اليكم أكبر اسرار حزب الله!
ولكن السيد، عبر ظهوره المتكرر، مارس حربا نفسية صادقة، ففرض الردع من خلال تهديداته التي استخدم فيها مراحل تصاعدية، ونفذ هجوما ضخما على مستوى الوعي لدى الجبهة الداخلية الاسرائيلية.
في محصّلة بحث معمق قام به الباحث المحاضر في علم النفس السياسي في جامعة بن غوريون الدكتور "اودي ليفل" حول علاقة الجمهور الاسرائيلي بالسيد نصر الله خلص إلى أنه بدلا من أن يعتمد الجمهور الاسرائيلي على مرجعية قومية تطلعه وتبيّن له مجريات الأحداث يوميا خلال حرب تموز، أولى الجمهور ثقته لزعيم حزب الله (العدو).
كتب "اودي ليفل" حرفيا أنه "كان هناك زعيم واحد للجبهة الداخلية الاسرائيلية في الحرب: حسن نصر الله، لأن مواطني اسرائيل يرون في الرجل صاحب العمامة السوداء شخصا صادقا وكفؤا أكثر من زعمائهم".
وبحسب استطلاع الرأي الذي قام به ليفل بين تموز وآب 2006، سأل فيه المستطْلعين عن المرجعية التي توفر لهم الخبر اليقين بشأن مجريات القتال والاعمال العسكرية ومن هو الشخص الذي حظي بثقتهم المطلقة وكان على صدقية عالية، جاءت النتائج قاطعة ومثيرة، فقد اعتبر السيد نصر الله أكثر صدقية وأكثر موثوقية من سائر القادة الاسرائيليين.
وفي تحقيق بعنوان "الخبراء داخل رأس نصر الله"، كشفت "يديعوت احرونوت" عن تشكيل السلطات الاسرائيلية لطاقم مؤلف من 15 خمسة عشر فردا بين محلل استخباراتي ومستشرق وعالم نفس لتحليل شخصية نصر الله، و"إعداد بروفيل متجدد له".
استند فريق الخبراء هذا الى جملة معطيات، من بينها لغة الجسد وحركة اليدين وتعابير الوجه.
أولى ملاحظات أحد الخبراء في الفريق الاسرائيلي أن " نصر الله هو شخص يستعد جيدا لظهوره".
الملاحظة الثانية تعزز ما أعلنه السيد بخصوص أن حزب الله لم يكن ليأسر الجنديين لو علم أن حربا ستحصل بسبب هذا الأمر".
من جملة الخلاصات التي خرج بها الخبراء النفسيون الاسرائيليون أيضا أن:
- نصر الله هو "رجل فهيم على نحو مدهش".
- "ليس لدى نصر الله مؤشرات خوف من الموت".
- نصر الله مقتنع بأن لديه مستقبل، ولكنْ عليه أن يتصدى للتحدي الذي وقع عليه بالمفاجأة.
- نصر الله لا يستعد لبقاء طويل في مقره تحت الأرض.
مراكز الدراسات الاميركية والغربية خصصت بدورها مساحات واسعة للإضاءة على شخصية السيد. اختصرت صحيفة "واشنطن بوست" ما نشر في هذه المراكز بأنه " بعمامته وطلعته، نصر الله هو أكبر أسرار حزب الله على الإطلاق".