شؤون الزراعة، الطبابة وغيرها، وترسل إلى القارة مرشدين، أطباء ومستشارين مختلفين. أُنجز جزء من المبادرات بالتعاون أو بتمويل من حكومات فرنسا، الولايات المتحدة الأميركية، إيطاليا وغيرها. 


إضافة إلى النشاط الرسمي يتمّ تنفيذ نشاطات من قبل أشخاص منفردين وجمعيات إسرائيلية، تقوم بإرسال متطوّعين إلى أفريقيا للمساندة في مكافحة الفقر، المرض والجوع، وهكذا يقدّمون "الإسرائيلي الحجيد".

المصدر: الميادين