وزير الخارجية الروسي يؤكد خلال جلسة مجلس الأمن الدولي حول سوريا وجوب تقديم ضمانات بالتزام الفصائل التي يؤثرون عليها بوقف إطلاق النار، ونظيره الأميركي يشير إلى أن التحالف الأميركي أخطأ في ضرب أهداف داخل محافظة دير الزور السورية، في وقت دعا فيه المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا إلى ضرورة الإنتقال للمفاوضات المباشرة بين الأطراف السورية في الجولة القادمة من المباحثات.
أكدّ وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف أن تنظيم "داعش" عمد إلى مهاجمة القوات السورية في دير الزور فور تنفيذ الغارات الأميركية على مواقع للجيش السوري"، مشيراً إلى أن "ضربات التحالف للقوات المسلحة السورية في دير الزور هو انتهاك صارخ لوقف إطلاق النار".وإذ رأى أنه "ينبغي على جميع الأطراف المعنية بالأزمة في سوريا المشاركة في الحلّ وليس فقط روسيا وأميركا"، دعا الوزير الروسي الأطراف الرئيسية إلى "تقديم ضمانات بالتزام الفصائل التي يؤثرون عليها بوقف إطلاق النار"، مضيفاً أن "الأولوية الرئيسية للحل في سوريا هي فصل المعارضة عن إرهابي "داعش" و"النصرة".وانتهى وزير الخارجية الروسي إلى القول إنه "حان الوقت لإعادة النظر في قائمة المنظمات الإرهابية بعد رفض العديد منها الهدنة"، مؤكداً أن روسيا "أبلغت الأميركيين عن مجموعات مسلحة أدرجت ضمن الموافقين على الإتفاق وارتكبت 300 خرقاً للهدنة"، لافتاً الإنتباه إلى أن "الدعوات التي وُجهّت إلى مجلس الأمن للضغط على المجموعات المسلحة للإلتزام بالهدنة لم تجد نفعاً".
كيري: قصف قافلة الإغاثة قرب حلب بدّلت المعطيات على الأرض
من جهته، كشف
وزير الخارجية الأميركية جون كيري، أن "التحالف الأميركي أخطأ في قصف أهداف
يوم السبت الماضي في دير الزور"، مضيفاً أن بلاده "اعترفت بذلك
والبنتاغون يحقق في الأمر".
وردّاً
على تصريحات وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف حول عدم فرض الشروط المسبقة، قال
كيري خلال كلمته في مجلس الأمن الدولي ، إن "ثمة أطراف لا تريد نجاح وقف
النار في سوريا"، مشيراً إلى أن "تصريحات المسؤولين الروس حول حقيقة
استهداف قافلة المساعدات قرب حلب متعارضة ومنافية للحقائق".
وفي
حين اعتبر أن "مهاجمة قافلة الإغاثة تثير شكوكاً قوية بشأن ما إذا كانت روسيا
وحكومة سوريا ستلتزمان باتفاق جنيف"، أضاف كيري أن " قصف قافلة الإغاثة
قرب حلب بدّلت المعطيات على الأرض وما بررهّ الروس بهذا الشأن غير مقبول".
وأكدّ
كيري أن أميركا "ملتزمة بما اتفقت عليه مع الروس حول الهدنة والتنسيق
معهم"، داعياً إلى "استثناء داعش والنصرة من الهدنة، وإيصال المساعدات
الإنسانية إلى مختلف المناطق السورية بما فيها محافظة حلب".
وأعرب وزير الخارجية الأميركية عن أمله في "استئناف وقف
الأعمال العدائية في سوريا مع استثناء "النصرة" و"داعش" من
الإتفاق"، مؤكداً أن بلاده لن "تغضّ الطرف في حال قاتلت المعارضة
السورية إلى جانب فرع القاعدة في سوريا "جبهة النصرة" والتي هي بمثابة
خصم لنا جميعاً".
بان: تطبيق الهدنة في سوريا سيمهّد لحل الأزمة سياسياً
من ناحيته، شددّ المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا على أن "المرحلة الإنتقالية في سوريا يجب أن تشمل جميع الأطراف"، كاشفاً أنه "سيطرح خطة إطار عمل لاستئناف المفاوضات". ودعا دي ميستورا إلى "ضرورة الإنتقال للمفاوضات المباشرة بين الأطراف السورية في الجولة القادمة من المباحثات"، مضيفاً أن "ثمة اقتراحات مبدئية ستعرضها روسيا على الأطراف عند استئناف المحادثات السورية - السورية".وفي السياق، ، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أن "تطبيق الهدنة في سوريا سيمهد لحل الأزمة سياسياً"، مجدداً دعوته لمجلس الأمن إلى "إحالة الوضع في سوريا للمحكمة الجنائية الدولية".ورأى بان كي مون أن "المحادثات السورية يجب أن ترتكز على المرحلة الإنتقالية أولاً"، داعياً إلى "تقديم الدعم للمبعوث الأممي إلى سوريا من دون وضع أي شروط مسبقة لاستئناف المحادثات".