وزير الخارجية البريطاني يصف القصيدة التي هاجم فيها الرئيس التركي بـ"التفاهة"، بعدما كان فاز في أيار/مايو المنصرم بمسابقة شعرية هاجم فيها أردوغان، ونشرتها مجلة "ذا سبيكتاتور" البريطانية المحافظة.
وصف وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الثلاثاء
القصيدة التي هاجم فيها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بـ"التفاهة"، مشيدا
بقوة بالعلاقات المتينة بين أنقرة ولندن حتى بعد تصويت بريطانيا على الخروج من الاتحاد
الأوروبي.
وخلال زيارته الأولى لتركيا كوزير للخارجية، دعا
جونسون إلى "اتفاقية ضخمة للتبادل الحر" مع أنقرة، من شأنها أن تعزز العلاقات
الاقتصادية بين البلدين.
ووصف جونسون، وهو من أصول تركية جزئيا، تركيا بأنها
"أرض أجدادي"، مؤكدا أن أقارب له شغلوا مناصب كبيرة في وزارة الخارجية التركية.
وكان رئيس بلدية لندن السابق، الذي ساهم في قيادة
حملة ناجحة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فاز في أيار/مايو بمسابقة شعرية هاجم
فيها أردوغان، ونشرتها مجلة "ذا سبيكتاتور" البريطانية المحافظة.
لكنه أعرب عن "السرور" لعدم ذكر القصيدة
خلال كل محادثاته منذ وصوله إلى تركيا بداية الأسبوع الحالي.
وقال إن ما يريد الناس سماعه بعد محاولة الانقلاب
في 15 تموز/يوليو هو "التزامنا حيال تركيا (...) وهو قوي جدا".
وأضاف في إشارة إلى القصيدة "أما بالنسبة إلى
التفاهة التي أثرتموها (...) فلم يتم التطرق إليها على الإطلاق".
وتابع جونسون في مؤتمر صحافي مشترك في أنقرة مع
نظيره التركي مولود تشاوش أوغلو "في الحقيقة لست مندهشا لعدم طرحها، لم يبد أحد
استعدادا للحديث عنها حتى قمتم أنتم بذلك".
وبعيد ذلك التقى جونسون أردوغان في القصر الرئاسي.
ووصف محاولة الانقلاب على نظام اردوغان بانها
"هجوم عنيف وشائن" ضد الديموقراطية التركية.
واعتبر جونسون ان شبكة الداعية فتح الله غولن الذي
تتهمه السلطات التركية بتدبير محاولة الانقلاب "تمثل اوجها متعددة لطائفة"
معينة، مؤكدا ان لندن يمكنها ان تتحرك ضد اي فروع محتملة لها في بريطانيا.
واحجم الوزير البريطاني عن انتقاد حملة التطهير
الواسعة التي اعقبت محاولة الانقلاب، مكتفيا بالاشادة برد "مدروس وملائم".
وشهدت العلاقات بين تركيا والاتحاد الاوروبي توترا
في الاشهر الاخيرة واصطدم ملف عضوية تركيا بالقلق المتزايد للدول الاعضاء ازاء النزعة
التسلطية المتزايدة لاردوغان ونظامه وقمعه لحرية الاعلام وحقوق الانسان.
وجاءت زيارة جونسون بعدما أعلنت السفارة البريطانية
في أنقرة اغلاق ابوابها في 17 ايلول/سبتمبر "لاسباب امنية".
وزير الخارجية البريطاني أعلن تقارب رؤية بلاده
مع رؤية أنقرة لحل أزمة سوريا وتطهيرها من داعش.
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي مولود شاووش
اوغلو في أنقرة قال جونسون إن على بلديهما مكافحة التنظيمات الإرهابية كافة.
من جهته هاجم اوغلو واشنطن والعواصم الأوروبية التي
تتعامل مع وحدات حماية الشعب شمال سوريا. وقال "في الوقت الراهن عناصر وحدات حماية
الشعب لا يزالون في منبج، أوباما وعد وكذلك كيري وبايدن، كل المسؤولين وعدوا إما أنه
لا يمكنهم إعادتهم أو أن وحدات حماية الشعب لا تستمع إليهم، أو أن الولايات المتحدة
لا تريد أن تعيدهم إلى غرب الفرات". وأضاف "أكثر من مئتي عصر من وحدات حماية
الشعب موجودون في منبج وإذا كان لا يمكنكم إعادتهم كيف يمكن الوثوق بهم في مناطق أخرى؟".