جنود بريطانيون ينفذون عملية عسكرية ضد تنظيم داعش في ليبيا، والتدخل العسكري الأميركي ضد داعش في سرت لا يلقى رضى الجزائر، الذي دقع بتعزيزات أمنية إضافية إلى حدودها الشرقية.
قام جنود بريطانيون في ليبيا بعملية عسكرية ضد تنظيم
داعش أمس الأحد، بحسب ما كشفت صحيفة صنداي تايمز البريطانية. وبحسب الصحيفة فإنّ
القوات البريطانية قد نفذت سابقاً عملاً عسكرياً في منتصف تموز/يوليو جنوب مدينة سرت.
وقال مصدر ليبي للصحيفة "إنّ البريطانيين
يملكون معلومات دقيقة عن مواقع داعش، ويستخدمون صواريخ غير معتادة صغيرة الحجم
تنتقل لمسافات طويلة وتنفجر في الهواء لتنشر الشظايا فوق مساحة واسعة، وفي نهاية
العمليات يخلي البريطانيون مواقعهم ويأخذون أغلفة الأسلحة الفارغة حتى لا يتم
تعقّب وجودهم".
وتشهد الأوساط السياسية الليبية خلافات حول التدخل
الأميركي، فبعد أن طلب رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السرّاج هذا التدخل من
الحكومة الأميركية، تعرّض لانتقادات عدة، أهمها من رئيس البرلمان الليبي في طبرق
عقيلة صالح الذي رفض التدخل الأجنبي، معتبراً أنّ ما قامت به حكومة السرّاج التي لم
تمثل حتى الآن أمام البرلمان للحصول على الثقة، هو خرق للدستور.
وزادت من حدة الخلافات تصريحات رجل الدين الصادق
الغرياني الذي اعتبر التدخل انتهاكاً لسيادة البلاد.
من جانبه، رفض إقليم برقة (شرق ليبيا) التدخل
العسكرى الأميركي فى البلاد، عبر شنّ غارات على داعش فى سرت، متهماً الولايات
المتحدة بدعم الجماعات المسلحة غرب ليبيا، التى تشكل الهيكل الأساسي لقوات البنيان
المرصوص وعدم تقديم الدعم للجيش الوطني الليبي برئاسة خليفة حفتر.
على صعيد متصل، لا يلقى التدخل العسكري الأميركي
المستجدّ ضد مواقع داعش في سرت رضى الجزائر. وعقب الغارات الأميركية ضد داعش في
سرت، دفعت وزارة الدفاع الجزائرية بتعزيزات أمنية إضافية إلى حدودها الشرقية ضاربة
طوقاً جوّياً مع أوامر واضحة بإطلاق النار على كل هدف مشبوه.
وفي هذا الإطار، قال سفير الجزائر السابق لدى الإتحاد
الأوروبي حليم بن عطاءالله إنّ "هذه الضربات الأميركية وضعت الدبلوماسية
الجزائرية في مأزق، لأنّ الجزائر ترفض أي تدخل عسكري خارج إطار الشرعية الدولية،
وبالمقابل جاءت هذه الضربات بطلب من رئيس حكومة الوفاق الوطني التي اعترفت بها
الجزائر".
لكن الموقف المناسب برأيه هو أن تلجأ الخارجية
الجزائرية إلى إعلان تبرّؤها من هذه الضربات عبر إجراءات واضحة، منها تعليق فتح
السفارة الجزائرية بطرابلس إحتجاجاً على ما قام به رئيس حكومة الوفاق الوطني من دون
استشارة الجزائر.
وبحسب الخبير الأمني عمر بن جانة، فإن أكثر ما تخشاه
الجزائر بخصوص التدخل العسكري الغربي في ليبيا، هو أن تتحول حدودها الشاسعة مع هذا
البلد الجار، إلى ممر لإرهابيي الجماعات المسلحة الليبية الباحثين عن ملجأ آمن.