"البوركيني" لباس البحر الخاص بالمحجبات كان مادة سجال بين مؤيد لحظره في فرنسا ورافض لذلك. الميادين سألت على صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي عن الأسباب الكامنة وراء هذه المشكلة وما إذا كانت حقيقية أم مفتلعة. فكيف أتت الإجابات؟
حسم
القضاء الفرنسي قضية حظر "البوركيني" – التسمية الفرنسية للباس البحر
الذي ترتديه المحجبات – مقرراً تعليقه بعد أن قامت قرابة 15 بلدية فرنسية بمنعه
لدرجة إجبار بعض النساء على خلعه. مجلس الدولة الفرنسي قال كلمته إذاً في قضية أثارت
على مدى الأيام الماضية جدلاً واسعاً تماماً كما فعلت قبل ذلك قضية حظر النقاب
والحجاب في البلد نفسه.
صفحات
الميادين على مواقع التواصل الاجتماعي رصدت تفاعل الرأي العام مع هذه القضية. وفي
حين أظهر استفتاء على "تويتر" أن الأسباب الكامنة وراء الحظر سياسية
بنسبة 54% اعتبر 24% من 1074 مشاركاً أن الأسباب إعلامية و22% قالوا إنها ثقافية.
An error occurred while retrieving the Tweet. It might have been deleted.
#الميادين_تسأل | هل تعتقد أن ظاهرة البوركيني مشكلة حقيقية في المجتمعات الغربية أم مفتعلة؟ وما هي الأسباب؟
أما
على فايسبوك فتراوحت التعليقات بين معارضة رأت في الخطوة مساساً بالحرية الشخصية
ومؤيدة اعتبرت أن على المهاجرين أن يحترموا قوانين البلد الذين يعيشون فيه.
فعلى
سبيل المثال علق يوسف أبو زغد أن "طريقة اللبس تنضوي تحت بند الحرية الشخصي"
لافتاً إلى أن "معظم الأوروبين في بلاد الخليج لا يلتزمون بقوانين تلك البلاد
على اعتبار أن هذا من الحريات والمعتقدات الشخصية".
محمد
مغربي عبر عن الرأي نفسه واصفاً القرار بـ"المتطرف". وقال "يحق
للإنسان أن يرتدي ما يريد وما يعتقد بجوازه ولا يحق لنا فرض ما يجب عليه أن
يرتديه".
من
جهته رأى اربي معروف أن البوركيني مشكلة في فرنسا فقط دوناً عن العالم كله لكون
فرنسا تعتمد مقولة "خالف تعرف" وهي لم تعد تجد ما يميزها على غرار باقي
دول العالم.
من
أصحاب وجهة النظر المضادة ماريا التي اعتبرت أن تلك المجتمعات لها قوانينها التي
يجب احترامها. فيما انتقد آخرون تواجد امرأة محجبة على شواطيء غربية على قاعدة ما
اعتبروه "تنافياً مع كونها مسلمة".
علي روجيه قال "إذا أردت أن تصبح فرداً في مجتمع فيجب أن تذوب فيه ثقافياً
وأدبياً وأخلاقياً وإلا لما نذهب إلى هناك؟" فيما ذهب سالم النوفل أبعد من
ذلك داعياً إلى طرد جميع المسلمين المقيمين في الغرب إذا لم يلتزموا بقوانين تلك
المجتمعات.
المشاركون
في النقاش اختلفوا حول الأسباب الكامنة وراء إثارة هذه القضية وأيضاً حول من يتحمل
مسؤوليتها. وتنوعت الآراء بين من رأى فيها تعبيراً عن "الاسلاموفوبيا"
التي اخترعها الغرب كما قالوا. ومن اعتبرها نتيجة طبيعية لممارسات داعش والتنظيمات
الإرهابية والتكفيرية الأخرى.
سلطان
ابراهيم قال إن "الاسلاموفوبيا هي التي خلقت مثل هذه الأزمات ما بين الشعوب والمسلمين
لذا فإنها أزمة لها علاقه بكل ما يجري على الساحه الدولية من عمليات قتل وتفجير وما
إلى ذلك من أمور" معتبراً أن القضية هي "أخلاقية سياسية اعلامية".
كفاح حماتي قال إنه "ﻻ يمكن فصل العداء لظاهرة البوركيني عما يحدث في الشرق
والعالم بعد ظهور التطرف المتمثل بداعش والنصرة وغيرهم فالجميع يريد المساهمة في إيقاد
النار في الصدور هذه النار التي أصابت المشرقين".
أما عاكف جايم فاعتبر أن ما بات يطلق عليه "الإرهاب
الإسلامي" أصبح شماعة يعلق عليها الغرب جل مشاكله داخلية كانت أم خارجية لتنفيذ
أجندة واستراتيجيات يخطط لها. لافتاً إلى أنه "كلما اصبحت الانتخابات على الأبواب
نشاهد إثارة الخوف من المسلمين".
بعد قضية البوركيني الميادين تسأل عن قضايا أخرى سياسية وإعلامية وفنية ورياضية على صفحاتها على مواقع التواصل
الاجتماعي حيث تفرد مساحة أوسع للنقاش وتبادل الآراء المختلفة.