أسباب التردد الاسرائيلي في التوغل براً.. مارون الراس وبنت جبيل!

كانت الخسائر البشرية التي تكبدتها ألوية النخبة في الجيش الاسرائيلي في معارك "مارون الراس" و"عيتا الشعب" و"بنت جبيل" السبب الرئيسي للتردد في هيئة الأركان، وهذا ما أشار اليه صراحة تقرير لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الاسرائيلي بإعلانه أن "التورط الميداني في منطقتي مارون الراس وبنت جبيل، وأماكن أخرى في الأسابيع الأولى للحرب أدى لردع صناع القرار عن اتخاذ قرار بالذهاب نحو عملية عسكرية برية.
  • الخسائر البشرية التي تكبدتها ألوية النخبة في الجيش الاسرائيلي السبب الرئيس للتردد في هيئة الأركان
"نحن ذاهبون إلى معركة بالنار"..

هكذا حسم رئيس هيئة الأركان دان حالوتس النقاش الدائر حول ضرورة التحضير لعملية برية، طرحها  في الأسبوع الأول من حرب تموز/ يوليو 2006 عدد من أعضاء هيئة رئاسة الاركان، كان من بينهم رئيس شعبة العمليات غادي ايزنكوت الذي تحمس كثيراً لخطة تجنيد الاحتياط من أجل الاستعداد لعملية برية، كان قد خطط لها الجيش الاسرائيلي قبل الحرب، وأطلق عليها اسم "مياه الأعالي"، وهي تقتضي بالتوغل في جنوب الليطاني للسيطرة على مناطق إطلاق صواريخ الكاتيوشا وضرب البنية العسكرية لحزب الله.

بعد الحرب، صرح عضو في رئاسة الأركان أن التردد باتخاذ قرار بحملة برية واسعة وضرورة تجنيد قوات الاحتياط استمر لأكثر من ثلاثة أسابيع.

ايزنكوت، الذي يشغل اليوم منصب رئيس أركان الجيش الاسرائيلي، أشد المتحمسين للحملة البرية عاد وتراجع.

أما حالوتس الذي تكشف له بعد أسبوع من الحملة الجوية عدم القدرة على حسم المعركة من الجو فظل متردداً باتخاذ قرار بشنّ عملية برية واسعة، وانعكس تردده على المجلس الوزاري المصغر، حتى إن شاؤول موفاز - وهو رئيس أركان ووزير دفاع سابق - بقي متردداً باتخاذ قرار كهذا خوفاً من الانجرار للمستنقع اللبناني..                                   

وفي الوقت الذي كان ينتظر فيه مسؤول الاستخبارات العسكرية عاموس يادلين تأييداً لاقتراحه بالبدء بعملية برية واسعة من قائد ذراع البر في حينها بني غانتس، فاجأه الأخير بالرفض مكتفياً بالموافقة على القيام بعمليات دهم محدودة في عمق لا يتجاوز الستة كيلومترات.

كانت الخسائر البشرية التي تكبدتها ألوية النخبة في الجيش الاسرائيلي في معارك "مارون الراس" و"عيتا الشعب" و"بنت جبيل" السبب الرئيسي للتردد في هيئة الأركان، وهذا ما أشار اليه صراحة تقرير لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الاسرائيلي بإعلانه أن "التورط الميداني في منطقتي مارون الراس وبنت جبيل، وأماكن أخرى في الأسابيع الأولى للحرب أدى لردع صناع القرار عن اتخاذ قرار بالذهاب نحو عملية عسكرية برية.

كما ان كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عن مفاجآت البر كان له وقعه على الجيش الاسرائيلي.

كان لدى حالوتس ثقة كبيرة في أن مسألة السيطرة على مواقع حزب الله عند الحدود يمكن ان تنفذها جرافة طراز "دي – تسعة"، بحسب تعبيره في أحد الاجتماعات. ولكن مع مرور ثلاثة أسابيع على الحرب، لم يعد حالوتس واثقاً حتى من طريقة عمل ألوية النخبة مثل لواء المظليين، ولواء غولاني اللذين تحولت مهمة سيطرتهما على بنت جبيل إلى عملية إنقاذ معقدة وخطيرة للجنود الجرحى.

غير أن الاصرار الأميركي على مواصلة الحرب لتحقيق أهداف ملموسة على الأرض، دفع بالمجلس الوزاري المصغر في اسرائيل في السابع والعشرين من تموز/ يوليو، إلى المصادقة على تجنيد ثلاث فرق احتياط في إطار الاستعداد لعملية برية واسعة. ومع ذلك، فإن حدة النقاش بين بعض الوزراء وحالوتس دفعت أولمرت إلى تأجيل البحث عن الأهداف التي يجب صياغتها لهذه العملية 

المصدر: الميادين نت