لن ينسى إسم "حسن نصر الله"!

بعد مرور عدة ساعات على عملية اسر الجنديين الإسرائيليين في الثاني عشر من تموز 2006، وفيما كان الوسط السياسي في اسرائيل منشغلاً بتقدير مستوى الرد، اتصل رئيس جهاز الشاباك السابق وعضو الكنيست عامي ايالون بوزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك عامير بيرتس.
  • أظهر بيرتس طوال فترة الحرب هوساً بالإطلالات الإعلامية
اقترح أيالون على بيرتس أن يعقد رئيس الحكومة ايهود أولمرت مؤتمراً صحفيّاً يعلن فيه أنّه يعطي لحزب الله والحكومة اللبنانيّة  ثلاثة أيّام لكي يعيدوا الأسيرين بدون شروط، ,بموازاة ذلك يتم الاعلان عن تجنيد واسع لقوات الاحتياط واستعداد الجيش للهجوم. فسأله بيرتس: "لكن ألا تعتقد أنه يجب أن نردّ فوراً "؟

أجابه ايالون: "بإمكاننا أيضاً أن نردّ بعد ثلاثة أيّام ولن نخسر شيئاً في هذه المدّة".

بيرتس ردّ على اقتراح ايالون بسؤال اخر: " وهل تعتقد فعلاً أنّ هذا سيعيد الجنديين؟".

فاجابه أيالون متبرماً: "لماذا لا تفهم! ليس حزب الله هو من يحتاج هذه الأيّام الثلاثة.. أنت من يحتاج إليها".

عكس رد عامير بيرتس على اقتراح ايالون ضعف شخصية وزير الدفاع الذي كان يفتقد السمات الأساسية لتولي منصبه. فبيرتس المعروف تاريخياً بنشاطه الطويل في نقابات العمال هو شخص عديم الخبرة الامنية والعسكرية إلى حدّ الذهول، فضلاً عن أن استلامه منصب وزير الدفاع قبل تسعة أسابيع من اندلاع الحرب لم يسعفه في اكتساب الحدّ الادنى من الثقافة العسكرية.

بعد مرور ثلاثة أيام على حرب تموز، صرّح وزير الدفاع الاسرائيلي أن "حسن نصر الله سوف لن ينسى ذكر اسم عامير بيرتس"، غير أن الصورة انقلبت بالكامل وتحوّلت تصريحات بيرتس الى مادة للتهكم من قبل الجمهور الإسرائيلي.

أظهر بيرتس طوال فترة الحرب هوساً بالإطلالات الإعلامية، فحرص دائماً على اصطحاب مراسلين وصحافيين لتغطية جولاته في المنطقة الشمالية حيث كان يهتم بالتقاط صور له مع جنود او مدنيين داخل الملاجئ، أمّا في غرف العمليات فكان يبدو دائماً كضيف ثقيل، يسأل عن أمور كانت بديهيةً لأي اسرائيلي، فكيف بوزير دفاع ؟!

على سبيل المثال، عند حديث رئيس شعبة الأبحاث يوسي بايديتس عن أهمية احتلال مدينة بنت جبيل لأنها المكان الذي ألقى فيه نصر الله خطابه الشهير، سأله بيرتس : "أيّ خطاب؟!".

 

المصدر: الميادين نت